يبدو أن الجدل بمعنييه الفلسفي والسياسي لم يستقر بعد على حالة اتفاق ولو نسبية لصياغة تعريف شامل وغير مطاط، ناهيك عن تعريف جامع مانع لمفهومي الثورة والإرهاب، بالرغم من أن المفهومين قد صاحبا تاريخ البشرية منذ الظهور الأول للدولة.

انطلاقا من البديهية التي تقول: بأن التاريخ يكتبه المنتصرون، ولأن تعريف المفهومين يدخل في صميم الصراع الفكري الذي خاضه المنتصر ضد المنكسر، وبالتالي ضد المحتملين من المصارعين الجدد، فإن كل توصيفات الصراع الاجتماعي، وخاصة توصيفات الثورة والإرهاب، ستكون مقدمة المقدمات وعلى قمة قائمة التبريرات التوصيفية التي ستخضع للحاجات المتحولة للمنتصرين أنفسهم.

فلسفيا: ليست ثنائية الثورة والإرهاب كالثنائيات المتضادة جوهريا، والتي لا تتجلى مواصفاتها إلا على قاعدة وحدة وصراع الأضداد، أو الأقطاب، كثنائيات الخير والشر، والعنف والعسف، والطبقات الحاكمة والمحكومة، واليسار واليمين، وذلك لأن الثورة والإرهاب يمكنهما أن يكونا رديفين وقرينين، وأيضا ضدين باتجاه واحد أو باتجاهين متعاكسين.

صحيح أن الثورة كحتمية لا يفجرها إلا المحكومين بالضد من الحاكمين، ولكنها ،وبوجه من وجوهها، تحاول ردع إرهاب الدولة بإرهاب مضاد، وهنا تتداخل مفاهيم العنف "الثوري" والعسف "السلطوي"، فالثورة عنف مشروع بحكم قاعدة الاستقطاب العام المعبر عن حاجات الأكثرية المتطلعة للتغيير.

أما الإرهاب السلطوي فهو تعسف محكوم بشرعة القمع الذي تبرره الطبقة الحاكمة لنفسها، وذلك لإبقاء الوضع على ما هو عليه.

والطرفان هنا يدعيان وصلا بالعدل والشرعية، ومن زاوية أخرى إذا كانت الثورة لحظة انفجار شاملة نتيجة ضغوط الانسدادات المتحققة والتي تستدعي حتمية التحول النوعي بحكم آليات التراكمات الكمية المتلاحقة، فان الإرهاب تنفيس للانسدادات ومن كلا الجانبين وفي كل الحالات؛ وهنا يتصف الإرهاب بالحتمية أيضا، ولكن بشروط ذاتية أكثر مما هي موضوعية، أي ليست حتميته مطلقة وإنما متناسبة مع ما تفرضه تعقيدات الظروف الملموسة!

يقول فلاسفة الثورات، إن الأهداف النبيلة لا تتحقق إلا بوسائل نبيلة، ويقول فلاسفة السلطة: إن الغايات تبرر الوسائل. والمؤامرة والخديعة والمخاتلة والابتزاز، هي من أساسيات إدامة أي حكم وأي سلطة، وما فلسفة الواقعية السياسية التي جاء بها ميكافيلي، والتي كانت تجاوزا مستحقا على الفكرين السياسيين الرائجين وقتها، اللاهوتي والرومانسي، إلا تعبير متقن عن جوهر صراع الأقطاب الدائر حول السلطة، وهنا وبرغم إمعان فكرته هذه بالابتذال البرغماتي، إلا أنها ومن منظار تاريخي غاية في النضج والملامسة المختبرية لمطابخ السياسة في بلاطات القصور أو الأقبية السرية للمعارضين، فكلما طال أمد العنف والعسف وكلما اشتدت المقارعات كلما ازدادت احتمالات تبادل الأدوار، فكم من معارضة ثورية استخدمت نفس أساليب السلطة في الاغتيال السياسي وفي التطرف باستخدام العنف حد التعسف والإرهاب!

حق الدفاع عن النفس مقدس، بل هو دوغما لا جدال فيها عند أي سلطة كانت، وهذا الحق يطغي على أي واجب، ومنه تنطلق شرعية القسر الذي يمارس ضد الرافضين، لأن فلسفتها تفترض أولا وقبل كل شيء أسبقية حق الوجود على واجب هذا الوجود، أي أنها تعتبر الأولوية لبقاء السلطة، وكأنها تحاكي الفلسفة المادية الجدلية القائلة بأسبقية المادة على الوعي!

حركات المعارضة أو الفئات والطبقات والحركات الاجتماعية والسياسية من جانبها تعتبر نضالها وكفاحها ومغالبتها، هي الأخرى حقا مشروع للدفاع عن النفس، وتتناسب عندها أساليب النضال مع مستويات القسر السلطوي!

