تحت شعار "واحدية الثورة والمصير" اقام ملتقى الرقي والتقدم مساء امس في العاصمة اللبنانية بيروت فعالية احتفالية بمناسبة العيد الـ 60 لثورة 26 سبتمبر و العيد 59 لثورة 14 اكتوبر المجيد، والعيد الـ 55 ليوم لإستقلال الوطني في الـ 30 من نوفمبر 1967، بحضور العميد يحيى محمد عبدالله صالح - عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، رئيس ملتقى الرقي والتقدم، والمناضل العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون، والمناضل العربي القومي معن بشور- الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي والأستاذ خالد عبادي - مستشار السفارة الفلسطينية في بيروت والاستاذ احمد الطنطاوي رئيس حزب الكرامة الشعبي الناصري في مصر و العميد سمير أبو عفش أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، ، والشيخ ناجي جمعان، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام،والاستاذ مصباح الزين ممثلا الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامه سعد عضو الأمانة السياسية للتنظيم الشعبي الناصري والمحامية بشرى الخليل - و عدد من السياسيين والمثقفين والاعلاميين العرب، و ابناء الجالية اليمنية الدارسين في لبنان .

و ألقى العميد يحيى محمد عبدالله صالح- عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، رئيس ملتقى الرقي والتقدم كلمة جاء فيها :

الأخوات والإخوة

الرفيقات والرفاق التقدميون
مناضلي الثورة اليمنية والمدافعين عن القومية العربية
الحاضرون جميعاً
نحييكم بتحية الأحرار ثوار 26 سبتمبر 1962، و14 اكتوبر 1963 ونتقدم بأحر التهاني والتبريكات لجماهير شعبنا اليمني الصامد والصابر وإلى أبناء أمتنا العربية المجيدة بمناسبة أعياد الثورة اليمنية التي تحرر فيها شعبنا اليمني من الإستبداد الإمامي الكهنوتي والإستعمار البريطاني البغيض ، والتي التحمت فيها قوى شعبنا اليمني في معركة مصيرية مقدمين أغلى التضحيات ومسطرين أروع الملاحم البطولية لإخراج شعبنا من عصور الظلم والإستبداد والرجعية والإستعمار إلى عصر الإستقلال والحرية والديمقراطية والبناء والتعمير وصولًاً إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 بقيادة الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ورفاقه من الوحدويين .
كما نتوجه بالتحية وكلنا إعتزاز بالمواقف العربية القومية العظيمة التي قدمتها مصر العروبة بقيادة الزعيم/ جمال عبد الناصر من خلال مساندتهم لثورتنا ومدها بكل اشكال الدعم السياسي والعسكري والخبرات التي كان لها الأثر الأكبر في انتصار الثورة اليمنية.
والتحية لثورة 23 يوليو 1952 العظيمة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ورفاقه من الضباط الأحرار، التي مثلت بارقة أمل ويد العون الحقيقية،وأسهمت في تحرر اليمن والجزائر ومعظم الأقطار العربية وساندت مختلف حركات التحرر الوطني في الوطن العربي و افريقيا والعالم وهذه حقائق لا يمكن إخفاءها.
الرفيقات والرفاق التقدميون
لقد كان لثوار اليمن دوراً كبيراً في تجسيد واحدية الثورة اليمنية قبل تحقيق الوحدة اليمنية المباركة عبر مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962 في الشمال، وتفجير ثورة 14 أكتوبر 1963 في الجنوب، التي تلاحمت فيها السواعد وامتزجت الدماء لتحقيق حلم شعبنا شمالاً وجنوباً للخلاص من الإمامة والإستعمار .
فهنيئاً لأبطال ثورة 26 سبتمبر في تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الرئيس المشير /عبدالله السلال ورفاقه الأبطال مثل الشهيد /علي عبد المغني ولكل أبطال سبتمبر الخلود والمجد وأبطال معركة حصار السبعين على صنعاء عاصمة الثورة امثال الفريق/ حسن العمري والمقدم /عبدالرقيب عبدالوهاب، وكذلك الشهيد البطل / راجح بن غالب لبوزة أسد ردفان ومفجر ثورة 14 أكتوبر، ومناضلي حرب التحرير في الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وجبهة التحرير و أول رئيس بعد الإستقلال المناضل/ قحطان الشعبي .
كما لا ننسى أيضاً دور المرأة اليمنية الذي كان حاضراً في الثورة اليمنية من أمثال الفقيدة نجوى مكاوي والمناضلة فوزية محمد جعفر فهنيئاً لهم المجد الذي صنعوه، وهنيئاً لكل الذين كانت لهم أدوار مشهودة في ملاحقة فلول الملكيين في الشمال وقيادة معركة التحرر الوطني من الإستعمار البريطاني البغيض في الجنوب.
وللحقيقة والتاريخ فإن ثورة 26 سبتمبر وثوارها هم المرجعية الأولى لثورة 14 أكتوبر ، ولعلنا نتذكر في هذا المقام ما قاله الشهيد المناضل علي عنتر وزير الدفاع ونائب الرئيس في جنوب الوطن في عام 1983 عن علاقة الثورتين وامتدادهما ودعم ثوار 26 سبتمبر ومساندتهم لثورة 14 أكتوبر بقوله "لابد أن يكون عندنا أخلاق للاعتراف بنضالات الناس الآخرين فالفضل بالنسبة لنا كمناضلين قدنا النضال وفجرنا النضال في 14 أكتوبر يعود للرواد الأوائل من ثوار 26 سبتمبر، وتفجير الثورة في صنعاء وهذا الأمل الذي أعطانا وأنطلقنا لنناضل وكلنا يقين طالما وصنعاء ورآنا سننتصر في عدن، ولهذا تحية والف تحية لمن أتخذ القرار في 26 سبتمبر وتقدموا راضين بالموت من أجل الشعب اليمني نحن نقول لهم الفضل علينا".
الأخوات والإخوة الكرام
الحاضرون جميعا
نحتفل اليوم بمرور60 عام على ثورة 26 سبتمبر، و59 عام على ثورة 14 أكتوبر، و55 عام على يوم الإستقلال الوطني في 30 نوفمبر1967 بخروج أخر جندي بريطاني من جنوب الوطن الغالي لنؤكد بأن ثورة 26 سبتمبر حملت اهداف وقيم وطنية وقومية وإنسانية خالصة حيث جعلت الهدف الأول من أهدافها هو (( التحرر من الإستبداد والإستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات)).

