كشف تقرير مصور أعدته الصحافية وردة العواضي، على حسابها الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، خاص بالنازحين أن عشرات اليمنيين لجأوا إلى جزيرة “مايوت”، التي تبلغ مساحتها 375 كيلومترًا مربعًا في جنوب المحيط الهندي قبالة ساحل موزمبيق ومدغشقر هرباً من الحرب.
وتتبع الجزيرة فرنسا على الرغم من أنها تبعد عن باريس 8000 كم وهي جزء من أرخبيل جزر القمر في . وتقع تحت الاحتلال الفرنسي منذ عام 1841، لم تحصل على استقلالها رغم قرار الأمم المتحدة باستقلالها. رفضت أغلبية سكانها (250 ألفاً)، وهم من المسلمين، الاستقلال في استفتاء شعبي، فباتت المقاطعة الفرنسية رقم 101 في أبريل/نيسان 2011، وحصلت على عضوية الاتحاد الأوروبي في يناير/كانون الثاني 2014.

وحسب التقرير يوجد 27 يمني عالقون في هذه الجزيرة منذ وصولهم إليها برحلة بحرية خطرة قبل ثلاث سنوات رغبةً منهم في طلب اللجوء من الأزمة الإنسانية البائسة المتصاعدة في اليمن.

يقول عبدالرحمن منصور - من محافظة إب - "وسط اليمن"، أنه وصل إلى جزيرة مايوت في مايو 2018 بعد رحلة شاقة انطلق فيها من السودان حتى كينيا ، ثم جزر القمر وعبر رحلة بحرية مضنية وخطيرة وصل إلى جزيرة مايوت التي قدم فيها طلب اللجوء، جاءه الرد برفض طلبه بعد عام كامل من الإنتظار.

يتحدث عبدالرحمن بأنه يجد صعوبة كبرى في العيش على جزيرة مايوت، ومن أبرز تلك الصعاب عدم قدرته على تعلم لغتهم، وانعدام المعاهد التعليمية لتعلم اللغة الفرنسية.

يعاني طالبي اللجوء اليمنيين ظروف قاسية كما أفاد خالد عبدالعزيز نعمان، من أبناء محافظة تعز، والذي رفض طلبه للجوء أيضاً، ورغم أنه استئنف حكم المحكمة الإدارية برفض طلبه في ديسمبر 2019، إلا أنه لازال ينتظر حتى اليوم، لكن لم يأته رد من المنظمة المناط بها إستقبال طلباتهم.
يقول خالد عبدالعزيز إن الظروف الصعبة التي يعيشونهم بواقع وجبة واحدة في اليوم، معبراً عن أسفه للمعاملة السيئة التي تتعامل بها السلطات الفرنسية تجاه طالبي اللجوء اليمنيين، وعدم إكتراثها بمعاناتهم رغم أنهم قادمون من بلد يعاني صراع أهلي وهو ما يجعل لهم الأولوية في قبول اللجوء.

وفي حالة مأساوية أخرى، وقصة معاناة قاسية يتحدث الشاب أكرم من أبناء محافظة عدن -30 عام- عن معاناته التي بدأت منذ وصوله للجزيرة في مارس 2019، ورفض المنظمة الخاصة بتلقي طلبات اللجوء، لطلبه رغم انه يعاني من مرض تكسر الدم.

يقول أكرم: نمت على الرصيف أمام بوابة المنظمة لمدة شهرين، وتعرضت لعدد من الوعكات جراء حالتي الصحية، إلا ان السلطات ترفض قبول لجوئي وقامت بإيقاف المعونة التي كانت تقدم لي بواقع 30 يورو - استمرت المعونة مدة 6 أشهر فقط-.
ويضيف أكرم أنه يعيش حاليا في غرفة منحها له أحد الأهالي بدافع الرحمة، الا انه يطالبه حاليا بتحمل نفقات الماء والكهرباء التي تصل الى 200 يورو شهريا، كون الماء تعد أغلى الأشياء في الجزيرة.

ويشير التقرير إلى إفتقار طالبي اللجوء من اليمنيين لأبسط أشكال الدعم الإنساني داخل الجزيرة مثل الاكل والشرب وهي ابسط الحقوق الانسانية التي يتوجب على مكتب اللجوء في باريس الاوفبر النظر في قضيتهم .

وتعيش اليمن صراع دموي وتدخل خارجي منذ ما يقارب 6 أعوام، أدى الى تدمير البنى التحتية وتشظي اليمن بين عدد من المليشيات المتناحرة، وخلف أكبر مأساة إنسانية في التاريخ، وبحسب تقارير الأمم المتحدة أصبح 82% من اجمالي السكان في اليمن يعيشون على المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي، وما يزال المواطن هو من يدفع الفاتورة الأكبر في هذا الصراع الذي لا تلوح في الأفق أي بادرة لإنتهائه قريباً.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.