كشف تقرير معهد الطب العدلي في جامعة النجاح الوطنية أن إصابة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة كانت قاتلة بشكل مباشر حيث لم يكن هناك من فرصة لإنقاذها فيما لو توفرت سيارة إسعاف.
وقال الدكتور ريان العلي مدير المعهد إن الرصاصة خلقت تهتكا كاملا بالدماغ وعظام والجمجمة، أما السلاح المستخدم فهو من النوع السريع جداً.
وأكد أن ما انتهى إليه الأطباء هو المرحلة الأولى من تشريح جثمان الشهيدة وخلاله تم تشريح الجزء المهم وهو العلوي الخاص برأس الشهيدة حيث تبين للأطباء أن الإصابة كانت مباشرة بالرأس.
وأكد العلي أن التشريح جاء بأمر من النائب العام الفلسطيني من أجل للوقوف على سبب الوفاة، ومحاولة إيجاد أي دالة لربطها بالجهة المسؤولة عن اغتيال الصحفية في مخيم جنين.
وأكد أنه لا يمكن التصريح باي معلومة في هذه اللحظة لكون أطراف التشريح الشركاء الموجودين في المعمل الجنائي كل حسب تخصصه يقومون بدراسة الأدلة التي تم العثور عليها.
وأشار الدكتور العلي أن مسافة إطلاق النار على أبو عاقلة لا يمكن الإجابة عنها بشكل دقيق، وكل ما يمكن أن نستنتجه الآن وبحسب معرفة وعلم الطب الشرعي هو أن المسافة أبعد من متر، وهذا يعني أن إطلاق الرصاص جاء من مصدر بعيد، طالما لا يوجد أي دليل على أنه أقرب من متر واحد.
وأشار إلى أن الأطباء وجدوا مقذوفا مشوها ولتحديد نوع الرصاصة التي قتلت الشهيدة أصبحت الأمور من اختصاص المختبر الجنائي.
وختم قائلا: “حجم الإصابة تجعلنا نعرف طبيعة السلاح المستخدم، وما نستطيع قوله الآن هو أنه سلاح طويل محزم ذو سرعة عالية.
وعند سؤال الصحافيين حول مدى كون الرصاصة قد اخترقت الخوذة أكد العلي أن الخوذة ليست بحوزة الأطباء حاليا، وهو أمر جعلهم يطلبون بجلبها للأطباء. وختم قائلا: “الإصابة كانت قاتلة بشكل مباشر”.
بدوره شكر نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر كل من أهل الشهيدة ومدير مكتب الجزيرة في الضفة الغربية وليد العمري لتسهيل مهمة تشريح الجثة.
وقال أبو بكر إن الحقيقة دامغة، ولن يقتلوا الحقيقة، ولن يقتلوا شيرين.
وأكد أن طلب النائب العام الفلسطيني جاء بناء على طلب نقابة الصحافيين من أجل أن نحصل على كل ما يمنحنا اثباتا للحقيقة، وهي دامغة بالنسبة لنا، فقد أعدم الاحتلال شيرين.
وأكد أن نقابة الصحافيين بدأت جهود محاسبة القتلة، مشددا على أن شيرين ستبقى أمانة في اعناق الصحافيين.
وأكد مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري في كلمة من أمام مستشفى النجاح الجامعي في نابلس أن الاحتلال قتل منذ عام 1995 أكثر من 55 صحافيا، وهؤلاء استشهدوا باستهداف مباشر من قوات الاحتلال. والهدف من ذلك هو قتل الحقيقة، وقتل الانسان الذي يحاول أن ينقل هذه الحقيقة.
وأكد العمري أن الرواية الرسمية الإسرائيلية سارعت إلى عملية الدفاع عن الجنود الإسرائيليين، كما أن بعض الأطراف المتطرفة حاولت تبرير عملية القتل.
وشدد على أن ما يهمنا هو شهادات شهود العيان، وهم مجموعة من الصحافيين والمواطنين تواجدوا في لحظة استهداف وإعدام أبو عاقلة، وكلهم تحدثوا عن أن النيران أطلقت من جهة الجيش والصحافيين لم يكونوا قريبين من مناطق المقاومين أو الاشتباكات، كما أن المنطقة التي تواجدوا فيها لم تشهد أي أحداث مقاومة مسلحة أو حتى سلمية، والمؤكد هو أنه كان في المحيط انتشار قناصة على أسطح المباني المحيطة.
وأضاف: “لدينا جريمة متعمدة، واغتيال ميداني واضح، حيث كان الصحافيون يلبسون ما يميزهم وما يحميهم وإطلاق النار عليهم جاء بشكل متعمد.
ورد على سؤال بعض الصحافيين حول رسالة الجزيرة فأكد وليد أن الشبكة أصدرت بيانا بهذا الخصوص، وهو مستند على على ما قاله شهود العيان، وهو ما يجعل الأمر بالنسبة لنا واضحا تماما، فعملية إطلاق النار كانت متعمدة والإصابة وفق ذلك مباشرة وذلك بعد ترجلها من السيارة بشكل سريع ومحاولة إبعاد زميلها علي سمودي.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.