أشارت دراسة بريطانية جديدة إلى أن الاضطرابات النفسية أكثر شيوعا لدى النساء منها لدى الرجال بنسبة تتراوح بين 20% و40%. وقد عزت ذلك للتوتر الذي يتعرضن له بسبب توليهن مهاما عديدة، والصعوبات التي يواجهنها في المنزل والعمل وتقييم المجتمع.
وأجرى الدراسة الباحثان من جامعة أكسفورد، الأستاذ الدكتور دانيال فريمان والأستاذ الدكتور جيسون فريمان من قسم العلوم النفسية، ونشرت بعنوان "الجنس المتوتر، الكشف عن الحقيقة حول الرجال والنساء والصحة النفسية".
وأشار دانيال فريمان إلى أن مراجعة استطلاعات صحية نفسية وطنية، أظهرت أن الاضطرابات النفسية أكثر شيوعا بنسبة %20 إلى 40% لدى النساء من الرجال، موضحا أن التوتر الناجم عن الضغط على النساء لأداء أدوار عديدة هو عامل أساسي في ارتفاع معدلات الاكتئاب والرهاب لديهن.
وأشار إلى أن النساء يصبن بمعدلات أكثر ارتفاعا من التوتر جراء المتطلبات المرافقة لأدوارهن الاجتماعية، إذ يُتوقع من المرأة أن تكون الراعية والمربية بالمنزل والعاملة، كما يطلب منها في الوقت عينه أن يكون جسمها رشيقا ومظهرها مثاليا.
وأضاف دانيال أن ذلك يترافق مع تقليل لأهمية العمل المنزلي الذي تقوم به النساء، وحصولهن على رواتب أقل مقارنة مع الرجال، وصعوبة أكبر في التقدم بالوظائف، بالإضافة "لإمطارهن" بتوجيهات حول صورة المرأة المثالية.
كما أكد أنه من الطبيعي أن يكون لهذه العوامل أثر نفسي عليهن، لأنها تشكل عناصر ضغط قد تجعل النساء يشعرن بالإخفاق وعدم امتلاك مكونات النجاح الضرورية، وبأنه تم التخلي عنهن. وتقود هذه المشاعر في النهاية إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
وأشار الباحثان إلى أن النساء يعانين معدلات أكثر ارتفاعا من الاكتئاب، والرهاب، والأرق، وضغط ما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل.
غير أنهما أشارا إلى أن الرجال يعانون أكثر من مشكلات تعاطي الكحول والمخدرات والسيطرة على الغضب.
وقال الباحث الثاني في الدراسة جيسون فريمان إن المشاكل الأكثر شيوعا لدى النساء -مثل القلق والاكتئاب- تؤثر أيضا في عدد كبير من الرجال، مما يجعلها مشتركة بينهما وليست محصورة لدى النساء.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.