يقول ميكافيلي في كتابه الأمير: لا يجدي أن يكون المرء شريفا دائما. فشن الحروب مثلا ضروري كضرورة الدولة ذاتها كونها صمام أمان لضبط بوتقة التناقضات الاجتماعية المستعرة، أي أنها حاجة موضوعية لتطور التاريخ لأن محركه الأساس هو الصراع على السلطة.

ويقول لينين في كتابه الدولة والثورة: إن ديكتاتورية حزب الطبقة العاملة، كونه هيئة أركان، حربها ضرورة تاريخية لانتزاع الدولة من سلطة البرجوازية بكل شرائحها العليا والرثة.

أما فوكوياما المفكر الأشهر بين مفكري المحافظين الجدد في أميركا، فيذهب في كتابه الموسوم "نهاية التاريخ وخاتمة البشرـ 1989" مذهبا آخر يؤكد فيه انتصار الرأسمالية انتصارا خالدا تتعولم فيه وإلى الأبد الديمقراطية الليبرالية، حيث لا خيار للآخرين غيره، وإن تمردوا عليه فإن ملاحقتهم كمارقين ضرورة تاريخية تحتمها المصلحة العليا للإنسانية جمعاء، وتسييرهم على الطريق الذي لا بديل عنه، هو واجب مقدس يحتمه منطق الدنيا والآخرة، أي أنه لا يفترض أزلية النظام الرأسمالي كتشكيلة اجتماعية اقتصادية فقط وإنما يجعل منه الجنة الموعودة التي وعد الله بها الصالحين.

أما الخارجون على الخط فإن نار جهنم تلاحقهم في الأرض قبل السماء وهو لا يريدها أن تنطفئ، لأن شعلتها ستتنقل بين الأيادي الطاهرة لرؤساء ذلك المعبد البيضاوي، وكأنها شعلة الأولمبياد التي لا يجب أن تخبو أبدا!

إرهاب سلطوي ناعم يصعد بعسف السلطة إلى الذروة، يقدمه على أنه فضيلة مقدسة، وكأنه مستوحى من الإرادة الإلهية، فقتل الأبرياء حلال وحروب الإبادة، كدرب الآلام لا بد منه، للتطهر من الخطيئة الأولى، وكل ما تقدم عليه تلك الإرادة المستوحاة، هو مشروع تستوجب طاعته!

لا بد من تبرير ما تسببه تلك الإرادة من دمار لأنه شر لا بد منه للوصول إلى الهدف النهائي الذي سيختتم به تاريخ البشر حيث الجنة التي لا يسكنها إلا التابعون، حرب العراق وأفغانستان حلال حلال، وطرد شعب فلسطين من أرضه عز الطلب، وعدوان إسرائيل وعنصريتها ضرورة من ضرورات الطريق!

الآخرون إرهابيون طالما لا يبايعون، ومن يبايع منهم سيكون شريكا، وهو طاهر وشريف وثوري إذا أرهب من يرهب أعداء خليفة الرب في الأرض!

انتبه فيلسوف سلطوي آخر إلى خطورة ورعونة ما تقدم به سلفه، الذي قدم الغرب عموما وأميركا تحديدا على أنها سائرة لفرض قناعاتها على العالم وبحق القوة لا بقوة الحق، معلنا بأن الصراع ما زال دائرا وأنه سيأخذ وجوها أخرى ليست كوجوه الصراعات السابقة التي توجت بسقوط الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي، إنها ليست حروب محاور وأيديولوجيات، إنما وبحسب رأيه حروب وتصادمات حضارية.

لقد قال صامويل فلبس هنتنجتون في كتابه الموسوم بصدام الحضارات 1993، إن الغرب فاز بالعالم ليس بتفوق أفكاره أو قيمه أو ديانته، ولكن بتفوقه في تطبيق العنف المنظم، الغربيون دائما ما ينسون تلك الحقيقة إلا أن غير الغربيين لا ينسوها أبدا.

مقولات هنتنجتون لا تختلف من حيث المنطلقات مع فحوى فكرة فوكوياما إلا أنه ينبه إلى المراحل القادمة التي حرقتها، أي أنه ينظر لحتمية المواجهة الحضارية التي لا بد للغرب أن يخرج منها منتصرا، فعلى الغرب أن يكون مستعدا للتناقضات القيمية والثقافية والدينية والأخلاقية والنفسية، وأن يحصن نفسه لتلك الصراعات المقبلة، فالحضارات، الإسلامية والهندوكية والصينية والأميركية اللاتينية... لن تكون منسجمة مع التسيد الحضاري الغربي إلا إذا تخلخلت منظومات تلك الحضارات، ولن يحدث ذلك دون تفليسها بثورات ناعمة وخشنة، أي دون بعثرتها والتفرد بها من القمة إلى القاعدة، وبالعكس ومن كل الاتجاهات الستة!

