"أصبح العيش مغامرة غير مضمونة النجاة". يعلق شاب ثلاثيني على الوضع الجاري في مديرية العدين، في إب، بعد أسبوع قضاه "في سطوة تنظيم مسلح (القاعدة)". قال ذلك وهو يرسل زفرات كسير.
العدين إحدى عشرين مديرية تتبع المحافظة السياحية إب، وتبعد نحو 30 كيلومتراً باتجاه الغرب من مركز المحافظة، نحو 143 ألفاً و578 نسمة هم أبناء العدين، وفقاً لإحصاء 2004م، وهؤلاء يعيشون حالياً أكثر أيام حياتهم قلقاً، ويواجهون مصيراً غامضاً لا يدرون إلى أين سيفضي بهم، جراء وقوع المديرية مؤخراً تحت سيطرة مسلحين اقتحموها رافعين أعلام تنظيم القاعدة، فيما هم الآن يطلقون على أنفسهم اسم "اللجان الشعبية السنية".
كان هؤلاء المسلحون هاجموا مدينة العدين، مركز المديرية، الأربعاء قبل الماضي، منتصف الشهر الجاري، وهاجموا مقرات حكومية، فرع بنك التسليف الزراعي وفرع البريد، وحينها اتهمت هيئة البريد المسلحين بنهب 30 مليون ريال من هذا المبنى.
انسحب حينها المسلحون إثر هجومهم؛ غير أنهم عادوا الكرة بعد 5 أيام من هذا الهجوم، وهذه المرة ليتمركزوا في المدينة ويؤكدوا سيطرتهم عليها وعلى مديرية الحزم المجاورة أيضاً، ودون أفق زمني لانسحابهم.
يُشرعن المسلحون لأنفسهم هذا التواجد من خلال التمدد المسلح لجماعة الحوثي، ويعرفون أنفسهم بـ"اللجان الشعبية السنية". كما يقولون إنهم سيطروا على مديريتي العدين والحزم من أجل مواجهة "المد الرافضي الشيعي"، حسب توصيفهم لمسلحي الحوثي، الذين وصلوا مدينة إب، منتصف الشهر الجاري، وسيطروا عليها بقوة السلاح أيضاً.
يفرض مسلحو التنظيم على العدين مشهداً مدججاُ بالسلاح كما لو أنهم يريدون ترويضها على ما يبدو "موضة اليمن الجديد" في صراعات تعم كل مناطق الجمهورية حتى العدين، التي لم تعتد سوى مهاجل الحصاد الزراعي في مثل هذه الآونة. ولكن يبدو أن المدينة بدأت بالتخلي عن وداعتها والاتجاه إلى ساحات الصراع.
ثمة حياة كانت في العدين، قبل الأربعاء، منتصف الشهر الجاري، وإن لم تكن بلا طعم؛ غير أنها أضحت في عهدة مسلحي "القاعدة" و"اللجان الشعبية السنية"، الذين أرسلوا 3 من جنود أمن المديرية إلى ثلاجة الموتى، وألحق سلاحهم بالخطأ رابعاً من المدنيين، فيما لا تزال قائمة الأخطاء الحتمية للسلاح غير محددة بعد.
تشهد العدين نزوح عشرات الأسر إلى جهات مختلفة، تحسباً لمواجهات قد تندلع بين مسلحي تنظيم القاعدة واللجان الشعبية السنية، المتواجدين في المدينة وأوساط الأهالي، من جهة، ومسلحي الحوثي المتواجدين في مدينة إب من جهة أخرى.
لا يفرق الأهالي بين مسلحي "القاعدة" ومسلحي الحوثي الذين يتحسسون تجاه محاولة سيطرة على مناطق "سنية وشافعية المذهب". وإن كانت القاعدة لاقت في إب حاضناً شعبياً لم يكن لها من قبل، فهو بسبب تواجد المسلحين الحوثيين والتخوف من توسعهم وإخضاع المناطق بقوة السلاح. كما أن أهالي العدين المتضررين من تواجد المسلحين يبدون عدم قبولهم بمسلحي الحوثي فيما لو قرروا دخول المديرية الخاضعة لسيطرة القاعدة واللجان السنية".
وكانت مواجهات مسلحة، سقط على إثرها قتلى من الطرفين، جرت الأربعاء الماضي ، بين مسلحي "القاعدة" و"الحوثيين في نقطة مشورة على أطراف مدينة إب.
