باتت المشاركة اليمنية في دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم مهددة بالإلغاء لظروف عديدة، منها ما هو داخلي متعلق بالشأن اليمني، ومنها خارجي يتعلق بالأصوات المتعالية في دول الخليج المنادية بإحلال الأردن بديلاً لليمن.
وتعد دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم من أبرز البطولات التي يشارك فيها اليمن إن لم تكن الأهم، كونها تحمل أبعاداً سياسية، إذ جاء انضمام اليمن لها بقرار أعلى سلطة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي هي القمة الخليجية لملوك وأمراء دول المجلس.
تاريخ مؤسف
وبدأ المنتخب اليمني الأول لكرة القدم مشاركته في دورات الخليج قبل 11 عاماً، ابتداءً من الدورة السادسة عشرة (خليجي16) التي احتضنتها الكويت عام 2003م، لكنه لم يتمكن طوال الدورات الست الأخيرة من تحقيق أية نتيجة إيجابية.
منتخب اليمن خسر جميع مبارياته في الدورات الست، وأفضل شيء حققه هو تعادله في ثلاث مباريات بواقع مباراة واحدة في أول ثلاث دورات لمشاركته، ما دعا الجماهير حينها لإطلاق لقب (أبو نقطة) على المنتخب اليمني قبل أن يتحوَّل هذا اللقب إلى (أبو هدف) في الدورتين 19 في عُمان، و20 في اليمن، على إثر إخفاقه وخسارته كافة مبارياته في الدورتين، وعجز حتى عن تحقيق التعادل، ولم يسجل سوى هدف وحيد طوال مبارياته في كلٍّ من الدورتين، لكن (أبو هدف) أخفق حتى في الاحتفاظ بلقبه الجديد في خليجي 21 بالبحرين قبل عامين حين ودَّع البطولة بخسارته جميع مبارياته وفشله في تسجيل هدف واحد.
تهديد داخلي
أضحت مشاركة اليمن في دورة كأس الخليج في نسخته الثانية والعشرين (خليجي 22) المقررة في العاصمة الرياضة خلال الفترة (13-26) نوفمبر القادم مهددة لظروف داخلية وخارجية، أبرزها عدم صرف المخصصات المالية لإعداد المنتخب الوطني الأول ومشاركته في الحدث الأهم بالنسبة للكرة اليمنية، في الوقت الذي ثبت فيه فشل الحكومة وعجزها المالي الكبير، ما هدَّد ولا يزال قدرتها على صرف مرتبات موظفيها.
وبسبب عدم صرف مخصصاته المالية، اضطر الاتحاد اليمني العام لكرة القدم إلى إيقاف نشاطه الداخلي والخارجي بعد أن وصلت مديونيته لدى وزارتي الشباب والرياضة، والمالية، إلى قرابة 900 مليون ريال ينتظر الاتحاد صرفها بحسب إفادة أمين عام الاتحاد الدكتور، حميد شيباني، الذي أوضح أن الاتحاد لجأ إلى إيقاف النشاط بعد أن فشلت جميع محاولاته في الحصول على قروض جديدة من البنك بسبب ارتفاع مديونية الاتحاد للبنك.
البحث عن الحقيقة
وفي الوقت الذي تقول فيه وزارة الشباب والرياضة إن الاتحاد العام لكرة القدم لم يُخلِ عهداً مالية بمئات الملايين ما زالت مقيَّدة عليه، ويقول نائب الوزير إن خطأ إدارياً حال دون صرف مخصصات الاتحاد، أشار الدكتور شيباني إلى أن وزارة الشباب وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة لم يتجاوبا أساساً مع الاتحاد في صرف مخصصاته الحالية والمتأخرة له منذ أعوام ماضية، رغم أن مسؤولي الاتحاد ظلوا نحو شهر في صندوق النشء يتابعون استخراج المخصصات دون جدوى، ما اضطر الاتحاد إلى إيقاف نشاطه.
وكان الاتحاد العام لكرة القدم أعلن، الأربعاء الفائت، إيقاف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بعد وصوله لجولته السادسة التي كان مقرراً إقامتها أمس الجمعة واليوم السبت، وكذا إيقاف تحضيرات المنتخبين الأول والشباب وإلغاء معسكرين خارجيين لهما، حيث كان مقرراً أن يبدأ منتخب الشباب اليوم السبت معسكراً خارجياً في ماليزيا قبل توجهه إلى ميانمار لخوض غمار منافسات نهائيات كأس آسيا للشباب خلال الفترة (14-28) أكتوبر المقبل ضمن المجموعة الأولى، التي تضم إلى جانبه منتخبات، ميانمار المضيف، إيران، وتايلاند، فيما كان مقرراً أن يخوض المنتخب الوطني الأول معسكراً خارجياً في إسطنبول التركية خلال أكتوبر المقبل استعداداً لخليجي22، حيث يلعب منتخبنا ضمن المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبه منتخبات السعودية المضيف، البحرين، وقطر.
