بدأ توافد اللبنانيين على ساحة الشهداء في وسط بيروت، تلبية لدعوة المعارضة السياسية في لبنان الى مشاركة شعبية في تشييع جنازة رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وسام الحسن.


 


 



وينطلق موكب الجنازة من مقر قوى الامن الداخلي في الاشرفية مارا بموقع التفجير قبل ان يصل الى ساحة الشهداء بيروت حيث سيوارى الجثمان الثرى الى جوار قبر رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير عام 2005.


 


واسفر التفجير بسيارة مفخخة بما بين "ستين الى سبعين كيلوغراما من مادة ال تي ان تي"، بحسب ما ذكر مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، عن سقوط ثلاثة قتلى هم العميد الحسن الذي رقي بعد مقتله الى رتبة لواء، ومرافقه المؤهل احمد صهيوني. اما القتيلة الثالثة فهي سيدة لبنانية تدعى جورجيت سركيسيان (42 عاما) تعمل أجيرة لدى بنك "بيمو" وكانت خرجت في اجازة الظهيرة لإعداد الطعام لأطفالها الثلاثة الذين ليس لهم من يرعاهم.


كما ادى الى اصابة 126 شخصا بجروح، كما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في حصيلة نهائية.


ويشيّع الحسن (41 عاما)، الذي كشف مخطط تفجيرات سوريا مزعوما داخل لبنان قبل شهرين، عند الواحدة ظهراً بتوقيت غرينيتش، وسط غضب شعبي من الاغتيال، واستياء المدنيين الذين اصيبوا في التفجير وتضررت ممتلكاتهم.


وانحى رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري باللائمة في التفجير على الرئيس السوري بشار الاسد وطالبت المعارضة السياسية اللبنانية باستقالة ميقاتي التي تضم حكومته وزراء من حزب الله الشيعي حليف سوريا.


وذكّر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بأن وسام الحسن "حمى اللبنانيين من 24 تفجيرا عندما ضبط المتفجرات مع الوزير السابق ميشال سماحة"، مرجحا ان يكون ملف سماحة سبب اغتيال الحسن، ولفت إلى انه "تم تحذيرنا عدة مرات بسبب هذا الملف الضخم والحساس".


وشدد ريفي على ان "ملفات الحسن ما زالت موجودة وفريق عمله موجود ويعمل بالوتيرة نفسها"، مؤكدا ان "الحسن باق في قلب كل واحد منا".


وأشار ريفي إلى انه "سيشرف مباشرة على فرع المعلومات حتى يتم تعيين بديل للحسن".


 


توتر واشتباكات


وعاد التوتر الى شمال لبنان تحديداً، وسمع إطلاق نار كثيف في طرابلس واغلقت الطرق بالإطارات المشتعلة. واصيب لبناني بإطلاقة نارية في محلة الشيخ عمران في المدينة وفقاً للوكالة الوطنية للاعلام.


واعلن الناطق باسم الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح ان مسلحين مجهولين يطلقون النار على جبل محسن من اسلحة مزودة بكواتم للصوت، مما ادى الى اصابة شخصين اليوم نقلا الى مستشفى السيدة في زغرتا.


واكد في المقابل "التزام الحزب ضبط النفس" والاحتكام الى الجيش اللبناني للجم الامور ومنع التدهور في المنطقة.


وكشف ان عدد الجرحى بلغ منذ صباح امس ستة وان احدهم سقط ليلا.


وتحدثت وكالة الانباء الرسمية عن سماع دوي ثلاثة انفجارات في شارع سوريا قرب جامع الناصري في محلة التبانة، لم يعرف مصدرها، ويرجح أن تكون قنابل صوتية. فيما لا تزال أصوات الأعيرة النارية التي تطلق في الهواء، تسمع في مختلف أحياء مدينة طرابلس، كما تستمر المناوشات بين مسلحين في باب التبانة وجبل محسن، بشكل متقطع.


كما تحدثت الوكالة عن سماع غطلاقات نارية متفرقة، وصوت قذيفة صاروخية في محيط منطقة المنكوبين - جبل محسن.


ودار خلاف في محيط مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في حلبا، وتدخل الجيش اللبناني في محاولة لتخفيف حدة التوترات القائمة.


وأشعل قتل الحسن وهو سني من طرابلس غضب السنة.


وصباح اليوم، سمعت إطلاقات نارية في منطقة طريق الجديدة السنية في بيروت.


وعززت قوات الجيش الامن عند تقاطعات الطرق والمباني الرسمية ولكن المتظاهرين اغلقوا طرقا كثيرة من بينها الطريق الرئيس الى المطار الدولي. وأعيد فتح الطرق جميعاً اليوم تمهيداً لمرور مواكب المشيعين.


وتطوف سيارات في المناطق السنية تعلوها مكبرات صوت الشوارع مطالبة باستقالة الحكومة.


وانتشر عشرات المسلحين في الشوارع وساد التوتر المنطقة.


وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي انه كان يريد تقديم استقالته لإفساح الطريق امام تشكيل حكومة توافق وطني جديدة، ولكنه قبل طلبا من الرئيس ميشال سليمان بالبقاء في منصبه لاتاحة الفرصة امام اجراء محادثات لايجاد مخرج من الازمة.


وقال دبلوماسي غربي في بيروت ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يحاولان وقف مطالبة الحريري وقوى 14 اذار المعارضة باستقالة ميقاتي.


ومن المقرر ان يجري لبنان انتخابات برلمانية العام المقبل ولكن "غضب المعارضة وتصريحات ميقاتي" تشير الى انه قد لا يقود البلاد الى هذه الانتخابات التي يمكن ان يلقي العنف المتزايد بظلاله عليها.


وقال الدبلوماسي ان "الوضع هش. ولا اعرف ما اذا كانت تلك اول هجمة من سلسلة هجمات" التاريخ يشير الى انه سيكون كذلك" مشيرا الى موجة اغتيالات في لبنان بعد قتل رفيق الحريري في 2005.


واضاف: "من بين كل المستهدفين فإن الحسن كان اخطر هدف فيما يتعلق باصابة استقرار لبنان."


والطوائف الدينية اللبنانية منقسمة بين من يدعم الرئيس السوري بشار الاسد في الصراع السوري، ومن يدعم المعارضين على الرغم من سياسة "النأي بالنفس" التي ينتهجها ميقاتي في الاضطرابات في جارتها الاكبر التي هيمنت على لبنان عشرات السنين.


وقال ميقاتي يوم السبت انه يشتبه في ان اغتيال الحسن له صلة بدوره في كشف تورط سوريا في مؤامرة التفجيرات.


حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.