يضاعف تجاهل الدولة والتخلي عن مسؤوليتها في حماية العدين مخاوف الأهالي؛ ما يضطرهم إلى مشقة النزوح ومغادرة المدينة التي يغيب عنها المسؤولون وحتى مشائخها ووجهاؤها، وسط شلل الحركة والنشاط في المديرية المتصلة بثلاث محافظات أخرى (تعز، الحديدة، ذمار). كما تغلق المحلات التجارية أبوابها في بعض الأوقات، ويشهد الشارع العام الأسفلتي الوحيد في المدينة شللاً شبه تام من بعد صلاة العشاء.
يقول صفوان الهنائي، صاحب بقالة: "لم يعد الشغل كما كان من قبل الأحداث، لقد تراجع إلى أقل من النصف كما في بعض الأيام من الأسبوع الماضي". ويوافقه كل من التقينا بهم من أصحاب المحلات التجارية.
في العدين لا يعمل سوى المستشفى العام؛ فيما توقف الدوام في كافة المرافق الرسمية، وأعلنت مدارس المدينة وضواحيها إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر.
تعاني كثير من الأسر المرابطة في المدينة من ضيق العيش بعد تراجع دخلها اليومي، بعضها تراجع دخلها كلياً، وتعطل أرباب أعمالها تماماً.
يقول أمين محمد، رب أسرة: "كنت أعتمد في دخلي على ما أحصل عليه من خدمة بعض الميسورين. الآن الكل يشكو عسرة في الداخل، ماذا أصنع، وأنا عجوز ومريض لا أستطيع العمل، ولدي أسرة أعولها؟".
وفيما كان بيان، صدر الثلاثاء الماضي عن اللجان الشعبية السنية"، دعا "أبناء العدين إلى العودة لمزاولة أعمالهم التجارية والإدارية وغيرها"، ونوه على حرص اللجان على "عدم تعطيل المواطنين عن أعمالهم ومصالحهم، والجميع آمنون في محلاتهم ومنازلهم وأسواقهم على حياتهم وأموالهم"؛ إلا أن الأهالي تلقوا تلك الدعوة بحذر، نتيجة المخاوف التي تركتها الأحداث العنيفة التي شهدتها المدينة في الهجوم السابق لهؤلاء المسلحين".
وكان المسلحون دفعوا، الجمعة الماضي، بخطباء من عناصرهم إلى عدد من مساجد المدينة وأدوا هم خطبتي الجمعة بعد أن أخذوا الإذن من أئمتها، الذين لم يجدوا تحت مشاعر الخوف مفراً من السماح لهم دون شرط أو قيد. غير أن أحد أئمة المساجد رفض الموافقة لخطيب المسلحين وأدى خطبة الجمعة في مسجده بنفسه. ويقول عدد ممن حضروا الخطبة في هذا المسجد إن خطيبه سلفي مناوئ للحوثيين و"القاعدة".
وبحسب مصادر أخرى أدت صلاة الجمعة في مساجد خطب فيها أفراد "القاعدة" إن هؤلاء الخطباء دعوا الناس إلى "العودة إلى الله، والاعتزاز بدينه، والثقة بتمكينه"، وحذروا من "خطر المد والفكر الحوثي المجوسي الرافضي الإيراني"، وتوعدوا "محاربيه بالجهاد بالمفخخات والموت والمقابر متى ما حاولوا الاقتراب من دخول المنطقة".
وأضافت المصادر أن أحد الخطباء بين أن القتال في حال الدفاع عن المدينة "يسميه العلماء (جهاد الدفع) وهو لا يشترط أي شرط بخلاف (جهاد الطلب)".
وتشهد بعض مساجد المدينة، منذ ظهر الأحد، إقبالاً وازدحاماً لأداء الصلاة على غير العادة؛ وذلك بعد مرور عناصر من التنظيم على المحلات التجارية، وحثوا أصحابها على إغلاقها للصلاة، وكرروا المشهد مع موعد صلاة المغرب على متن سيارة تابعة لهم مستخدمين في مخاطبة الأهالي مكبر صوت.
تقوم عناصر من اللجان الشعبية والتنظيم باستقبال ما يصلها من الشكاوى والنظر فيها في مقر تمركزها بمبنى المديرية، وحل الخصومات بين الناس بجلسة واحدة. وغالباً ما تلقى حلولهم استجابة فورية بالقبول والتنفيذ من الأطراف دون أي مقابل مادي. كما يقومون بتنظيم حركة سير المركبات في حال الازدحام.
ولوحظ اختفاء جرائم السرقة والاعتداء وانحسار قضايا النزاع وغيرها في المنطقة، بعد أن أكد التنظيم، في البيان الذي وزعه الثلاثاء الماضي، أنه "سيتم تطبيق عقوبة الحدود الشرعية".
