نظمت الهيئة العامة للكتاب بالتعاون مع نادي القصة بمركز الدراسات والبحوث اليمني ،اليوم، وضمن فعاليات معرض صنعاء الدولي الـ28 للكتاب ، احتفائية تكريمية خاصة بشاعر وأديب اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح وتزامناً مع احتفالات بلادنا باليوبيل الذهبي لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة.

وفي الحفل أعرب وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل عن سعادته البالغة للاحتفاء بهذه القامة الأدبية العملاقة المحلقة في سماء الإبداع على مستوى الوطن العربي، والتي تتزامن مع احتفالات الوطن بالعيد الـ 50 لثورة الت26 من سبتمبر الخالدة.

و قال عوبل:" إن الكلمات تعجز عن الإيفاء بحق شاعر ومبدع اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح فهو أديب وشاعر بحجم وطن .. منوها بعظمة التجربة الوطنية والادبية للدكتور المقالح الذي صار علامة مضيئة في سماء الابداع العربي...مشيرا الى خصوصية التجربة الوطنية للمقالح وما قدمه واسهم من خلاله في خدمة الحركة الوطنية والثورة اليمنية.

من جانبه أعرب المحتفى به شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح عن تقديره لكل من ساهم وشارك في إقامة هذه الاحتفائية التي تعتبر احتفاء بكل الأدباء والمثقفين اليمنيين بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة سبتمبر واكتوبر التي أخرجت اليمن من واقعه المتخلف سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأدبياً وعلمياً.

وقال :" اكتفي أن أقدم الشكر لهذه التحية الكريمة من الأبناء إلى الآباء تحية مودة متواصلة بين الأجيال، مضيفاً:" من كان يتصور أن يكون لدينا كماً هائلاً من الإبداع الأدبي شعراً ونثراً ومسرحا وقصة وفناً تشكيلياً من كان يتصور ذلك أن يكون قبل الثورة .

وأشار إلى أن الامام يحيى كان يكره التصوير ورحل بعد ان حكم اليمن 50 عاماً ولم يوجد له صورة وكان يعتبر التصوير والسينما حرام، والمسرح حرام وكل شيء حرام ،كنا نعيش في بلد المحرمات .

ولفت إلى حجم الفارق الكبير والمعرفة التي كانوا يعشيونها قبل الثورة وما اصبح عليه الآن .. منوهاً أن اهداف الثورة لم تحقق كلها وان هناك عراقيل ومعوقات ومع ذلك نحن في الطريق لاستكمال تحقيق ما تبقى من أهداف الثورة النبيلة.

وأوضح الدكتور المقالح أن اليمن كانت وماتزال بحاجة إلى مائة ثورة لاقتلاع الركام الهائل الذي أعاق البلاد ومازال يعيقها.

فيما أشارت الأمين العام لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى أبلان إلى عظمة وخصوصية هذه اللحظة المشرقة في حياة الإبداع اليمني والوقوف بين يدي واحد من عمالقة الأدب الإنساني والاستثنائي، المتمثل في الدكتور عبد العزيز المقالح الذي ملأ الأرض إبداعاً وعطاءً وشغل الناس إلهاماً، وملامسة همومهم وأحلامهم وأوجاعهم .

وأكدت أبلان أن الدكتور المقالح الذي تفيض في مقامه الكلمات، وتورق الحروفـ استحق عن جدارة أن يقود دفة الإبداع اليمني ويصل به إلى مصاف الإنسانية الخالدة عبر توغله الدائم والجميل في تفاصيل المدن اليمنية وناسها ومعانيها وخصوصيتها التاريخية والعمرانية.

وقالت:" إنه رجل الجمال في هذا الزمن القبيح، والذي يعتبر وجوده بيننا اضافة للحياة التي نستحقها بما غرسه فينا من قيم ومبادئ ونزاهه وترفع عن الصغائر.

وأضافت:" إننا اليوم وبهذه المناسبة العظيمة نطلق صرخة في واقعنا الثقافي الذي لا يتم فيه الاهتمام بالمبدعين والكتاب الذين يتساقطون واحداً تلو الأخر تحت وطأة الحاجة والمرض والإهمال.

ودعت الجهات المعنية لحماية المبدعين الذين لا يجدون من يخفف عنهم الألم في واقع يبرز فيه الانتهازيون ويأخذون حظوظهم وحظوظ الكلمات معهم.. مشيرةً إلى أن الجيل الصاعد الذي يقف اليوم لتكريم رائد كبير في الأدب والشعر العربي المعاصر لهو دليل قاطع على تواصل الأجيال واستمرارية الحياة وتدفق الإبداع في شتى المجالات .

كما ألقيت في المناسبة كلمات من قبل نادي القصة ألقاها الروائي السوداني الحسن محمد سعيد، والملحقية الثقافية السعودية القاها الملحق الثقافي في السفارة السعودية بصنعاء الدكتور علي محمد صميلي، وباسم مثقفي الشام للكاتب والشاعر السوري مجيب السوسي، أكدت في مجملها على المكانة الأدبية والتاريخية التي يحتلها أديب وشاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح في قلب كل عربي.

وأشارت الكلمات إلى الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة والتواصل العميق للدكتور عبد العزيز المقالح ، وما يمثله بالنسبة لليمن كجيل عمالقة التنوير في مصر" كطه حسين، والعقاد، المازني، سلامة موسى، وهيكل ، بل هو خلاصة لكل هولاء.

وعبرت الكلمات عن دور المقالح في الشعر والتدريس الجامعي والناقد المتمكن والكاتب المتميز في الصحف والمجلات اليمنية والعربية والمناصر للحق وللشعوب المضطهدة، إضافة إلى عنايته بأجيال اليمن الناشئة لما بعد ثورة سبتمبر واكتوبر حيث احتواهم بجناحه الرقيق، يوجه ويرشد ويعلم ويشجع ويرصد دون أن يكسر الطموح أو ينال من التوثب الخلاق أو يطمس ذاتاً اعتلاها الشوق لعلوم العصر وآدابه.

كما تضمنت الاحتفائية قراءات مختارة من وعن شعر الدكتور المقالح قدمها كل من " الدكتور إبراهيم أبو طالب، ونبيلة الشيخ ، ومنى الحملي، ومأمون الربيعي، ويحيى الحمادي، تجول بها الشعراء في حديقة المقالح التي عطرت أجواء الحضور بتراث وحضارة اليمن واحتوائه لامتداد الجمال واتساع الخيال والسهول والجبال، بالإضافة إلى عرض الكتروني عن مسيرته الحافلة بالعطاء والانجاز على المستويات المحلية والعربية والدولية .

وفي ختام الحفل التكريمي قدم أدباء ومثقفي اليمن والسعودية والسودان وسورية دروع تذكارية وهدايا رمزية للمحتفى به تقديراً وعرفاناً لإسهاماته الأدبية والشعرية وكتاباته النقدية التي تضاف إلى رصيد النقد والأدب العربي المعاصر.

حضر الفعالية لفيف من الأدباء والكتاب والمثقفين والباحثين وأصدقاء ومحبي الدكتور المقالح .
سبأ

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.