ورغم تأكيده على حرص اتحاده على المشاركة في الحدث الخليجي، كشف شيباني عن أن الاتحاد عجز حتى عن توفير مخصصات حكام مباريات الدوري، فضلاً عن مخصصات أندية دوري الدرجة الأولى ومخصصات فروع الاتحاد في المحافظات.
مناورة أم تهرب من المسؤولية؟
وفي خطوة استباقية لفشل المنتخبين الوطنيين، رمى أمين عام اتحاد كرة القدم المسؤوليةَ على وزارتي الشباب والمالية في حال تحقيق المنتخبان نتائج سلبية في مشاركتيهما الخارجية، وذلك بسبب تأخر صرف المخصصات المالية الذي أدى إلى تعثر برنامج إعداد المنتخبين، رغم أن الشارع الرياضي في اليمن لا يعوِّل على منتخباته الكروية-خصوصاً المنتخب الأول- في تحقيق أي شيء، كما يأتي حديث شيباني لممارسة الضغط على الوزارتين وصندوق النشء بغية الإسراع بصرف المخصصات.
ودائماً ما يؤكد المحللون والمراقبون أن مشكلة كرة القدم اليمنية ليست في المال بقدر ما هي في الإدارة، مستدلين على ذلك بأمور عديدة، أبرزها ما تم تخصيصه من أموال طائلة ومدرب عالمي وفترة إعداد طويلة للمنتخب الأول في خليجي20 التي استضافتها عدن وأبين في نوفمبر 2010م، ورغم ذلك أخفق المنتخب إخفاقاً ذريعاً وخسر جميع مبارياته ولم يسجل سوى هدف وحيد في مبارياته الثلاث بدور المجموعات، وحينها قال المدرب العالمي الكرواتي يوري ستريشكو مدرب المنتخب اليمني إن كرة القدم اليمنية تحتاج إلى اتحاد وليس إلى مال.
تهديد خارجي
في خضم هذه الظروف، تتعالى حالياً الأصوات في دول الخليج المطالبة بإحلال منتخب الأردن بديلاً لمنتخب اليمن في كأس الخليج.
وتبرر تلك الأصوات- وإن قلَّ عددها- مطالبها بأن إشراك اليمن في دورات كأس الخليج أضعف مستوى البطولة وصنع في كافة الدورات، مجموعة قوية وأخرى ضعيفة هي دائماً التي يتواجد فيها منتخب اليمن باعتباره حصالة نقاط وأهداف وجسر عبور لمنتخبات مجموعته، وأصبحت كل المنتخبات تتمنى أن تجمعها القرعة مع منتخب اليمن في مجموعة واحدة.
ويذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك حين يؤكدون أن إشراك اليمن في دورات كأس الخليج كان خطأ، لأن اليمن لم يستفد من ذلك في تطوير مستواه خلال 11 عاماً وبات مقبلاً على الدورة السابعة.
المتأمل في الواقع سيجد أن ما يحصل معاكس تماماً للهدف الذي تم من أجله إشراك اليمن في كأس الخليج، ويتمثل في استفادة الكرة اليمنية من كأس الخليج بغية تطوير مستواها، إذ تثبت الأرقام والإحصائيات أن مستوى الكرة اليمنية في تدهور مستمر من دورة إلى أخرى تالية، ومن عام إلى آخر، حتى أصبحت اليمن ضمن أسوأ 20 منتخباً على مستوى العالم، وذلك ما لم يحدث طوال تاريخ اليمن.
ويلفت المنادون بإقصاء اليمن من دورات الخليج إلى أن انضمام المنتخب الأردني سيمثل إضافة نوعية إلى منافسات كأس الخليج بعكس منتخب اليمن، خصوصاً مع تطور مستوى الكرة الأردنية اللافت، حيث كان المنتخب العربي الوحيد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى مونديال البرازيل 2014 عن قارة آسيا لولا خسارته من منتخب الأوروجواي في المباراة الأخيرة الفاصلة.