وكان مئات من المسلحين دخلوا مدينة العدين، الاثنين الماضي، على متن العشرات من السيارات بلا لوحات، ودراجات نارية، مدججين بأنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهم يرفعون أعلام تنظيم "القاعدة"، ويرددون التكبير بصوت مرتفع، واقتحموا حينها مقرات الشرطة والأحوال المدنية والنيابة والمحكمة والواجبات الزكوية التي شهدت أعمال نهب من قبل شباب من الأهالي.
وفي هذا الاقتحام، تعرض للاعتداء مبنيان سكنيان يتبعان شخصين من بيت المساوى، المحسوبين على الحوثيين، أحدهما تم نهبه، والآخر استهدف بقذيفة (آر بي جي)، كما احترقت سيارة تابعة لـأحمد طه العواضي.
وكان هذا الهجوم بعد 5 أيام من هجوم مماثل نفذه تنظيم القاعدة منتصف الشهر الجاري وتبناه في موقعه على "تويتر". وحينها تمت مهاجمة مقر شرطة المديرية، ما أدّى إلى مقتل 3 جنود وجرح 4 آخرين بينهم مدني. كما تم تفجير فرع بنك التسليف الزراعي ونهب صرافته، وكذا نهب خزانة مكتب البريد، وإحراق مبنى النيابة والمحكمة بما فيه من أثاث ووثائق متعلقة بقضايا وحقوق مواطنين، إضافة إلى العبث بوثائق وأثاث مكتب الأحوال المدنية وشرطة المديرية.
وعصر الثلاثاء الماضي، أطلق مسلحو التنظيم الرصاص على شخصين في نقطة تابعة لهم على مداخل المدينة، بحجة عدم توقف سيارتهما، وأسفرت الحادثة عن مقتل حميد الجماعي وجرح رضوان الواصلي، جرت على إثرها مراسم تحكيم قبلي من قبل المسلحين لذوي القتيل بعد اعترافهم بالخطأ، فيما يقول عدد من الأهالي إن مسلحي التنظيم قدموا مساعدة مالية علاجية للجريح.
وفيما لا يزال عناصر التنظيم يعتقلون حمود أحمد محمد الشباطي، (26 عاماً)، من أبناء المدينة، وهو موظف في الأمن السياسي؛ وعد قيادي في التنظيم بالإفراج عن الشباطي قريباً، إكراماً لما قال إنه "مراجعة شخصيات وجيهة في المنطقة، والزامه بعدم العودة إلى عمله، والبحث له عن فرصة عمل أخرى".
العدين إحدى عشرين مديرية تتبع المحافظة السياحية إب، وتبعد نحو 30 كيلومتراً باتجاه الغرب من مركز المحافظة، نحو 143 ألفاً و578 نسمة هم أبناء العدين، وفقاً لإحصاء 2004م، وهؤلاء يعيشون حالياً أكثر أيام حياتهم قلقاً، ويواجهون مصيراً غامضاً لا يدرون إلى أين سيفضي بهم، جراء وقوع المديرية مؤخراً تحت سيطرة مسلحين اقتحموها رافعين أعلام تنظيم القاعدة، فيما هم الآن يطلقون على أنفسهم اسم "اللجان الشعبية السنية".
كان هؤلاء المسلحون هاجموا مدينة العدين، مركز المديرية، الأربعاء قبل الماضي، منتصف الشهر الجاري، وهاجموا مقرات حكومية، فرع بنك التسليف الزراعي وفرع البريد، وحينها اتهمت هيئة البريد المسلحين بنهب 30 مليون ريال من هذا المبنى.
انسحب حينها المسلحون إثر هجومهم؛ غير أنهم عادوا الكرة بعد 5 أيام من هذا الهجوم، وهذه المرة ليتمركزوا في المدينة ويؤكدوا سيطرتهم عليها وعلى مديرية الحزم المجاورة أيضاً، ودون أفق زمني لانسحابهم.
يُشرعن المسلحون لأنفسهم هذا التواجد من خلال التمدد المسلح لجماعة الحوثي، ويعرفون أنفسهم بـ"اللجان الشعبية السنية". كما يقولون إنهم سيطروا على مديريتي العدين والحزم من أجل مواجهة "المد الرافضي الشيعي"، حسب توصيفهم لمسلحي الحوثي، الذين وصلوا مدينة إب، منتصف الشهر الجاري، وسيطروا عليها بقوة السلاح أيضاً.
يفرض مسلحو التنظيم على العدين مشهداً مدججاُ بالسلاح كما لو أنهم يريدون ترويضها على ما يبدو "موضة اليمن الجديد" في صراعات تعم كل مناطق الجمهورية حتى العدين، التي لم تعتد سوى مهاجل الحصاد الزراعي في مثل هذه الآونة. ولكن يبدو أن المدينة بدأت بالتخلي عن وداعتها والاتجاه إلى ساحات الصراع.