إلا إننا وللأسف وبعد ستين عاماً نقولها بمرارةً فعلاً لقد تخلص شعبنا من الإستبداد والإستعمار ولكنه وإلى اليوم يجد اليمن صعوبةً في التخلص من مخلفاتهما التي تسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، وكلنا نرى ونسمع المحاولات التي ترغب في إعادة التشطير ليمننا الواحد وتحت ذات الاسم الذي اختاره المحتل قبل اكثر من ستين عام "الجنوب العربي" وكذلك نرى وبوضوح الرغبة الشديدة لإعادة إنتاج الفوارق والطبقات والامتيازات بين ابناء شعبنا بنفس طرق الإمامة البائدة والمحتل المنهزم مضاف إليها المذهبية والمناطقية التي باتت سلوك تتبعه الجماعات المتحاربة بدعم وتشجيع من أعداء الثورة اليمنية وكل من له مخطط خبيث يريد تمريره في اليمن من خلال تشجيع الإحتراب الداخلي تحت مسميات شتى وأسلوب خبيث ودنيء يستهدف النسيج الاجتماعي لمجتمعنا اليمني وتفكيك لوحدتنا الوطنية عبر إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية والطبقية.
كما أننا ندرك تماماً بأن ثورتنا اليمنية الخالدة ومنذ انطلاقتها تعرضت ومازلت للتآمر والمحاولات الشرسة لثني شعبنا عن قراره وحقه في الحياة الحرة والكريمة، وبناء نظامه الجمهوري وخط نهجه الديمقراطي.
فخلال ستين عاماً من عمر الثورة لم تكن مطلقاُ طريق اليمن واليمنيين مفروشة بالورود بل كانت مليئة بالتآمر والتخطيط المستمر من قبل أعداء الثورة من الرجعية العربية والاستعمار والإمبريالية للقضاء عليها.
بل منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها بدأت المؤامرات وسعوا الى وأدها، وحاولوا منع الإعتراف بها، ولهذا نتقدم بالشكر الجزيل لسورية والجزائر و(الإتحاد السوفيتي) روسيا والصين الشعبية وإيطاليا، وتشيكوسلوفاكيا باعتبارهم من أوائل الدول التي اعترفت بالثورة والنظام الجمهوري في اليمن بعد مصر.
المناضلات والمناضلون
أحرار شعبنا وأمتنا
إن الظروف والتحديات الراهنة والخطيرة التي تمر بها بلادنا الغالية لا تخفى على أحد، ولم يعد شعبنا يحتمل مزيداً من الصراع والاقتتال الذي مازال مستمراً منذ ثمانية أعوام، وليس من المنطقي أو الأخلاقي أن يتم تدمير وطن وشعب نتيجة ممارسات وأوهام وخلافات سياسية ربطت مصير اليمن بالخارج . فمن المسيء لتاريخ اليمن وحضارته ونضاله الوطني في سبيل الحرية والقومية والوحدة العربية أن يستمر هذا الصراع الذي يُعد حلقة من حلقات التآمر على الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر كون من يدير هذا الصراع ويتحكم به هم الأعداء لهذه الثورة.
ومن هنا اتوجه بالدعوة لكافة أبناء شعبنا، ولكافة القوى والجماعات السياسية أن يعملوا بصدق لإخراج اليمن مما يعانيه اليوم، وأقول لهم كفى حرباً، وكفى دماراَ ، وبهذه المناسبة الوطنية ندعوا الى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني احداً مرتكزةً على الثوابت الوطنية في الأهداف الستة السامية للثورة اليمنية والنظام الجمهوري والخيار الديمقراطي التعددي.
وعلينا جميعاً أن نؤمن بوطننا فعلاً ونتمسك بأهداف الثورة اليمنية المجيدة، ونعمل معاً وسوياً بكل السبل لحشد قوى شعبنا وطاقاته للخروج من هذا الواقع المؤلم، وأن نستشرف مستقبل أفضل ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتضامن والتعاضد ووحدة الصف والرؤى؛ فذلك هو ما يصون لليمن وجوده وأمنه ومصالحه ويعزز اقتداره على مجابهة كافة التحديات.
