يبدو أن نسيم الربيع العربي والحراك الاجتماعي بدأ يلفح السينما في المغرب. ولعل أبرز تأثيراتها التأسيس لسينما مغايرة للسائد أو كما يسميها مجموعة من الشبان المغاربة "بديلة". فقد قامت مجموعة من الشبان الملمين بمجال السينما بتصوير عدد من الأفلام الوثائقية والروائية دون المرور بالمؤسسات الرسمية من أجل الحصول على رخصة ليؤسسوا بذلك لما اعتبروه "سينما مستقلة" أو "بديلة".
وفي هذا السياق، قال يونس بلغازي أحد خريجي مدرسة مهن السينما ومنتج عدد من الأفلام عن الحراك الاجتماعي في المغرب "إن الهدف من هذا هو خلق سينما مستقلة". وأضاف "تصادف الربيع العربي مع سنوات تخرجنا من معهد السينما فعملنا مجموعة من الأفلام التسجيلية القصيرة بثت على الإنترنت كانت بالأساس للتعبئة من أجل الخروج إلى الشارع لمحاربة الفساد وتغيير الواقع." كما أشار إلى أنهم "خلقوا شبكة صغيرة تقدم البديل دون المرور عن طريق المركز السينمائي المغربي".
وعرض بلغازي فيلم "أنا ومخزني" في إشارة الى السلطة التي يعبر عنها بالمخزن في المغرب. ويتحدث الفيلم عن الحركة الاحتجاجية التي قادتها بالخصوص حركة 20 فبراير الشبابي. كما عرض بلغازي في ألمانيا فيلم "باسطا" الوثائقي عن الرقابة في المغرب. وتعترض بلغازي ورفاقه في المهنة الذين يشكلون مجموعة تقارب العشرة صعوبات جمة أولها التصوير بدون رخصة في أماكن عامة مما يعرضهم للطرد وتكسير الكاميرا أحيانا والتعنيف "بسبب انتشار ثقافة الرقابة" بالإضافة إلى عدم وجود ممولين.
كما أن المركز السينمائي المغربي لا يعترف بهم كمجموعة أفراد إذ لا يتعامل إلا مع الأشخاص المعنويين. ويقول بلغازي إن تصوير أفلامهم التي يغلب عليها الطابع الوثائقي "نوع من العصيان المدني نخرق فيها القانون".
إلى ذلك، تواجه مبادرة هؤلاء الشبان تحديات أخرى أولها أن الأفلام تعرض فقط على الإنترنت وهو "ما لا يسمح لكل الفئات بالاطلاع عليها" نظراً لعدم إلمام كافة الشرائح الاجتماعية بثقافة الإنترنت أو عدم القدرة على التواصل بها.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.