الأردن بديل أفضل
وكان مسؤولون ورياضيون في دول الخليج طالبوا بضم منتخب "النشامى" إلى دورات كأس الخليج بدلاً عن العراق، عندما أعلن وزير الشباب والرياضة العراقي عن انسحاب منتخبه من خليجي22 احتجاجاً على سحب هذه الدورة من مدينة البصرة العراقية إلى العاصمة السعودية، قبل أن يتراجع العراق ويعلن رسمياً مشاركته في دورة الرياض المقبلة، ما جعل أنظار الخليجيين تتحول نحو إحلال الأردن بديلاً عن اليمن باعتبار منتخب الأردن أكثر تأهيلاً لدخول المنظومة الرياضية الخليجية خصوصاً وأن الأردن سبق وطلب الانضمام لدورات كأس الخليج بشكل غير رسمي في أعوام سابقة.
وفي حال تعذر مشاركة منتخب اليمن في خليجي22، ولأن الخليجيون –وفقا لتصريحاتهم- حريصون على عدم الإخلال بنظام البطولة المعتمد على ثمانية منتخبات توزع على مجموعتين، فستكون الفرصة مواتية جدا لإشراك منتخب الأردن "شبه الجاهز" في دورات الخليج وإحلاله بديلاً عن اليمن بشكل نهائي، ما سيفقد كرة القدم اليمنية بوابة كبيرة يمكن استغلالها لتطوير مستواها، وإن في أعوام لاحقة، في ظل فشل القيادة الحالية لاتحاد كرة القدم اليمني في إحداث أي نقلة نوعية في هذا الشأن، بل على العكس تراجعت الكرة اليمنية لتصل إلى أسوأ مستوى في تاريخها، على الإطلاق، بحسب تصنيف الفيفا.
الحل
رغم الظروف المذكورة آنفاً والمهدِدة لاستمرار اليمن في دورات كأس الخليج، فإن أفق الحل لم يصل إلى الانسداد، سيما مع إدراك الجميع بما في ذلك القيادة السياسية للبلد ضرورة المشاركة في هذه البطولة الهامة للغاية بالنسبة لليمن، وأهم ما في الأمر تعزيز الجبهة الداخلية كي لا تتاح الفرصة لاستبدال اليمن بالأردن أو أي منتخب آخر، لأننا حينها سنندم كثيراً.
عن اليمن اليوم الرياضي..
وتعد دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم من أبرز البطولات التي يشارك فيها اليمن إن لم تكن الأهم، كونها تحمل أبعاداً سياسية، إذ جاء انضمام اليمن لها بقرار أعلى سلطة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي هي القمة الخليجية لملوك وأمراء دول المجلس.
تاريخ مؤسف
وبدأ المنتخب اليمني الأول لكرة القدم مشاركته في دورات الخليج قبل 11 عاماً، ابتداءً من الدورة السادسة عشرة (خليجي16) التي احتضنتها الكويت عام 2003م، لكنه لم يتمكن طوال الدورات الست الأخيرة من تحقيق أية نتيجة إيجابية.
منتخب اليمن خسر جميع مبارياته في الدورات الست، وأفضل شيء حققه هو تعادله في ثلاث مباريات بواقع مباراة واحدة في أول ثلاث دورات لمشاركته، ما دعا الجماهير حينها لإطلاق لقب (أبو نقطة) على المنتخب اليمني قبل أن يتحوَّل هذا اللقب إلى (أبو هدف) في الدورتين 19 في عُمان، و20 في اليمن، على إثر إخفاقه وخسارته كافة مبارياته في الدورتين، وعجز حتى عن تحقيق التعادل، ولم يسجل سوى هدف وحيد طوال مبارياته في كلٍّ من الدورتين، لكن (أبو هدف) أخفق حتى في الاحتفاظ بلقبه الجديد في خليجي 21 بالبحرين قبل عامين حين ودَّع البطولة بخسارته جميع مبارياته وفشله في تسجيل هدف واحد.
تهديد داخلي
أضحت مشاركة اليمن في دورة كأس الخليج في نسخته الثانية والعشرين (خليجي 22) المقررة في العاصمة الرياضة خلال الفترة (13-26) نوفمبر القادم مهددة لظروف داخلية وخارجية، أبرزها عدم صرف المخصصات المالية لإعداد المنتخب الوطني الأول ومشاركته في الحدث الأهم بالنسبة للكرة اليمنية، في الوقت الذي ثبت فيه فشل الحكومة وعجزها المالي الكبير، ما هدَّد ولا يزال قدرتها على صرف مرتبات موظفيها.