ثمة حياة كانت في العدين، قبل الأربعاء، منتصف الشهر الجاري، وإن لم تكن بلا طعم؛ غير أنها أضحت في عهدة مسلحي "القاعدة" و"اللجان الشعبية السنية"، الذين أرسلوا 3 من جنود أمن المديرية إلى ثلاجة الموتى، وألحق سلاحهم بالخطأ رابعاً من المدنيين، فيما لا تزال قائمة الأخطاء الحتمية للسلاح غير محددة بعد.
تشهد العدين نزوح عشرات الأسر إلى جهات مختلفة، تحسباً لمواجهات قد تندلع بين مسلحي تنظيم القاعدة واللجان الشعبية السنية، المتواجدين في المدينة وأوساط الأهالي، من جهة، ومسلحي الحوثي المتواجدين في مدينة إب من جهة أخرى.
لا يفرق الأهالي بين مسلحي "القاعدة" ومسلحي الحوثي الذين يتحسسون تجاه محاولة سيطرة على مناطق "سنية وشافعية المذهب". وإن كانت القاعدة لاقت في إب حاضناً شعبياً لم يكن لها من قبل، فهو بسبب تواجد المسلحين الحوثيين والتخوف من توسعهم وإخضاع المناطق بقوة السلاح. كما أن أهالي العدين المتضررين من تواجد المسلحين يبدون عدم قبولهم بمسلحي الحوثي فيما لو قرروا دخول المديرية الخاضعة لسيطرة القاعدة واللجان السنية".
وكانت مواجهات مسلحة، سقط على إثرها قتلى من الطرفين، جرت الأربعاء الماضي ، بين مسلحي "القاعدة" و"الحوثيين في نقطة مشورة على أطراف مدينة إب.
يضاعف تجاهل الدولة والتخلي عن مسؤوليتها في حماية العدين مخاوف الأهالي؛ ما يضطرهم إلى مشقة النزوح ومغادرة المدينة التي يغيب عنها المسؤولون وحتى مشائخها ووجهاؤها، وسط شلل الحركة والنشاط في المديرية المتصلة بثلاث محافظات أخرى (تعز، الحديدة، ذمار). كما تغلق المحلات التجارية أبوابها في بعض الأوقات، ويشهد الشارع العام الأسفلتي الوحيد في المدينة شللاً شبه تام من بعد صلاة العشاء.
يقول صفوان الهنائي، صاحب بقالة: "لم يعد الشغل كما كان من قبل الأحداث، لقد تراجع إلى أقل من النصف كما في بعض الأيام من الأسبوع الماضي". ويوافقه كل من التقينا بهم من أصحاب المحلات التجارية.
في العدين لا يعمل سوى المستشفى العام؛ فيما توقف الدوام في كافة المرافق الرسمية، وأعلنت مدارس المدينة وضواحيها إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر.
تعاني كثير من الأسر المرابطة في المدينة من ضيق العيش بعد تراجع دخلها اليومي، بعضها تراجع دخلها كلياً، وتعطل أرباب أعمالها تماماً.
يقول أمين محمد، رب أسرة: "كنت أعتمد في دخلي على ما أحصل عليه من خدمة بعض الميسورين. الآن الكل يشكو عسرة في الداخل، ماذا أصنع، وأنا عجوز ومريض لا أستطيع العمل، ولدي أسرة أعولها؟".
وفيما كان بيان، صدر الثلاثاء الماضي عن اللجان الشعبية السنية"، دعا "أبناء العدين إلى العودة لمزاولة أعمالهم التجارية والإدارية وغيرها"، ونوه على حرص اللجان على "عدم تعطيل المواطنين عن أعمالهم ومصالحهم، والجميع آمنون في محلاتهم ومنازلهم وأسواقهم على حياتهم وأموالهم"؛ إلا أن الأهالي تلقوا تلك الدعوة بحذر، نتيجة المخاوف التي تركتها الأحداث العنيفة التي شهدتها المدينة في الهجوم السابق لهؤلاء المسلحين".
وكان المسلحون دفعوا، الجمعة الماضي، بخطباء من عناصرهم إلى عدد من مساجد المدينة وأدوا هم خطبتي الجمعة بعد أن أخذوا الإذن من أئمتها، الذين لم يجدوا تحت مشاعر الخوف مفراً من السماح لهم دون شرط أو قيد. غير أن أحد أئمة المساجد رفض الموافقة لخطيب المسلحين وأدى خطبة الجمعة في مسجده بنفسه. ويقول عدد ممن حضروا الخطبة في هذا المسجد إن خطيبه سلفي مناوئ للحوثيين و"القاعدة".
