قام مركز "عاد"للطفولة والشباب ومؤسسة "وعي" لحقوق الإنسان ومبادرة "تنمية قادةالمستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "بيت النور" بزيارة ميدانية مساء يومالجمعة الفائت إلى مدرسة "ابن خلدون" الحكومية التي تحوي العشرات من أسرنازحي محافظة أبين في مديرية التواهي بمحافظة عدن، للجلوس معهم وتفقد أحوالهم ومشاركتهمفعاليات وأنشطة متنوعة.


  نظم مركز "عاد" للطفولة والشباب معرض رسم حر للأطفال في ساحةالمدرسة، ورسم ما يقارب 40 طفلًا من أطفال النازحين بمخيلتهم البريئة وألوانهمالتي تداخلت بشكل جميل رسومات تعبيرية عن رغبتهم بالعودة إلى ديارهم في محافظةأبين، تنوعت رسومات المشاركين من رسم لمنازل سليمة وأخرى طالتها الخراب والتدمير،نتيجة المواجهات المسلحة، ورجال ونساء في المزارع مع الثور والمحراث، وآخرين رسمواالمدارس والمساجد والطبيعة بمختلف عناصرها، وأشار الناشط/عادنعمان إلى ضرورة ممارسة الأطفال للرسم والتعبير الحر، كوسيلة للتعبير عن أنفسهموعما يفكرون به، وهو نوع من الإبداع والتهذيب، وبعد الإنتهاء من الرسم على الورق قام بعض الناشطين الشباب بالرسم على وجوه الأطفال النازحين بالألوان المختلفة.


   وفي سياقالزيارة، قامت مؤسسة "وعي" لحقوق الإنسان بإقامة حلقة توعية بعنوان (حقوقالنازحين والعودة الآمنة)، استهدفت حوالي 30 امرأة من النازحات في أحد صفوفالمدرسة، حيث تم توعيتهن بحقوقهن وفقاً لمواثيق الشرعة الدولية، وقد تطرقت الناشطةحنان محمد فارع رئيسة المؤسسة إلى سرد عدد من حقوق النازحين منذ لحظة نزوحهم مكرهينمن مناطقهم وصولاً إلى ملجأ أمن، يؤمن لهم الاستقرار وتوفير متطلباتهم الأساسية.


   وقد تضمنت هذه الحقوق،حق الحماية وشمل نواحي عديدة، وحق النازحين بالاعتراف بهم أمام القانون، اعتراف يؤمنالحماية لهم من الإساءات والتمييز، ويضمن صرف الحكومة لهم وثائق رسمية جديدة عوضاًعن الوثائق الضائعة، وحق الحصول على الرعاية الطبية والصحية المطلوبة بشكل دوري ومجانيتجنباً لانتشار الأمراض المعدية، والعلاج النفسي الخاص بحالات أصيبت بصدمات نفسية بفعلالقتال المسلح في أبين، والحق العيش بكرامة وحرية تامة، وتشجيع الفرص الاقتصاديةلهم، عبر تصميم وتنفيذ برامج تمكن النازحين (رجالاً ونساءً) من الحصول على دخل، وإنتاجغذائهم وملبسهم، وضرورة حصولهم على مستوى معيشي ملائم يجعلهم على قيد الحياة ويشعرهمبالكرامة.


   كما شارك أعضاء مبادرة"تنمية قادة المستقبل" الأطفال النازحين بعض ألعاب التسلية والمرح، عملتعلى إدخال السرور إلى نفوس الأطفال الذين كانوا بحاجة لمثل تلك الألعاب، وأشارصفوان السيد أحد أعضاء المبادرة إلى أنبصمات الأطفال على القماش الأبيض كانت أغلبها باللون الأحمر، بما يعكس نفسيتهمالتي لا تزال متأثرة بلون الدم، إثر ما عاشوه في محافظة أبين، وأنهم بحاجة ماسةللعب، وتجديد نفسيتهم وجعلهم يعيشون في عالم الطفولة.


   وفي تصريح خاص لخديجةبن بريك/ نائب المشرف على النازحين فيمدارس مديرية التواهي، قالت أن النازحين يمرون بظروف نفسية أفضل بكثير من بدايةتواجدهم في المدارس، حيث يحاول النازحون أن يتكيفوا مع الوضع الحالي ومعيشتهمالموفرة لهم، إلا أن هناك بعض الأمور التي تقلقهم وتضيق عليهم، مثل خبر طردهم منالمدارس، وأن عليهم إيجاد منازل ودفع الإيجار الذي لا يقدرون على توفيره، فهم بدونأعمال، بل أنهم لا يقدرون على توفير ابسط المواد الغذائية، وكذلك توقف المعوناتالغذائية والصحية من المانحين.


  وتضيف بن بريك أن المشرفين من الناشطين يقومون بما في وسعهم لترتيب أوضاعالنازحين في المدارس مؤقتًا، والوقوف أمام انتقالهم إلى مكان آخر، فهم يعلمون أنالحكومة لن تقوم بشيء تجاههم، والأماكن التي سينقلون لها سيئة وغير صالحة للعيش،مشيرة إلى أن مشروع الحكومة في بداية أزمة النازحين وعدت بإقامة مخيمات مغلقة، لمينفذ وكان مجرد كلام، وأن الكثير من المساعدات الخارجية التي يسمع عنها النازحينلا تصل لهم ولا يستفيد منها أغلب النازحين، والكثير من المواد الغذائية التي تمتوزيعها لم يتقبلها النازحين من رداءتها، ولا توجد معلومات وإحصائيات صحيحة عن عددالنازحين في محافظة عدن لتوزيع الغذاء بشكل صحيح، مما يسبب عدم توازن ومراعاة عددأفراد الأسرة، وكذلك بعض الصفوف والحمامات مغلقة من قبل مدراء المدارس، الذينيرفضون فتح أبوابها، وهناك من يقوم بتهديد النازحين بإخراجهم من المدارس عن طريق افتعالالمشاكل معهم.


   وتعتزم المكوناتالشبابية السابقة القيام بتنظيم مثل تلك الفعاليات والأنشطة المتنوعة في عدد من المدارسالتي تحوي أسر نازحي أبين، من إقامة معارض للرسم والتعبير وحلقات التوعية والنزولالميداني, ضمن ذات الفكرة التي تسعى إلى الاهتمام أكثر بالنازحين، والتأكيد علىحقهم بالعودة وإعادة توطينهم في مناطقهم، وأن على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمنظماتالدولية القيام بحملة إزالة الألغام وجمع آثار ومخلفات الحرب وإخماد الصراعات وتحديدالآليات الملائمة لحماية عودة النازحين، وصرف التعويضات العادلة والمستحقة لهم وإعادةبناء البينة التحتية للمناطق المدمرة.


 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.