وقبل الختام نؤكد للعالم أجمع وخصوصاً قوى الشر الصهيونية والامبريالية والرجعية، بأنه رغم ما يتعرض له ويعاني منه يمننا الغالي فلن يستطيعوا حرفنا عن البوصلة وعن قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية بل سنظل أوفياء لمبادئنا حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر ومن البحر إلى البحر ومن الماء إلى الماء ومن الأرض إلى السماء.
وسنظل نردد دائماً
عشت إيماني وحبي أمميا
ومسيري فوق دربي عربيا
وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا
المجد والخلود والرحمة للأكرم منا جميعا شهداء الثورة اليمنية من اليمن ومصر العروبة وأمتنا العربية المجيدة.
والحرية للأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية والعربية والمليشيات المتصارعة في اليمن و على امتداد وطنا العربي.
والخزي والعار لكل المعتدين على وطنا وشعبنا اليمني.
وسيظل شعارنا " لنناضل معاً من أجل يمن ديمقراطي موحد علماني فيه كل الحقوق محفوظة "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
من جهته قال المناضل العربي الأستاذ معن بشور- رئيس منتدى التواصل والتضامن، إن انطلاق الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر عزز الشعور العربي بان اليمن ذخرا لهذه الامة بعد هذه الثورة على نظام بائد ومستعمر بغيض.
واشار الى دور القيادة المصرية ممثلة بالزعيم جمال عبدالناصر في دعم الثورة اليمنية كما فعل تجاه ثورة الجزائر التي كانت في نفس العام حين انتصرت على المستعمر الفرنسي، وفي كلا الثورتين لا يمكن الا ان نذكر جمال عبد الناصر الذي انتصر للزائر في كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي وانتصرت لثورة اليمن في الشمال والجنوب من رجعية داخلية ومن استعمار ظالم.
واضاف:ان الحديث عن اليمن حديث ذو شجون، وفي كل مرة كنت ازور اليمن قبل هذه الحرب اللعينة، كنت اشعر بحفاوة  اليمنيين وحماستهم للعروبة، وصنعاء استقبلت مرتين المؤتمر القومي العربي، وفي مؤتمر 2003 وبعد ما جرى في العراق كان لي الشرف ان انتخب في صنعاء أميناً عاماً للمؤتمر القومي العربي، اقول هذا ايها الاخوة لانني كنت اشعر في اليمن لهفة على لبنان وعلى شعب لبنان وعلى اوضاع لبنان وكانت حكايات المتطوعين اليمنيين الذين قاتلو الى جنبنا في الثورة الفلسطينية في الحركة الوطنية اللبنانية، وفي الجيش العربي السوري، ضمن عدد من المتطوعين العرب كان لكتيبتي اليمن من شمال اليمن وجنوبه آنذاك الدور الكبير في تلك الحرب التي تسمى ظلماً اجتياح وهي حرب استمرت 100 يوم وانبثقت عنها مقاومة نحتفل هذه الايام بنصرها.
هذه المقاومة التي حققت اول الانتصارات من بيروت كانت اول الانتصارات واول تاكيد على ان المقاومة وحدها هي طريق النصر.
واكد  المناضل معن بشور على ما قاله الاخ العميد يحيى صالح عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي، وعضو الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، حول الدعوة لمصالحة وطنية يمنية يمنية، قائلاً: هذه المصالحة كانت دائماً هاجسنا وكنا حريصين على ان نحققها وقد كان  في المؤتمر الأخير الذي انعقد قبل اسابيع في بيروت قرار واضح بهذا الصدد شارك في كتابته العميد مع ممثلين عن تيارات وقوى سياسية متعارضة في اليمن لكنها مجتمعة تحت مظلة القومية العربية.