وبحسب مصادر أخرى أدت صلاة الجمعة في مساجد خطب فيها أفراد "القاعدة" إن هؤلاء الخطباء دعوا الناس إلى "العودة إلى الله، والاعتزاز بدينه، والثقة بتمكينه"، وحذروا من "خطر المد والفكر الحوثي المجوسي الرافضي الإيراني"، وتوعدوا "محاربيه بالجهاد بالمفخخات والموت والمقابر متى ما حاولوا الاقتراب من دخول المنطقة".
وأضافت المصادر أن أحد الخطباء بين أن القتال في حال الدفاع عن المدينة "يسميه العلماء (جهاد الدفع) وهو لا يشترط أي شرط بخلاف (جهاد الطلب)".
وتشهد بعض مساجد المدينة، منذ ظهر الأحد، إقبالاً وازدحاماً لأداء الصلاة على غير العادة؛ وذلك بعد مرور عناصر من التنظيم على المحلات التجارية، وحثوا أصحابها على إغلاقها للصلاة، وكرروا المشهد مع موعد صلاة المغرب على متن سيارة تابعة لهم مستخدمين في مخاطبة الأهالي مكبر صوت.
تقوم عناصر من اللجان الشعبية والتنظيم باستقبال ما يصلها من الشكاوى والنظر فيها في مقر تمركزها بمبنى المديرية، وحل الخصومات بين الناس بجلسة واحدة. وغالباً ما تلقى حلولهم استجابة فورية بالقبول والتنفيذ من الأطراف دون أي مقابل مادي. كما يقومون بتنظيم حركة سير المركبات في حال الازدحام.
ولوحظ اختفاء جرائم السرقة والاعتداء وانحسار قضايا النزاع وغيرها في المنطقة، بعد أن أكد التنظيم، في البيان الذي وزعه الثلاثاء الماضي، أنه "سيتم تطبيق عقوبة الحدود الشرعية".
وكان مئات من المسلحين دخلوا مدينة العدين، الاثنين الماضي، على متن العشرات من السيارات بلا لوحات، ودراجات نارية، مدججين بأنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهم يرفعون أعلام تنظيم "القاعدة"، ويرددون التكبير بصوت مرتفع، واقتحموا حينها مقرات الشرطة والأحوال المدنية والنيابة والمحكمة والواجبات الزكوية التي شهدت أعمال نهب من قبل شباب من الأهالي.
وفي هذا الاقتحام، تعرض للاعتداء مبنيان سكنيان يتبعان شخصين من بيت المساوى، المحسوبين على الحوثيين، أحدهما تم نهبه، والآخر استهدف بقذيفة (آر بي جي)، كما احترقت سيارة تابعة لـأحمد طه العواضي.
وكان هذا الهجوم بعد 5 أيام من هجوم مماثل نفذه تنظيم القاعدة منتصف الشهر الجاري وتبناه في موقعه على "تويتر". وحينها تمت مهاجمة مقر شرطة المديرية، ما أدّى إلى مقتل 3 جنود وجرح 4 آخرين بينهم مدني. كما تم تفجير فرع بنك التسليف الزراعي ونهب صرافته، وكذا نهب خزانة مكتب البريد، وإحراق مبنى النيابة والمحكمة بما فيه من أثاث ووثائق متعلقة بقضايا وحقوق مواطنين، إضافة إلى العبث بوثائق وأثاث مكتب الأحوال المدنية وشرطة المديرية.
وعصر الثلاثاء الماضي، أطلق مسلحو التنظيم الرصاص على شخصين في نقطة تابعة لهم على مداخل المدينة، بحجة عدم توقف سيارتهما، وأسفرت الحادثة عن مقتل حميد الجماعي وجرح رضوان الواصلي، جرت على إثرها مراسم تحكيم قبلي من قبل المسلحين لذوي القتيل بعد اعترافهم بالخطأ، فيما يقول عدد من الأهالي إن مسلحي التنظيم قدموا مساعدة مالية علاجية للجريح.
وفيما لا يزال عناصر التنظيم يعتقلون حمود أحمد محمد الشباطي، (26 عاماً)، من أبناء المدينة، وهو موظف في الأمن السياسي؛ وعد قيادي في التنظيم بالإفراج عن الشباطي قريباً، إكراماً لما قال إنه "مراجعة شخصيات وجيهة في المنطقة، والزامه بعدم العودة إلى عمله، والبحث له عن فرصة عمل أخرى".