تعمل المخرجة المسرحية زينة دكاش مع مجموعة من نساء سجن بعبدا خارج بيروت في جلسات علاج بالدراما، يؤدين من خلالها عروضا مسرحية تناقش قصصهن وواقعهن الصعب.
فالحوار الذي يجري في إحدى المسرحيات التي تم عرضها مستقى من قصصهن الشخصية، والمونولوج فيه يحمل معان كبيرة وعميقة.
وهذا العرض هو نتاج عشرة شهور من العلاج تتحدث عنه دكاش بالقول: "اكتشفت أن الكثير من السيدات خلال الجلسات، لم يتحاورن مع أحد من قبل."
هؤلاء السيدات لم تتحدث أي منهن مع الأخرى، فضغوط ومخلفات الماضي دفعتهن لالتزام الصمت لفترة طويلة.
تقول زينة: "نكتشف أن القصص متشابهة في طبيعتها بصورة كبيرة."
وتأتي وهؤلاء السيدات وفقا لرويترز من منازل فقيرة، وتزوجن في سن مبكرة والكثير منهن ضحايا العنف الجسدي والجنسي.
العرض الذي قدمته السيدات كان مثيرا جدا، وخلال جلسة الأسئلة والأجوبة بدا جانب الكرامة والكبرياء أكثر وضوحا إلى جانب غضبهن الشديد.
فقد تمكنت السيدات من خلال جلسات العلاج من الشعور بالمسؤولية لما يقمن به، ولكنهن أيضا يلقين باللوم على ظلم المجتمع وعجز الجهات القضائية عن حمايتهن، مما يدفعهن لارتكاب الجريمة في بعض الأحيان بل والإدمان على المخدرات والقتل.
يقول غسان مخيبر، المحامي الناشط في مجال حقوق الإنسان: "هذا الأمر يدفعنا إلى التفكير في أسباب مثل هذه الجرائم."
ولا وجود لأي قانون يحمي المرأة في لبنان رغم أن العمل يجري حاليا لمناقشة أحدها.
وقد وجدت هؤلاء النسوة الحرية والشجاعة للتحديث والتعبير عن أنفسهن، ورغم الاختلاف بين طبيعة هؤلاء السيدات والجمهور المشاهد، إلا أن لقصصهن تأثيره الكبير.
وفي هذا السجن، يبدو أن هؤلاء النساء صممن على مواجهة هذه التقاليد في محاولتهن لإنقاذ مستقبل نساء أخريات في مجتمعهن.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.