أظهرت دراسة هولندية جديدة أن الطول الفارع والوزن الثقيل يزيدان خطر إصابة السيدات بسرطان بطانة الرحم, خصوصا مع الكسل وقلة الرياضة.
ووجد الباحثون في جامعة ماسترخت, بعد متابعة أكثر من 62 ألف سيدة, أن السيدات اللاتي زادت أطوالهن عن خمسة أقدام وتسعة أنشات, تعرّضن لزيادة أكبر في خطر الإصابة بسرطان البطانة الرحمية مقارنة بالسيدات اللاتي قلت أطوالهن عن خمسة أقدام وثلاثة أنشات.
ولاحظ هؤلاء أن السيدات اللاتي زاد عامل الجسم الكتلي لديهن عن 30 أو أكثر، وهو ما يشير إلى بدانة مفرطة, تعرضن لخطر أعلى أيضا من اللاتي تراوح عاملهن الكتلي بين 20 - 22.9, وقد أثر هذا العامل في سن العشرين وزيادته بعد هذه السن بصورة سلبية على خطر السرطان البطاني الرحمي.
وأشار الباحثون إلى أن خطر المرض كان أقل عند النساء اللاتي قضين 90 دقيقة أو أكثر في ممارسة النشاطات البدنية كل يوم, مقارنة بمن مارسنها لثلاثين دقيقة يوميا فقط.
هذا ولم تكن هذه الدراسة حول موضوع الوزن والطول هي الأولى من نوعها حيث اكتشف باحثون من النرويج مؤخرا أيضا أن السيدات اللواتي كن طويلات القامة وممتلئات الجسم أثناء فترة المراهقة هن الأكثر احتمالا للإصابة بسرطان المبيض.
وبحسب تقرير نشر في دورية المعهد القومي للسرطان، فإن للطول علاقة مباشرة بخطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان ولكن ارتباطه بسرطان المبيض لقي اهتماما قليلا. وعلاوة على ذلك، قام باحثون في دراسات سابقة بقياس مؤشر كتلة الجسم BMI وعلاقته بسرطان المبيض.
ومن أجل توضيح ذلك، قام الدكتور أندريس إنجيلاند من معهد النرويج للصحة العامة في أوسلو وفريق من الباحثين بتحليل بيانات حول 1,1 مليون سيدة تمت متابعتهم لمدة 25 عاما في المتوسط، وخلال فترة الأربعة عقود التي استغرقتها الدراسة، تم الإبلاغ عن 7882 حالات مؤكدة لسرطان المبيض.
وكشفت الدراسة علاقة قوية بين مؤشر كتلة الجسم لديهن وخطر الإصابة بسرطان المبيض، فقد تبين أن السيدات اللواتي كانت مؤشر كتلة الجسم لديهن أثناء المراهقة تزيد بنسبة 15% عن الطبيعي كن معرضين لخطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة تزيد 56% عن الأخريات.
كذلك ينبئ الطول بخطر الإصابة بسرطان المبيض بالنسبة للسيدات تحت سن الستين، فقد كشفت الدراسة أن السيدات اللواتي كانت أطوالهن 173 سم فأكثر كن عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تزيد عن 29% عن السيدات ذوات الأطوال التي تتراوح بين 160 إلى 164 سم.
هذا فيما يخص السيدات أما علاقة النمو في فترة المراهقة بحياة الإنسان بشكل عام، فقد توصل الباحث الأميركي ريتشارد ميللر إلى نتائج جديدة حول علاقة الحياة المتوقعة بحجم جسم الإنسان لكنه عبر عنها بمثل قديم يقول "من ينمو قليلا في فترة البلوغ يضحك كثيرا عند تقدم السن".
فالبحث الذي أعده ميللر من جامعة ميتشجان الأميركية، يقول إن الذين ينمون بسرعة وبحجم كبير في فترة البلوغ يموتون أسرع من زملائهم الذين ينمون ببطء وبرشاقة من أطفال إلى شباب.
وبهذا يكون ميللر قد أضاف فصلا جديدا إلى قصة الخلاف بين الباحثين حول العلاقة بين حجم الإنسان ومعدل حياته المتوقعة، إذ يعتقد البعض أن طوال القامة يموتون قبل قصار القامة ويستشهدون بدراسات حول معدل الوفيات بين لاعبي كرة السلة ومقارنة ذلك بمعدل حياة بقية الرياضيين المتوسطي القامة والقصار.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.