وتحدث في الفعالية العميد مصطفى حمدان -  أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون، عن عظمة الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر، وقال: إن هذه الثورة اليمنية التي فجرها اليمنيين كانت ومازالت جزء من الوجدان العربي، لذلك نحن ندرك قيمة هذه الثورة عندما زرت صنعاء مع الرئيس اللبناني الأسبق ايميل لحود، ونزلنا ضيوفاً عند القائد علي عبدالله صالح رحمة الله عليه، وعندما زرنا متحف الثورة ومقبرة الشهداء المصريين، وندرك ان اهل اليمن منبع للوفاء وهم جذور ومنابت هذه العروبة التي نفتخر بها، لذلك نؤكد اننا مع هذه الثورة ومع اهل اليمن وسوف نستمر بدعمنا لثورتهم ليبقى اليمن حراً  عربياً مستقلاً.

من جانبها تحدثت المحامية بشرى الخليل عن عظمة التاريخ اليمني منذ القدم، والقيم الاخلاقية التي تمثل بها العرب منذ القديم،وهذا ان دل إنما يدل على حضارة عريقة وعظيمة ومنبع للعروبة القادم من ارض اليمن.
واشارت الى ان الثورة اليمنية الخالدة هي النتيجة الطبيعية لعظمة التاريخ والانسان اليمني الذي لا يمكنه ان يقبل بالبقاء تحت أي ظلم وقهر واذلال.

و كانت الفعالية قد بدأت بالنشيد الوطني للجمهورية اللبنانية و النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، وتخلل الحفل عدد من المداخلات والكلمات التي عبرت عن الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر و ما ينبغي على الشعب اليمني القيام به لإعادة البوصلة و تصحيح للوضع بوقف العدوان والإقتتال الداخلي و إحلال السلام .

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.