وبسبب عدم صرف مخصصاته المالية، اضطر الاتحاد اليمني العام لكرة القدم إلى إيقاف نشاطه الداخلي والخارجي بعد أن وصلت مديونيته لدى وزارتي الشباب والرياضة، والمالية، إلى قرابة 900 مليون ريال ينتظر الاتحاد صرفها بحسب إفادة أمين عام الاتحاد الدكتور، حميد شيباني، الذي أوضح أن الاتحاد لجأ إلى إيقاف النشاط بعد أن فشلت جميع محاولاته في الحصول على قروض جديدة من البنك بسبب ارتفاع مديونية الاتحاد للبنك.
البحث عن الحقيقة
وفي الوقت الذي تقول فيه وزارة الشباب والرياضة إن الاتحاد العام لكرة القدم لم يُخلِ عهداً مالية بمئات الملايين ما زالت مقيَّدة عليه، ويقول نائب الوزير إن خطأ إدارياً حال دون صرف مخصصات الاتحاد، أشار الدكتور شيباني إلى أن وزارة الشباب وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة لم يتجاوبا أساساً مع الاتحاد في صرف مخصصاته الحالية والمتأخرة له منذ أعوام ماضية، رغم أن مسؤولي الاتحاد ظلوا نحو شهر في صندوق النشء يتابعون استخراج المخصصات دون جدوى، ما اضطر الاتحاد إلى إيقاف نشاطه.
وكان الاتحاد العام لكرة القدم أعلن، الأربعاء الفائت، إيقاف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بعد وصوله لجولته السادسة التي كان مقرراً إقامتها أمس الجمعة واليوم السبت، وكذا إيقاف تحضيرات المنتخبين الأول والشباب وإلغاء معسكرين خارجيين لهما، حيث كان مقرراً أن يبدأ منتخب الشباب اليوم السبت معسكراً خارجياً في ماليزيا قبل توجهه إلى ميانمار لخوض غمار منافسات نهائيات كأس آسيا للشباب خلال الفترة (14-28) أكتوبر المقبل ضمن المجموعة الأولى، التي تضم إلى جانبه منتخبات، ميانمار المضيف، إيران، وتايلاند، فيما كان مقرراً أن يخوض المنتخب الوطني الأول معسكراً خارجياً في إسطنبول التركية خلال أكتوبر المقبل استعداداً لخليجي22، حيث يلعب منتخبنا ضمن المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبه منتخبات السعودية المضيف، البحرين، وقطر.
ورغم تأكيده على حرص اتحاده على المشاركة في الحدث الخليجي، كشف شيباني عن أن الاتحاد عجز حتى عن توفير مخصصات حكام مباريات الدوري، فضلاً عن مخصصات أندية دوري الدرجة الأولى ومخصصات فروع الاتحاد في المحافظات.
مناورة أم تهرب من المسؤولية؟
وفي خطوة استباقية لفشل المنتخبين الوطنيين، رمى أمين عام اتحاد كرة القدم المسؤوليةَ على وزارتي الشباب والمالية في حال تحقيق المنتخبان نتائج سلبية في مشاركتيهما الخارجية، وذلك بسبب تأخر صرف المخصصات المالية الذي أدى إلى تعثر برنامج إعداد المنتخبين، رغم أن الشارع الرياضي في اليمن لا يعوِّل على منتخباته الكروية-خصوصاً المنتخب الأول- في تحقيق أي شيء، كما يأتي حديث شيباني لممارسة الضغط على الوزارتين وصندوق النشء بغية الإسراع بصرف المخصصات.
ودائماً ما يؤكد المحللون والمراقبون أن مشكلة كرة القدم اليمنية ليست في المال بقدر ما هي في الإدارة، مستدلين على ذلك بأمور عديدة، أبرزها ما تم تخصيصه من أموال طائلة ومدرب عالمي وفترة إعداد طويلة للمنتخب الأول في خليجي20 التي استضافتها عدن وأبين في نوفمبر 2010م، ورغم ذلك أخفق المنتخب إخفاقاً ذريعاً وخسر جميع مبارياته ولم يسجل سوى هدف وحيد في مبارياته الثلاث بدور المجموعات، وحينها قال المدرب العالمي الكرواتي يوري ستريشكو مدرب المنتخب اليمني إن كرة القدم اليمنية تحتاج إلى اتحاد وليس إلى مال.
