قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، يجب الإقرار كفلسطينيين بمختلف مكوناتنا وفصائلنا بوجود أزمة حقيقية في الحالة الفلسطينية، وفي القدرة الميدانية على مواجهة التحديات غير المسبوقة، فيما يتعلق بصفقة القرن ومشروع الضم والاتفاق الإماراتي، التي تصب كلها في النهاية لتصفية القضية الفلسطينية، مضيفًا: لا أزعم أنّ “حماس” أوْ غيرها قدموا ما يكفي لمواجهة هذه التحديات، ربما لظروف موضوعية وذاتية، ومطلوب من الجميع أنْ يقدم أكثر.
وأشار بدران إلى رفض حركته المباشر والصريح لصفقة القرن، وما تبعها من خطوات بالضم وغيره، وهذا أمر بديهي، لكن هناك أصوات في الساحة الفلسطينية تشكك أحيانًا بموقف الحركة، خاصة حين يتحدثون أن صفقة القرن تعني دولة فلسطينية في غزة، وبالتالي قد تكون راضية عن ذلك لأنها تسيطر على غزة.
وجاء حديث بدران خلال لقاء خاص في المؤتمر السنوي التاسع للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) “فلسطين ما بعد رؤية ترامب.. ما العمل؟”.
وحول الدور الذي تبذله “حماس” في ساحات عربية وإسلامية تتواجد بها من أجل منع تكرار ما حدث مع الإمارات، وكي لا نفاجأ بانهيار، قال بدران: “إن التطبيع مع الاحتلال أمر مرفوض بالنسبة إلينا بغضّ النظر عن أشكاله وطبيعته، أو حتى الدولة التي تمارسه، فحماس لها علاقاتها وامتداداتها وتواصلها مع مختلف مكونات الأمة، ونحن منذ سنوات لدينا هيئات ومؤسسات وطرق عمل مع الجماهير لتثبيتها على حب فلسطين ودعمها وأن الاحتلال هو شاذ عن المنطقة ولا يمكن أن يكون له مكان طبيعي في الأمة”.
وعن التلاعب في العاطفة الدينية والترويج أن اتفاق التطبيع كان من أجل الصلاة في المسجد الأقصى، أوضح بدران “أن زيارة الأقصى والصلاة فيه بالذات هو حلم لكل المسلمين. لكن تجربة المقدسيين على اختلاف وجهات نظرهم، لا يمكن أن يرحبوا بأي شخص أو مجموعة تحت بند التطبيع، حيث رأينا كيف تم التعامل مع أحد المطبعين السعوديين حين حاول الدخول إلى المسجد الأقصى”.
وأضاف: “ما تقوم به الإمارات حاليًا بالترويج بأن الاتفاق هو من أجل المحافظة على القضية الفلسطينية والصلاة في الأقصى، فهذا أمر لا ينطلي علينا، خاصة أن لدينا موقفًا من هيئة علماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ فترة طويلة، بمنع الزيارات للأقصى تحت حراب الاحتلال”.
وتابع بدران “إن ما قامت به الإمارات ليس له علاقة بدعم الشعب الفلسطيني أو القضية الفلسطينية، فموقف قيادة الإمارات من القضية الفلسطينية ومن الحرية موقف معروف منذ سنوات عديدة وليس غريبًا ولم يكن صادمًا لنا وكان متوقعًا، والأمر فقط كان بالتوقيت فقط”.
وأكد أن “حماس” ضد كل أشكال التطبيع من أي دولة كانت، بما في ذلك علاقات قطر مع الاحتلال وعلاقات مصر والأردن وتركيا، لكن الذي جرى مع الإمارات مؤخرًا قد يكون الأحدث، وهو مختلف، فما قامت به ليس تطبيعًا بقدر ما هو مؤامرة على قضية فلسطين وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ولا مبرر لها.
وفرّق بدران رغم رفض الشكلين بين التطبيع الفاجر والتطبيع الخجول، مضيفًا “حين كان يجري تطبيع رياضي في قطر كان صوتنا عاليًا بالإعلام وبالتواصل مع الناس هنا، ولا يوجد خلاف على ذلك”.
وردًا على ما يقال إن ما حدث من تطبيع إسرائيلي إماراتي يعزز من سياسة المحاور في المنطقة، وهذا ينعكس سلبًا، وأن وجود حماس في محور قطر وتركيا والإخوان المسلمين يعزز هذا الدمار على وحدة الموقف الفلسطيني، قال بدران: “حماس لم تكن في يوم من الأيام في محور كما يتداول البعض، فنحن نؤمن أن انفتاحنا على مختلف المكونات والدول العربية والإقليمية والإسلامية، له عنوان واضح، وهو دعم الشعب الفلسطيني، ودعم حقه في مقاومة الاحتلال، والتحرر وتحقيق الآمال”.
وحول علاقة الحركة بإيران، قال بدران: “إن العلاقات التي تديرها “حماس” على المستوى الخارجي هدفها خدمة القضية ومشروع المقاومة، وإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقدم للمقاومة بكل فصائلها دعمًا عسكريًا مباشرًا بالسلاح والتدريب والتقنية منذ سنوات ولم ينقطع، لكن العلاقة مع إيران ليست على حساب أي علاقة مع أي دولة أخرى، فكل علاقة نبنيها مع أي دولة أو نظام لها هدف واحد، وهو القضية الفلسطينية، دون أن ندخل في الاختلافات بين الدول”، مضيًفا أن تغيّر بعض دول الخليج في علاقاتها مع “حماس” ليس له علاقة بإيران.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.