أسفرت قرعة بطولة يورو 2020 عن صدامات نارية في دور المجموعات بين بطلي العالم في آخر نسختين وحامل لقب اليورو.

وأجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" القرعة، أمس السبت، لتسفر عن وقوع منتخبات البرتغال، فرنسا وألمانيا في المجموعة السادسة، مع انتظار المتأهل من المسار الأول في الملحق.

وبات التأهل أمرًا صعبًا على كافة المتواجدين بالمجموعة السادسة، التي تستحق لقب مجموعة الموت وأكثر من ذلك.

وتضم المجموعة منتخبات البرتغال، حامل لقب اليورو وبطل دوري الأمم، إلى جانب ألمانيا، بطل العالم 2014، وفرنسا المتوج بكأس العالم 2018، مما ينذر بمواجهات من العيار الثقيل.

نار الانتقام



ومن المتوقع أن تغلف تلك المواجهات بروح الانتقام، إذ يسعى المنتخب الفرنسي للثأر من البرتغال بعدما حرمه الأخير من نيل اللقب في نهائي النسخة الماضية على أرضه.

واستطاع رفاق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أن يُسقطوا فرنسا في المباراة النهائية بهدف إيدير، رغم إصابة الدون في أول 15 دقيقة وخروجه من الملعب.

كما يطمح المنتخب البرتغالي للثأر هو الآخر من نظيره الألماني، لا سيما وأن آخر 4 مباريات جمعت بينهما انتهت بفوز المانشافت.

وتعود آخر مواجهة بين ألمانيا وبرازيل أوروبا لمونديال 2014، حينما دك رجال المدرب يواكيم لوف حصون البرتغاليين برباعية نظيفة، مما يدفع رفاق رونالدو لمحاولة الثأر من تلك الهزيمة.

سيناريو مشابه





ويتشابه الوضع الحالي مع ما حدث في نسخة اليورو عام 2012، حينما أسفرت القرعة عن مجموعة نارية ضمت ألمانيا، البرتغال وهولندا في مجموعة واحدة رفقة الدنمارك.

ورأى الكثيرون حينها أن فرص المنتخب البرتغالي ستكون صعبة في التأهل، نظرًا لقوة ألمانيا وهولندا، حيث كان الأخير وصيفًا لبطل العالم قبلها بعامين فقط، والأول كان وصيفًا لبطل اليورو في النسخة التي سبقتها.

رغم ذلك، استطاع المنتخب البرتغالي النجاة من هذه المجموعة الصعبة بتأهله ثانيًا بعدما حقق انتصارين، أحدهما على المنتخب الهولندي بثنائية سجلها رونالدو، ليشق طريقه في البطولة ويبلغ نصف النهائي، قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام إسبانيا.

في المقابل، نجح الألمان حينها في التأهل بسهولة من تلك المجموعة النارية، بعد تحقيق العلامة الكاملة بـ3 انتصارات دون خسارة أي نقطة.

وشهد الدور نصف النهائي طرفين من تلك المجموعة النارية، بوصول ألمانيا والبرتغال، قبل السقوط على يد إيطاليا وإسبانيا، ليودعا البطولة من المربع الذهبي.

فرص متكافئة



بالنظر إلى المعطيات، فإن فرص الثلاثي تبدو متكافئة هذه المرة، خاصة وأن المنتخب الفرنسي يدخل بصفته بطلًا للعالم، كما أنه يحقق نتائج جيدة في التصفيات رغم عدم قناعة الجماهير بالأداء.

ويمتلك الديوك قائمة مدججة بالعديد من النجوم البارزين في الملاعب الأوروبية، لا سيما خط الهجوم الذي يضم كيليان مبابي وأنطوان جريزمان وجيرو.

أما منتخب ألمانيا، فبدأ استعادة شيئًا من مستواه بعد اعتماد لوف على جيل جديد للمنافسة به في اليورو، وهو ما أتى بثماره بتحسن النتائج مع بداية عام 2019، مما أسفر عن احتلاله صدارة المجموعة بالتصفيات على حساب هولندا.

ورغم تراجع نتائج البرتغال في التصفيات، إلا أن تقدم رونالدو في العمر يجعله يبذل قصارى جهده في هذه البطولة، لتحقيق إنجازات دولية جديدة ومحاولة إثبات أن الجمع بين لقبي يورو 2016 ودوري الأمم لم يكن محض صدفة، بالذهاب لأدوار متقدمة على الأقل.

كما يتسلح منتخب البرتغال بتشكيلة مميزة تضم عددًا من المواهب واللاعبين ذوي الجودة العالية، أمثال برونو فيرنانديز، جواو فيليكس، رافائيل جيريرو وبرناردو سيلفا.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.