تمر صناعة الكتاب بمرحلة حاسمة بعد أن بدأ الكتاب التقليدي الورقي يفقد عرشه لصالح منافسه الكتابِ الإلكتروني، مهدّدا بطي صفحته الورقية إلى الأبد لصالح الصفحات الالكترونية.

ووفق أحدث الاحصائيات التي نشرتها شركة أمازون، الرائدة في بيع وتوزيع الكتب على الانترنت، ارتفعت مبيعات الكتب الاكترونية بشكل محلوظ متجاوزة مبيعات الكتاب الورقي؛ حيث تشير الشركة إلى أنها باعت على موقعها 100 كتاب ورقي وفي المقابل بلغ عدد الكتب الالكترونية المباعة 114 كتاب منذ بداية 2012 في المملكة المتحدة.. وهذه الأرقام لا تشمل الكتب المجانية أو مبيعات الكتب التي ليس لديها طبعات مسجّلة.

وتؤكد "أمازن"، التي تقوم ببيع وتوزيع الكتاب على الشبكة العنكبوتية منذ عام 1998ثم أضافت الكتاب الإلكتروني لمبيعاتها منذ عامين، أن قارئ الكتب الالكترونية "kindle book" حقق في المملكة المتحدة مبيعات هامة منذ شهر مايو/آيار 2011، فاقت الكتاب الورقي بمعدّل كتابين الكترونيين مقابل كل كتاب ورقي.

وتقدم أمازون لعملائها مجموعة مختارة من أكثر من مليون كتاب، فضلا عن الاشتراكات في الصحف والمجلات والمنتديات.

ويعد جهاز "كيندل" المقدم من أمازون من أكثر الأجهزة المحمولة التي تسمح للمستخدمين بتحميل وتصفح الكتب الإلكترونية والدوريات مبيعاً وانتشاراً في العالم، منذ ظهور كتب مشروع غوتنبرغ التي تعتبر من أوائل الكتب الإلكترونية "e-book"، التي بدأها مايكل هارت في 1971.

وتشير أمازون إلى أن استخدام القارئ الالكتروني لقي رواجا كبيرا منذ انطلاقه في بريطانيا، فيما يقدر عدد مستعملي جهاز "كيندل" في العالم بمليون قارئ، أدى استعمالهم لهذا الجهاز إلى اقدامه على شراء الكتب الالكترونية بنسبة قدّرت بأربعة أضعاف مشترياتهم السابقة من الكتب الورقية.

واعتبر دير مولن جوريت، نائب رئيس اتحاد الناشرين الأوروبي، أن الكتاب الالكتروني حقق نقلة نوعية هامة في بريطانيا، ليلحق بركب نظيره في أمريكا الذي يحتل منذ أربع سنوات صدارة مبيعات الكتب، الأمر الذي يعكس تصاعد اهتمام القارئ البريطاني بالكتاب الالكتروني".

وكانت الروائية البريطانية "دينيس مينا" تنبأت بأن ارتفاع نسبة الكتب الرقمية "ستغير جوهريا" نوع القصص التي تؤلف، والمؤلفين الذين يكتبونها.. مشيرة إلى أن النشر الإلكتروني سيفتح مجالات النشر أمام عدد أكبر من المؤلفين، وفي الإنتاج الأدبي ستغير نوع القصص التي نسمعها، وهذا أمر جيد في رأيها.

وقالت مينا إن الكتب الرقمية -المعروفة بـ"e-books"- سوف "تحدث ثورة في كل شيء"، بدءا بعدد الصفحات وحجم الكتاب، وانتهاء بسيطرة كُتاب الطبقة المتوسطة.

وأضافت أن زيادة عدد قراء الأجهزة الإلكترونية، قد غير مما اعتدنا عليه من حيث معدل عدد صفحات الروايات الذي يصل إلى 350 صفحة.

وتتساءل مينا لماذا ينبغي أن تكون الرواية بهذا الحجم؟ ولماذا لا يمكن أن تكون قصة، مكونة من 18 صفحة مثلا أو 150 صفحة، رواية؟ ولكنها الآن يمكن أن تكون عملا إعلاميا إلكترونيا.
"العرب اونلاين"

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.