تهديد خارجي
في خضم هذه الظروف، تتعالى حالياً الأصوات في دول الخليج المطالبة بإحلال منتخب الأردن بديلاً لمنتخب اليمن في كأس الخليج.
وتبرر تلك الأصوات- وإن قلَّ عددها- مطالبها بأن إشراك اليمن في دورات كأس الخليج أضعف مستوى البطولة وصنع في كافة الدورات، مجموعة قوية وأخرى ضعيفة هي دائماً التي يتواجد فيها منتخب اليمن باعتباره حصالة نقاط وأهداف وجسر عبور لمنتخبات مجموعته، وأصبحت كل المنتخبات تتمنى أن تجمعها القرعة مع منتخب اليمن في مجموعة واحدة.
ويذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك حين يؤكدون أن إشراك اليمن في دورات كأس الخليج كان خطأ، لأن اليمن لم يستفد من ذلك في تطوير مستواه خلال 11 عاماً وبات مقبلاً على الدورة السابعة.
المتأمل في الواقع سيجد أن ما يحصل معاكس تماماً للهدف الذي تم من أجله إشراك اليمن في كأس الخليج، ويتمثل في استفادة الكرة اليمنية من كأس الخليج بغية تطوير مستواها، إذ تثبت الأرقام والإحصائيات أن مستوى الكرة اليمنية في تدهور مستمر من دورة إلى أخرى تالية، ومن عام إلى آخر، حتى أصبحت اليمن ضمن أسوأ 20 منتخباً على مستوى العالم، وذلك ما لم يحدث طوال تاريخ اليمن.
ويلفت المنادون بإقصاء اليمن من دورات الخليج إلى أن انضمام المنتخب الأردني سيمثل إضافة نوعية إلى منافسات كأس الخليج بعكس منتخب اليمن، خصوصاً مع تطور مستوى الكرة الأردنية اللافت، حيث كان المنتخب العربي الوحيد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى مونديال البرازيل 2014 عن قارة آسيا لولا خسارته من منتخب الأوروجواي في المباراة الأخيرة الفاصلة.
الأردن بديل أفضل
وكان مسؤولون ورياضيون في دول الخليج طالبوا بضم منتخب "النشامى" إلى دورات كأس الخليج بدلاً عن العراق، عندما أعلن وزير الشباب والرياضة العراقي عن انسحاب منتخبه من خليجي22 احتجاجاً على سحب هذه الدورة من مدينة البصرة العراقية إلى العاصمة السعودية، قبل أن يتراجع العراق ويعلن رسمياً مشاركته في دورة الرياض المقبلة، ما جعل أنظار الخليجيين تتحول نحو إحلال الأردن بديلاً عن اليمن باعتبار منتخب الأردن أكثر تأهيلاً لدخول المنظومة الرياضية الخليجية خصوصاً وأن الأردن سبق وطلب الانضمام لدورات كأس الخليج بشكل غير رسمي في أعوام سابقة.
وفي حال تعذر مشاركة منتخب اليمن في خليجي22، ولأن الخليجيون –وفقا لتصريحاتهم- حريصون على عدم الإخلال بنظام البطولة المعتمد على ثمانية منتخبات توزع على مجموعتين، فستكون الفرصة مواتية جدا لإشراك منتخب الأردن "شبه الجاهز" في دورات الخليج وإحلاله بديلاً عن اليمن بشكل نهائي، ما سيفقد كرة القدم اليمنية بوابة كبيرة يمكن استغلالها لتطوير مستواها، وإن في أعوام لاحقة، في ظل فشل القيادة الحالية لاتحاد كرة القدم اليمني في إحداث أي نقلة نوعية في هذا الشأن، بل على العكس تراجعت الكرة اليمنية لتصل إلى أسوأ مستوى في تاريخها، على الإطلاق، بحسب تصنيف الفيفا.
الحل
رغم الظروف المذكورة آنفاً والمهدِدة لاستمرار اليمن في دورات كأس الخليج، فإن أفق الحل لم يصل إلى الانسداد، سيما مع إدراك الجميع بما في ذلك القيادة السياسية للبلد ضرورة المشاركة في هذه البطولة الهامة للغاية بالنسبة لليمن، وأهم ما في الأمر تعزيز الجبهة الداخلية كي لا تتاح الفرصة لاستبدال اليمن بالأردن أو أي منتخب آخر، لأننا حينها سنندم كثيراً.
عن اليمن اليوم الرياضي..