جمع النشاط الأدبي الذي أقامته جمعية الشعر يوم أمس في صالة اتحاد الكتاب العرب بين كل من الشعراء ثائر زين الدين وإبراهيم عباس ياسين وفرحان الخطيب وسليمان السلمان.

 واختلفت المعاني في القصائد التي ألقيت حيث تضمنت مجموعة من الرؤى الإنسانية والعاطفية والنقدية بطرائق مختلفة من حيث الأسلوب التعبيري.

 وألقى ثائر زين الدين مجموعة من القصائد طرح فيها قضايا إنسانية لها علاقة بالبيئة وكيفية التعايش بين فئات الناس متناولا المواضيع بأسلوب حديث فيه من الرموز ما يشير الى تجربة تمتلك ثقافة شعرية ووجدانية ظهرت واضحة في اغلب النصوص التي ألقاها .

 كما ألقى الشاعر فرحان الخطيب قصيدته سراج التي تحدث فيها عن مزايا بلدته ومسقط رأسه بمحبة شفافة تناول فيها القصيدة بأسلوب الشطرين محاولا الابتعاد عن المفردات الصعبة لتظهر أحاسيسه متدفقة عبر المفردات وهي تمتلك الدلالات الانتمائية للارض والوطن والبيئة .

 وتابع الخطيب قصائده بنفس الاسلوب الكلاسيكي ليطرح مجموعة من الهموم التي تؤرق الانسان العربي بشكل عام والانسان الذي يعيش في بلدنا بشكل خاص .

 وجاءت قصائد الخطيب وهي على ارتباط وثيق بالتاريخ والماضي من حيث البحور التي تلاءمت مع مفردات وتركيب القصائد ولاسيما البحر البسيط بشكل لا يبتعد عن الحاضر الذي هو اساس الموضوع.

 كما القى الشاعر سليمان السلمان قصيدتين الاولى امتلكت رؤية واقعية تناقش الازمة بشكل جريء وتدافع عن الوطن باسلوب فيه اثارة وتشويق متبعا اسلوب التفعيلة في الطرح الشعري وقصيدة اخرى عاطفية تتميز بالوضوح والمباشرة والخصوصية يقول فيها:

 "لأنك اغلى واحلى واجمل

 طراوة ورد وملمس مخمل

ودنيا من الشوق تحلو وتخجل

حصاد فؤادي انت

وامنية ليس ترحل.."

 بدوره القى الشاعر ابراهيم عباس ياسين مجموعة قصائد طرح فيها آلامه واشجانه معتمدا على استخدام الرموز والمفردات التي استعارها من الطبيعة وهي تشكل حالة من التواصل بين النص والمتلقي نظرا لأنها منتقاة من الاشياء الجميلة محاولا ان يبتعد عن الحداثة السريالية حرصا منه على بقاء العلاقة قائمة بين قصيدته وبين من يتلقاها قال:

 "انهر من كوثر تجري بأيامي

يمام يشرب القهوة من عينين نجلاوين

يصحو فيها صيف ويمتد شتاء

تتراءى انجم الصبح.."

 ومن جهته قال الشاعر محمد الفهد مقرر جمعية الشعر إن القصائد التي القيت تختلف في تناولها للمواضيع كما تختلف في تعابيرها اللغوية وتمتلك قيما وروءى فلكل شاعر خصوصية في النص والتأويل والبناء ويتوضح من خلال ما سمعنا من قصائد ان النص الحداثي اصبح يمتلك رؤيه ومبتغى ولكل نص طريقه الذي يسير عليه صاحبه.

 واوضح الشاعر محمد رجب ان القصائد الملقاة والتي ترددت على اسماعنا اليوم تميزت بإيقاعاتها الشفافة ومكنوناتها العاطفية والانسانية اضافة الى معاني مواضيعها التي تخص مجتمعنا وتلامس همومه وان كانت قد اختلفت الاساليب وهذا برأيي قمة الايجابية فان الحالة التي يمتلكها كل شاعر تلتقي مع حالة الاخر من حيث الرؤية الانسانية.

 واشار الشاعر محمود حامد امين سر جمعية الشعر الى ان الشعراء تناولوا مواضيعهم مستخدمين ادوات مختلفة فلكل واحد طريقة فمنهم من تناول الرمز و بعضهم استخدم اسلوب الطرح الذي يعتمد على العاطفة اكثر من الرمز وهذا لا يضر لان فيه شيئا من القص الشعري الذي يعتمد على التوازن الموضوعي.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.