إرهاب من نوع آخر يواجهه المعنيون بالاتقاء وبالدعوة للتكامل والتجانس والتعايش والتعاشق والاحترام المتبادل الذي يفترض أولا أن يحترم كل طرف نفسه، لكن من يجد نفسه سيدا أبديا لهذا العالم المهدد أصلا بالفناء بسبب جشعه وأنانيته لا يأخذ ما يقوله المعنيون مأخذ الجد لأنه أصلا لا يحترم إلا من يوازيه بالقوة، وبالتالي يردعه!

فلسفيا، يرتبط علم الجمال بالأخلاق، فكل جميل أخلاقي، وكل أخلاقي جميل، والتناسق والتناسب هو سر الجمال والأخلاق، وهذا السر متغير بتغير أسرار حالة المعاش والمعرفة في المجتمعات قاطبة، هذا التناسب الحميمي، من جنس تناسبات الثورة والإرهاب، فالثورة والإرهاب وجهان لعملة واحدة هي عملة السلطة التي تتمحور عليها الصراعات!

سياسيا: هناك انقلابات تتعمم بعمامة الثورة، وهناك إرهاب سياسي يعمم بعمامتها أيضا، وهناك إرهاب فردي وإرهاب جماعي منظم، وإرهاب دولة منظم، وإرهاب عولمي منظم، هناك ثورات شعبية تختطف بعمل إرهابي وهناك ثورات كبرى يدعمها الإرهاب العولمي، وثورات صغرى لا ترى النور لأنها غير منسجمة مع سمات عصرها، ما يفرز كل هذه التوصيفات هو خط فاصل بين الإرهاب السياسي والإرهاب الفردي أو الجماعي الجنائي، بمعنى أن الإرهاب السياسي يدغم في أحشائه كل أشكال الإرهاب الأخرى التي تصب في تحقيق أهداف سياسية مباشرة أو غير مباشرة، فالإرهاب الفكري والاقتصادي والاجتماعي والنفسي والأمني، كله يعود لشجرة الإرهاب السياسي!

هناك ثورات انقلبت الى إرهاب أحمر لا يرى في الدماء إلا نذورا لآلهة النصر التي لا ترتوي أبدا، هاتف عطشها يتفجر مع أول قطرة دم مراقة، كلما ذبح المريدون ضحية زادتهم حماسة للمزيد، الثورة تأكل رجالها، هذا ما علمتنا إياه أحداث الثورة الفرنسية 1789.

ماكسميليان روبسبير، أهم شخصيات الثورة الفرنسية نظر للإرهاب كأسلوب ثوري في مواجهة أعداء الثورة، هذا المحامي الذي انتخب نائبا لرئيس مجلس طبقات الشعب، عشية اندلاع الثورة، والذي أسس حزبا ثوريا للدفع بالثورة إلى أقصاها، حزب اليعاقبة، أوصلته شعبيته الباريسية إلى القمة التي لم تكن راسية على بر فكانت مقصلته ذروة لتلك القمة المتطرفة ثوريا، وبالتالي إرهابا.

فمع الاختلالات الحاصلة واتساع رقعة الحراك والمخاطر الداخلية والخارجية وتكاثر الاضطرابات، ازداد الخوف من المجهول لدى الجميع، جمهوريين وملكيين، ثوارا واشرارا، وتركزت ردود أفعال الخائفين وتكاثفت لدى أصحاب القرار وتحديدا لدى صاحبه الأول تنفيذيا وميدانيا، روبسبير، وكان قرار المقصلة لكل من يشك بولائه للثورة التي أصبح روبسبير قائدها بلا منازع، أي لكل من يشك بولائه له شخصيا.

لقد اعدم معظم زعماء الثورة بمحاكمات إرهابية ثورية بتهمة الخيانة العظمى، حتى وصلت أعداد الذين طالت رقابهم تلك المقصلة حدود الستة آلاف شخص في ستة أسابيع، والخوف منه كان الدافع الأول للتآمر عليه والقصاص منه وبنفس المقصلة التي اقتص بها من معارضيه، حيث قام بعض رفاقه الذين تحسسوا رقابهم وهم يستمعون إلى تزايد حدة توتر نبرات خطاباته مع كل ضحية جديدة من ضحايا قيادته الثورية، بالانقلاب عليه والتخلص منه!

