ألقى العقيد الركن محمد صالح حويدر- رئيس شعبه المتاحف، مدير المتحف الحربي- الأحد محاضرة في مخيم شبيبة كنعان الثالث حول الدولة المدنية الحديثة ومتطلبات التحول، والتي جاءت في إطار البرنامج التوعوي التثقيفي الذي تنفذه إدارة المخيم لرفع مستوى الوعي لدى المشاركين وتعزيز مفاهيم وقيم الدولة المدنية ومتطلبات الحياة الديمقراطية.

وأكد العقيد حويدر- خلال محاضرته- على أهمية امتلاك الدولة لارادتها السياسية، ومكونها السيادي بكل هياكله المؤسسية من أجل التحول الى دولة مدنية، مشيرا إلى ان فقدان أو ضعف الإرادة السياسية يقف عائقاً اساسياً أمام أي مشروع بناء دولة مدنية حديثة، لأنها حينئذ تصبح كيان هش قد يرتهن في أغلب الأحيان الى الارادات السياسية الخارجية للقوى الكبرى.

كما اعتبر "حويدر" وجود مقومات النهوض الاقتصادي شرطاً رئيسياً في مشروع بناء الدولة المدنية باعتبار أن الاقتصاد هو الدعامة لتحرير الارادة السياسية من الضغوط والتدخلات الخارجية التي تزعزع سيادتها الوطنية، فضلا عن كون المقومات الاقتصادية تعزز قوة الدولة وتماسكها وتلبي احتياجات نهوضها.

وانتقد العقيد حويدر الواقع العربي اليوم الذي تعيش فيه كثير من الدول العربية ككيانات مرتهنة لقوى استعمارية، ولا تمتلك اي برامج استراتيجية لتوحيد الامكانيات الاقتصادية وتنسيق مواقفها السياسية في مواجهة التحديات، الأمر الذي جعلها مفككة وعاجزة عن النهوض بنفسها وشعوبها، مرجعاً إلى ذلك غياب مشاريع الدول المدنية الحديثة، وبالتالي تخلفها عن ركب تطورات الحضارة العالمية..

وكان "حويدر" استهل محاضرته بشرح مفصل للشبيبة عن معاني ومدلولات الدولة المدنية الحديثة، وأركانها، وأهميتها، ومتطلباتها..

كما تم فتح باب النقاش، وطرح الشبيبة عددا من الاسئلة المهمة المرتبطة بالدولة المدنية ومتطلباتها، ومدى امكانية تحقيقها في اليمن في ظل الظروف الراهنة.. كما تساءل البعض عما أسفر عنه ربيع الثورات العربية من ظهور لبعض الحركات الاسلامية ومدى إمكانية أن تساهم هذه الحركات في بناء الدولة اليمنية.. فيما تساءل آخرون فيما إذا كانت هناك "دولة مدنية قديمة" طالما يتم اليوم تداول مصطلح "دولة مدنية حديثة"! بجانب العديد من الاسئلة التي رد عليها المحاضر وأثرى المحاضرة بها.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.