عندما تحلم بالرمان فإن ذلك يعني أن الحب في طريقه إليك" هذا جزء بسيط مما أوردته قصص التراث الشعبي عن فاكهة الرمان التي باتت رمزاً للحب وغزارة العطاء والخصوبة والقداسة منذ القدم وإن متابعة ما قدمته فرقة رمان في صالة زرياب للفنون سيعزز في الذاكرة معاني الأسطورة فمنذ مقدمة الحفل يبرز مدى براعة عازفي الفرقة /محمد عصام دياب/ على الساكسوفون /نور عمورة/ على الغيتار الكهربائي.. /طارق المسكي/ على الغيتار أكوستيك في لفت السميعة والاستئثار بانتباههم عبر أدائهم لمجموعة من أغاني الثمانينيات اللبنانية.
وتنتقل الفرقة المؤسسة حديثاً بسلاسة من الألحان الشرقية إلى الغربية لتقدم منتخبات من أغاني السوفت روك والبوب وفق توليفة جمالية استطاعت من خلالها المغنية تيتار شاهينيان أن تؤكد على موهبتها وجمالية صوتها وقوته في أداء مختلف النغمات المنخفضة والعالية على حد سواء محققة مع العازفين فضاء موسيقياً يمزج بين حنين الذاكرة الموسيقية ودفء الأداء الحي.
ولا تؤطر فرقة رمان نفسها ضمن نمط موسيقي محدد فما يهمها بحسب عازف الغيتار طارق المسكي هو تحقيق تآلف أنيق من روح الموسيقى بغض النظر عن تصنيفاتها الدقيقة إذ يقول: من الممكن أن تشد سمع الشخص أغنية روك رغم أنه يحب أم كلثوم أو أغنية جاز رغم أنه مولع بمحمد عبد الوهاب فالموسيقى الجميلة والصادقة هي الأساس وهناك كثيرون يطربون لأغانٍ شرقية لكنهم قد يحبون أغنية غربية عندما تتناهى لأسماعهم وبالنسبة لفرقة رمان الموضوع مماثل والغاية تحقيق مستوى عال من جماليات الأداء لمختلف الأنماط الموسيقية.
وكما أن الرمان هو فاكهة الحب عند الرومان فإن الفرقة تسعى لأن تشيع على مستمعيها مناخاً خصباً يجمع بين لوعة العشاق والحنين إلى الحبيب وأناقة اللقاء به وكل ذلك عبر المزج بين الآلات الغربية واستنطاقها لتأدية النوتات الشرقية وفق تقنيات عالية المستوى تم التدرب عليها مراراً إذ يوضح عازف الغيتار الكهربائي نور عمورة أن إمكانيات آلته كبيرة ومن خلالها يستطيع أن يعزف أصغر النغمات الشرقية مبيناً أن ذلك لا يتم بسهولة عزف أرباع النغمات على آلة العود وإنما عبر تقنية خاصة استطاع من خلالها تطويع هذه الآلة الغربية ليعزف بها ما يشاء من نغمات مهما اختلفت أزمانها.
وللتأكيد على هذا النمط من العزف قال عمورة: أفكر مع زميلي عازف الساكسوفون محمد عصام دياب أن نقدم ألبوما يتضمن مجموعة من المقطوعات الشرقية الموزعة بطريقة غربية بحيث يشكل بصمة موسيقية خاصة بعيدة عن المتوفر في سوق الألبومات وله خصوصية لم يتم التطرق إليها من قبل.
من سمات خصوصية فرقة رمان أيضاً أن كلا من أعضائها له مزاجه الموسيقي الخاص وهذا ما أوضحه محمد بقوله: نور يميل إلى الموسيقى الغربية والروك تحديداً بينما أهتم أنا بالنمط الشرقي من الموسيقا أكثر في حين أن تيتار مهتمة بأغاني السلو والبوب بينما طارق يستمع إلى أنماط موسيقية أخرى لذلك اتفقنا أن نعزف ما نحب جميعنا وهذا يعكس رغبات الجمهور بأذواقه المختلفة.
وأضاف دياب: منذ صغري أحببت آلة الساكسوفون بدون أن أعرفها وكنت أسمعها بنمطها الشرقي بأداء العازف المصري الراحل سمير سرور الذي يعتبر أول من أدخل النغمات الشرقية على هذه الآلة ومن خلاله تعلقت بالموسيقا العربية أكثر رغم أن الشائع عن الساكسوفون أنه آلة غربية وميدانها الرئيسي في موسيقا الجاز.
ويعبر محمد عن أسفه لعدم اعتراف المعهد العالي للموسيقى بآلة الساكسوفون وعدم توافر اختصاص باسم هذه الآلة أو أساتذة لها ضمن المعهد وذلك لمجرد اعتبارها آلة حديثة بالنسبة للآلات النفخية الأخرى كالترومبيت والترومبون والفلوت.
وحول مشروعه المستقبلي أوضح دياب أنه يحضر لألبوم سيطلق خلال أسبوعين بالاشتراك مع عازف البيانو تامر الزين ويتم التركيز فيه على الموسيقى الشرقية بطريقة أداء كلاسيكية حديثة وقال عنه: نسعى لأن يحمل بصمة خاصة لآلة الساكسوفون والبيانو كونهما آلتين غربيتين لكنهما في هذا الألبوم ستقدمان ضمن طابع شرقي مميز.
أما المغنية تيتار شاهينيان التي انضمت إلى فرقة رمان مؤخراً فأوضحت أن المشترك بين أعضاء الفرقة هو شغفهم بالموسيقى بشكل عام واجتماعهم على تفضيل أغاني البوب والسوفت روك إضافة إلى الموسيقى الشرقية متمنية للفرقة أن تنال ما تستحقه من الاهتمام خاصة بعد الحفلة التي أقاموها مؤخراً في صالة بيت الشام برعاية مشروع مسار ضمن الأمانة السورية للتنمية والتي حظيت بإقبال جيد جداً وقبول من الناس لنوعية المقطوعات والأغاني التي تقدمها الفرقة إضافة إلى حفلات صالة زرياب للفنون.
وقدمت الفرقة مجموعة من المقطوعات التراثية والوطنية والكلاسيكية وسط تفاعل الشباب وإعجابهم بما قدم خصوصاً أنه يقدم من شباب بعمرهم و بطموحهم، وهذا ما أكده محمد دياب عضو الفرقة لمؤسسة القدس للثقافة والتراث بأن الفرقة تحاول أن تعبر عن الشباب و طموحهم من خلال الموسيقى وتحاول أن تصل إلى الشباب المهمش الذي لا يستطيع أن يذهب إلى المسارح و دفع تكاليف الحفلات وتحاول أن تقدم موسيقى جميلة من خلال امكانيات محدودة و تحاول أن تمزج بين مختلف الثقافات من خلال الموسيقى.
يشار إلى أن فرقة رمان تأسست منذ أكثر من سنة و تضم مجموعة من الشباب الذين يحاولون أن يعبروا عن ذواتهم من خلال الموسيقا و هم محمد دياب على آلة السكسيفون وتيتار شهنيان الغناء ومدرب الفرقة نورعمورة "إلكترك غيتار" وفهد شغري "كلاسيك غيتار" وأمجد عودة "بيس غيتار".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.