ثورة 14 تموز العراقية عام 1958، انقلاب عسكري تصدر الحراك الشعبي الذي امتد زمنه من أحداث ثورة العشرين مرورا بوثبة كانون 1948 وبانتفاضتي 52 و56، ونجح في التعبير عن تطلعات الأغلبية المتحركة، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى مسلسل من الانقلابات والانقلابات المضادة التي تتزاوج فيها أرواح المؤامرة والثورة والإرهاب، ولم يتوقف الدم المسفوك منذ البيان الأول إلى ما جرى بعده من مقاصل ثورية افتتحت بمجزرة قصر الرحاب، وتوالت بأحداث كركوك والموصل، وانقلاب 63... حتى الاحتلال الأميركي للعراق الذي أعاد تحقيق معادلة الثورة والدولة والاحتلال التي تتداور في التاريخ العراقي الحديث، أنهار من الدم لا توقفها إلا ثورة حقيقية مدنية لا تؤدي إلا للتحرر والاستقلال وبناء دولة المواطنة الواحدة التي يقرر فيها هذا المواطن مصير صوته واختياره بظل نظام انتخابي حر ونزيه!

الرهبة والترهيب لغويا لا تعني غير الخوف والتخويف، أرهب، يرهب، إرهابا، وبالتالي فإنها تعني وضمن السياق السائد، فعل كل ما يجعل الخصم جزعا في المواجهة، وقد ورد في المصحف الشريف قوله تعالى: "وإياي فارهبون". وفي مكان آخر: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".

إن استخدام الأبرياء أو المدنيين كوسائل في الصراعات الناشبة بين الجماعات السياسية أو الدول ووقوعهم كضحايا لتحقيق أهداف سياسية لهذا الطرف أو ذاك أمر مشين وغير أخلاقي، لكنه قائم على قدم وساق وفي أغلب الأزمنة والأمكنة، وقد حرمته أغلب الاتفاقات الدولية، لكنه كالأسلحة المحرمة، هي محرمة صحيح ولكنها شائعة ومنتشرة، ومثلها كمثل اتفاقيات جنيف وقرارات الشرعية الدولية التي لا تنفذ لفساد القائمين عليها.

وإذا حاولنا مجازا تطبيق مسطرة ما يوصف بالإرهاب على العالم، فإننا سنكتشف أن أميركا ومنذ قيامها وحتى الآن هي صاحبة الرقم القياسي في ممارسة كل أنواع الإرهاب وعلى كافة الأصعدة، ففي المقدمة كانت إبادة الهنود الحمر، وفي الوسط كانت مع احتلال جزر الكاريبي وخليج المكسيك، وفي سردها المستطرد، استخدمت أشد الأسلحة إجراما وبربرية، حيث ألقى جيشها القنابل الذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي، وراح ضحية هذا الإجرام غير المسبوق مئات الآلاف من المدنيين اليابانيين، أما في المؤخرة غير المختومة بعد بحسن الختام، فقد ذهب الملايين ضحية لحروبها وانقلاباتها ومؤامراتها الشريرة وجرائمها السياسية والجنائية، حروب فيتنام وكمبوديا ولاوس، وفي انقلابات السي اي ايه في شيلي وغرينادا... وفي حروبها الاحتلالية لأفغانستان والعراق، وفي استخدامها الشره للأسلحة المحرمة، كالنابالم والقذائف المشبعة باليورانيوم المنضب، وفي استخدام القنابل الفراغية والفسفورية.. لقد قتلت أميركا الملايين وكانت سببا في تشريد أضعافهم، وتسببت في خسائر فادحة للبشرية جمعاء، إنها اليوم ليست بسياساتها المعروفة العدو الإرهابي الأول للانسانية فقط، وإنما العدو الإرهابي الأول للطبيعة أيضا، فالتلوث الذي تسببه للبيئة يفوق ما لوثه يلوثه الآخرون على طول وعرض التاريخ البشري.

عندما كان الجهاد الأفغاني الأميركي مستعرا ضد الوجود السوفياتي في أفغانستان لم يتردد الإعلام الغربي المسيس في استخدام مقولة الربيع الأفغاني أو الإسلامي بالضد من التوسع الإلحادي والشمولي السوفياتي، وكان الإعلام نفسه قد استخدم مقولة الخريف الشيوعي كقرينة لمقولة ربيع دول المعسكر الاشتراكي التي سبقها ربيع سوفياتي فجره غورباتشوف في قمة السلطة، وقد يجد هذا الإعلام الغربي نفسه مضطرا لاستخدام مقولة الربيع الطالباني في أفغانستان كقرينة للخريف الأميركي فيها، وربما يجد نفسه مضطرا لوصم الحراك الشعبي المنتظر في العراق الجديد بالخريف الذي تلى الربيع الأميركي فيه، وربما يسحب هذا الإعلام وصف الإرهاب عن حركة مجاهدي خلق الإيرانية بعد أن يقيم لها ربيعا في إيران تستخلف به الخريف الإرهابي القائم فيها!.


حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.