صحيح أن احتجاجات ساحة التحرير في بغداد أدّت الى اقرار حزمة من الاصلاحات البرلمانية في العراق، لكن كان لهذه التظاهرات ايضاً أثراً إيجابياً على الصعيد الاجتماعي إذ برز دور المرأة العراقية بشكل لافت من خلال مشاركتها الفعّال في الانتفاضة ضد الفساد.
وقد أكدت مجموعة من النساء المشاركات في التظاهرات التي شهدتها ساحة التحرير خلال الاسبوعين الماضيين، ان حضور النساء الى جانب الرجال كان مميزا في احتجاجات بغداد، وفي حين لفتت ناشطة مدنية الى ان تواجد النساء اعطى طابعا مدنياً للتظاهرة، أشرت عدم حدوث حالات تحرش في تلك الاحتجاجات.
وقالت الناشطة والاكاديمية، نهلة النداوي، في حديث لصحيفة "المدى"، ان "المرأة العراقية كانت شريكة حقيقية وفاعلة للرجل في الإعداد للتظاهرات والإسهام "، مبينة ان "التظاهرات التي خرجت كانت للنساء العراقيات بالتعاون مع شركاء الوطن من الشباب والرجال عبر وسائل الاتصال الاجتماعي مساهمة كبيرة بالدعوة لها واقتراح الشعارات التي ملأت ساحة التحرير والساحات الاخرى بمختلف المناطق العراقية".
وأضافت ان "النساء العراقيات لفتن الانتباه من خلال المطالبة بتفويض رئيس الوزراء للبت في هذه القرارات"، مؤكدة ان "قرارات رئيس الوزراء حيدر العبادي شجاعة من أجل القضاء على الفساد والمفسدين بالاستناد إلى المادة الدستورية 5 التي تتيح للشعب العراقي أن يفوض العبادي".
من جانبها، قالت نائب رئيس مركز بابل الثقافي ذكرى سرسم في تصريح لـ"المدى" انه "بالرغم من قلة أعداد النساء المشاركات في الاحتجاجات الا ان مشاركتهن اخذت ردود أفعال إيجابية كثيرة خاصة مع بروز دور نساء و فتيات التيار المدني".
واعتبرت سرسم ان "ظهور نساء بدون حجاب وسط حشود الجماهير، و دون تسجيل حوادث تحرش ومضايقات يعد أحد أهم المواضيع التي لفتت انتباه الشارع وكان مؤشرا مهما لسلمية التظاهرات ومشروعية المطالب"، مشيرةً الى ان "هذا الامر كان دافعا للكثيرات لاتخاذ قرار بالمشاركة في التظاهرة اللاحقة يوم 7 آب وهذا مالمسناه من خلال تزايد عدد المشاركين مقارنة بيوم 31 تموز".
وأضافت ان "مشاركة الوجوه المعروفة من الفنانات كان له اﻷثر اﻷكبر وهو مؤشر على مدى قوة الفئة المعنية بالثقافة و قدرتها على قيادة الشارع بشكل سلمي"، مؤكدةً ان "انتشار صور نساء يحملن لافتات و أعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي كان مؤشرا مهما و داعما كبيرا وولد تأثيرا كبيرا لدى المواطنين داخل العراق وخارجه".
وأكدت ان "مشاركة النقابات المهنية، كانت عاملا فاعلا و مؤشرا على مدنية التظاهرات خاصة و إن هذه النقابات تضم ضمن أعضائها شخصيات نسوية".
وفي نفس السياق، اعتبرت الناشطة المدنية نرجس الجبوري ان "من المهم جدا تفعيل دور المرأة في هكذا مجالات وعدم الالتزام بالقيود التي تمنعها من المطالبة بحقوقها وكانت التظاهرة فعالة جدا وكان الدور النسوي مهما وله تأثير واضح على التظاهرة والناس"، داعيةً النساء الى "التظاهر لأن هذه من أبسط الحقوق المسلوبة".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.