يبقى الربيع الإيراني وأحتمالاته ، موضع تساؤل اطراف اقليمية ودولية بعد تأثيرات العقوبات ألاقتصادية على الشارع الايراني وتراجع قيمة الريال الايراني واحتجاجات الثورة الخضراء من الداخل منذ منتصف عام 2012 والتي أوشكت على تأجيج ألربيع إلايراني وألذي تحول الى رهان ايراني اقليمي دولي . وتتسم خريطة قوى المعارضة الإيرانية بحالة فريدة من التشابك والتعقيد لاعتبارات عديدة وفقا لدراسة محمد عباس ناجي الخبير في الشؤون الإيرانية وابرز قوى المعارضة هي :
منظمة مجاهدي خلق
تعبر حركة مجاهدى خلق ، وهي أقرب إلي تنظيم إسلامي يساري انسلخ عن حركة حرية إيران عام 1965، وقد شاركت إلي جانب رجال الدين والليبراليين في الثورة علي الشاه وساهمت في تعبئة الشارع ضده، لكن بعد نجاح الثورة تصاعدت حدة الخلافات بين الحركة ورجال الدين الذين سيطروا على الحكم لذا نقلت نشاط المقاومة خارج ايران واتخذت من العراق مقرا رئيسيا لها . لكن بدات تواجه عمليات تصفية وعمليات عسكرية ضدها من قبل ميليشيات شيعية موالية الى ايران والى الائئتلاف الحاكم في بغداد وكانت هنالك اعتدائات متكررة على مقرها في معسكرها السابق أشرف / منطقة ديالى مما دفع الحكومة العراقية وبضغط اميركي بنقلها الى معسكر ليبرتي وسط بغداد / قرب مطار بغداد الدولي .
المنظمة في بغداد تواجه انتهاكات حقوق الانسان رغم اعتراف الولايات المتحدة بها أواخر عام 2012 بانها منظمة غير ارهابية ومن بين العمليات المسلحة ضد سكان معسكر ليبرتي هو تعرضها لقصف بصواريخ من قبل ميليشيات شيعية موالية للحكومة / حزب الله وامينها البطاط في العاشر من شباط 2013 راح ضحيتها عشرات الابرياء . سكان ليبرتي هم لاجئين انسانيين على ارض العراق واجب تامين الحقوق الانسانية اولها الحماية والكرامة وفق اتفاقية جنيف عام 1954 / أحكام المادة 43 والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان واتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 وبروتوكول عام 1967 الخاصة بالمفوضية السامية لحقوق الاجئين .
الحركة الخضراء : تأسست الحركة الخضراء، غير الرسمية، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات 2009، والتي أسفرت عن فوز نجاد بفترة رئاسية ثانية، ويقودها كل من رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس مجلس الشوري الأسبق مهدي كروبي واللذان يرفضان حتي الآن الاعتراف بشرعية فوز أحمدي نجاد، وينددان بانحياز المرشد الأعلي علي خامنئي لصالح الأخير. هذه الحركة ما زالت تؤمن بنظام الجمهورية الإسلامية، إلا أنها تدعو إلي إجراء تغييرات في بنية هذا النظام لاسيما ما يتعلق بفرض رقابة علي صلاحيات الولي الفقيه .
ألمعارضة ألدينية : تنبع من رفض العديد من كبار آيات الله للصلاحيات المطلقة التي يحظي بها الولي الفقيه وفقا للدستور، وللمؤهلات الدينية للمرشد الأعلي للجمهورية علي خامنئي.ورفضهم الى نظرية ولاية الفقيه أبرزهم أية الله منتظري /المنافس السابق الى خامنئي .
جبهة المشاركة الإسلامية ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية : ساهمت نتائج الانتخابات الرئاسية 2009 في دفع العديد من القوي السياسية المنضوية تحت لواء التيار الإصلاحي إلي الاقتراب تدريجيا من الخطاب العام لحركات المعارضة، مثل جبهة المشاركة الإسلامية ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، اللتين كانتا تمثلان اليسار الليبرالي في التيار الإصلاحي، وتعتبرا أن الصلاحيات الواسعة التي يحظي بها الولي الفقيه يمكن أن تؤدي إلي إساءة استخدام السلطة.
حركة حرية إيران : تأسست الحركة علي أثر الانشقاق الذي حدث عام 1961 داخل الجبهة الوطنية وتزعمها مهدى بازرجان.
حركات شبابية : أسس الشباب الإيراني بعض التنظيمات والمنتديات التي مثل حركة الطلبة من أجل الحرية والمساواة التي تأسست عام 2006، بهدف تكوين شبكة تواصل بين الطلاب، وجبهة الطلاب المتحدة التي تأسست عام 1996، وتبنت توجهات علمانية قريبة من الإصلاحيين .
منظمات ألأقليات الإيرانية : تتسم إيران بأنها دولة متعددة القوميات هناك مثلا منظمة جند الله البلوشية وحركة الحياة الحرة "بيجاك" الكردية و الحزب الديمقراطي في كردستان إيران " حدكا "، الذي تأسس عام 1945، وقد اغتيل زعيمه عبد الرحمن قاسملو في فيينا عام 1989 .
حزب التضامن الديمقراطي الأحوازي : تأسس عام 2003 وقد دعا الحزب المنظمات التي تنتمي للقوميات الإيرانية الأخري، للمشاركة في مؤتمره الثالث الذي عقده بلندن في 22 سبتمبر 2012، والذي أكد فيه علي ضرورة إسقاط النظام الإيراني وتأسيس نظام فيدرالي بديل.
الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي : التي تـأسست في عام 1990، وتسعي إلي جمع الأحواز في إطار جبهوي للمطالبة بحق تقرير المصير حتي تحقيق الاستقلال و الجبهة العربية لتحرير الأحواز.
ألخاتمة
معسكر ليبرتي للاجئين
أن المعارضة الايرانية في الداخل للاسف اصبحت تحت القمع والسلطة ،اما المعارضة الايرانية في الخارج مازالت تعاني أيضا من نقص الدعم الدولي والشرعية الدولية مثل باقي المعارضة في دول العالم والاكثر من ذلك انها مازالت تواجه التصفيات من خلال الميلسشيات الداعمة لحكام الملالي في العراق ومنها مخيم ليبرتي لللاجئين الايرانيين في بغداد ، لذا بات من الضروري للاجئين أجبار ألحكومة العراقية على احترام القوانيين الدولية الخاصة بالاجئين ومنع الحكومة العراقية من الاعتداء على حق سكانه البالغ عددهم اكثر من ثلاثة آلاف ، فرغم شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الأميركية لا تزال الحكومة العراقية تستمر في ممارسة ضغوط وقيود على سكان مخيم ليبرتي وفق ارادة نظام الملالي والذي يتعارض مع القوانين الدولية .
الدعم الدولي للمعارضة والشرعية
المشاركون في مؤتمر باريس / ديسمبر 2012 أكدوا تراجع النظام في الداخل
وهو يسعى لمحاولة إنقاذ نفسه من خلال تسريع جهوده لامتلاك السلاح النووي على حساب أمن المنطقة وخلق مزيدا من الازمات ، لكن يمكن تجنب الازمة من خلال دعم المجتمع الدولي ودعم المعارضة في الداخل والخارج . أن العقوبات غير قادرة وحدها على منع طهران من امتلاك السلاح النووي بدون عمل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ، اكثر من الرهان على العقوبات الاقتصادية . المعارضة الايرانية تحتاج الى دعم دولي خاصة من الاتحاد الاوربي مثلما حصل مع المعارضة السورية / الجيش الحر مع عقد عدد من المؤتمرات تحت شعار " أصدقاء الشعب الايراني " لتوفير الدعم المالي والشرعية الدولية هذه الاجرائات ترفع المقاومة الايرانية من مقاومة "يتيمة" ومهمشة ، الى معارضة ومقاومة فعالة تاتي نتائجها بتخليص ألمنطقة من نظام الملالي الذي بات يمثل تهديدا مزمن للمنطقة وزعزعة امنها .
أنقسام السلطة السياسية والدينية
المشكلة في ايران الداخل الآن هي الجمع بين الدولة الدينية والمدنية في وقت واحد ، حيث يؤخذ على النظام بأنه أخفق في تحقيق المصالحة بين المذهب الشيعي والعصر. مع ميل ميزان القوى لصالح تيار اليمين التقليدي المساند للمرشد والمدافع عن ولاية الفقيه وهذا يؤجج المعارضة بالداخل اكثر وخاصة بين شريحة الشباب والاصلاحيين . فالتيارات السياسية لا يمكنها تجاوز الأسس الدينية التي يقوم عليها النظام . مثلا : أن مير حسين موسوي زعيم الحركة الخضراء مؤمنا بكل أسس الثورة والمبادئ العامة التي أرستها ورفسنجاني وخاتمي وكروبي يعتبرون أنفسهم أبناء النظام، ويرتبط بعضهم بالنخبة الحاكمة ألا ان تاريخ المعارضة يشير بتزايدها ، فبدات مشاهد الهجوم على المرشد، ولأول مرة نرى الاختلاف بين المحافظين والإصلاحيين و الانقسام في النخبة السياسية والدينية و بدأ الانقسام يتسع في الداخل الايراني حتى داخل مؤسسات صنع القرار . لذامن المحتمل أن يفتح فصلا جديدا في تاريخ إيران تشكل هذه المعارضة مقدمته. ربما يمتلك النظام الحالي شيء من القوة ما يمكنه من مواجهة المعارضة الحالية، ولكنه لايستطيع المطاولة . أن احتمالات سقوط الاسد من شانه ان يقوي أيضا المعارضة في ايران ، لهذه الاسباب تبذل ايران كل ما في وسعها لمساعدة نظام الاسد. أن التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية علىى ألارجح سوف تؤجج اندلاع ثورة جديدة في إيران مستقبلا بعد أن تستنزف احتياطيها من النقد الأجنبي وتصاعد حالات التذمر الى الطبقة الفقيرة والمتوسطة ذات الدخل المحدود والتي تمثل غالبية الشعوب الايرانية ، وهذا ما تراهن عليه سياسة الولايات المتحدة .
ألمصادر
1ـ القدس العربي في 7 شبلط 2013/ سقوط الاسد سيشجع المعارضة الايرانية
2 ـ 25 أكتوبر 2012 / مركز العربية للدراسات السياسية
3 ـ الشرفة / مالك محمد مصباح 19 اذار 2010
4 ـ المختصر / أيلاف في 13 نوفمبر 2012
5 ـ المشهد في 18 نوفمبر 2012
6 ـ طهران ألشروق /أ ش أ/ الإثنين 11 فبراير 2013
7ـ مفكرة الاسلام 13 شباط 2013
8 ـ صحيفة السياسة الكويتية في 13 ديسمبر 2012
9 ـ ايلاف أ ف ب 5 ديسمبر 2012
10 ـ الشرق الاوسط 12 حزيران 2012
11 ـ صحيفة المدينة السعودية في 25 ديسمبر 2012
12 ـ دراسة عباد أحمد البطنيجي / المعارضة الايرانية .. من والى اين/ منبر الحرية