في سنة الانتفاضةِ

قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية"

مطلع قصيدة تعتبر هي الأشهر بين القصائد المخلدة ليوم الأرض الفلسطيني، تخطى بها الشاعر الفلسطيني محمود درويش الحاجز الزماني وتشبث بالمكان وهي الأرض، حيث رأى أنه جزء من فلسطين، ليضع الجميع أمام هذه العلاقة التبادلية، فهو فلسطين، وهو يطلب منها أن لا توصد باب الأمل والتفاؤل بالنصر، وألا تدخل في عالم النسيان والغياب، ويطلب منها البقاء والصمود.

وأكد درويش، أن الشعب الفلسطيني سيطرد المحتل، وأشار لحتمية التفاؤل بالتحرر وبطرد المحتل الغاصب من الأرض التي تنبت جمالاً وزهوراً من طمأنينة، وطرده من حبل الغسيل الذي ينبغي ألاّ ينشر عليه إلا كلّ ما هو نقي ونظيف وجميل، فبلاده بلاد العشق والجمال، ويرمز إلى نضال الشعب الدامي بحجارة هذا الطريق الطويل، وليس عليهم أن ينظفوا الأرض من براثن المحتلين، بل عليهم أن ينقُّوا الهواء المُدنَّس بزفيرهم.

وعرض قتل البنات الخمس، وتحديدا في شهر مارس، شهر الجمال والاخضرار، حيث مررن أمام البنفسج والجمال رمزا لطهرهن ونقائهن، وصادف مرورهن أمام الهمجية الصهيونية وآلتها، فسقطن صرعى الهمجية والوحشية، وسقطن صرعى أمام مدرستهن الابتدائية ولون طباشير الفرح والأمل المشرق فوق الأصابع المخضبة، ليختم المقطع الأول بأن الأرض قد أخبرتهم بما لديها من أسرار.

وهناك قصيدة أخرى تخلد ذكرى يوم الأرض للشاعر الفلسطيني سميح القاسم بعنوان "يا أمنا"، حيث قال..

"يا أمنا الأرض ابشري واستبشري.. مازال يحرس عرضك الأبناءُ

لكِ إن عطشت من العروق مواردٌ.. وإذا عريت من الجسوم كساءُ

عربية كانت وتبقى أرضنا.. عربيةً وليصخب السفهاءُ".

ويقول الشاعر الفلسطيني توفيق زياد في قصيدته "كلمات للوطن"..

"مثلما كنت ستبقى يا وطنْ

حاضرا في ورق الدّفلى وعطر الياسمينْ

حاضرا في التين والزيتون في طور سنينْ

حاضرا في البرق والرعد وأقواس قزحْ

في ارتعاشات الفرحْ

حاضرا في الشفق الدامي وفي ضوء القمرْ".

أما الشاعر عبدالرحيم محمود في قصيدته "حنين إلى الوطن" فيقول..

"تلك أوطاني وهذا رسمها .. في سويداء فؤادي محتفرْ

يتراءى لي على بهجتها، حيثما قلبت في الكون النظرْ

في ضياء الشمس في نور القمرْ

في النسيم العذب في ثغر الزهرْ

في خرير الجدول الصافي وفي صخب النهرْ

في هتون الدمع من هول النوى

في لهيب الشوق في قلبي استعرْ

دقة الناقوس معنى لاسمها

واسمها ملء تسابيح السحرْ".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.