كشفت صحيفة اماراتية، أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مازالت تراهن على تغليب العقل والمنطق السياسي من قبل الحوثيين، و إلا فإن اليمن يتجه إلى الكارثة.

و نقلت صحيفة "الخليج" عن مصدر خليجي وصفته بـ"المطلع" إن دول "التعاون" تتوقع من الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي ينعقد غداً الأربعاء في القاهرة بناء على طلبها، موقفاً قوياً إزاء اليمن، و العمل بكل جهدها نحو تحقيق ذلك نظراً لاستشعارها خطر مجريات الواقع اليمني.

و حسب الصحيفة، أوضح المصدر، إن دول التعاون تصر على المسار السياسي المتفق عليه خليجياً ودولياً، وترفض رفضاً قاطعاً مسألة الاستيلاء على السلطة بالقوة، وفرض أجندة تحت سيطرة الميليشيات، وتقويض المسار السياسي.

و أشار المصدر إلى أن الحوثيين يمثلون مكوناً سياسياً واحداً في اليمن، والمكون الواحد ليس الكل، وهم لن يستطيعوا خلق مسار سياسي، وإذا لم يغلب الحوثيون العقل فإن اليمن يتجه إلى الكارثة.

و قال مصدر الصحيفة أنه يرى أن المرحلة القادمة في اليمن ستكون "تفتيت، قتال مذهبي، مواجهة قبلية، ووضع إنساني غير مسبوق على مستوى العالم".

و نوه إلى أن هناك الآن 14 مليون طفل يمني يعانون أشد المعاناة من نقص الغذاء، والدواء، وفي حالة تفاقم الأوضاع هناك، فإن تطبيق اتجاه دول الخليج وغيرها نحو تلبية النداء الإنساني في اليمن قد يكون صعباً أو حتى متعذراً.

و لفت إلى إن المعالجة المضمونة تكمن في التمسك بالمبادرة الخليجية، حيث إن مضي "الحوثي" في مساره الذي اختلقه، بدءاً من إعلانه "البيان الدستوري" منفرداً، سيؤدي باليمن إلى مزيد من العزلة.

و قال المصدر: "قرار الجامعة العربية غداً إلى جانب نتائج "الوزاري الخليجي الاستثنائي" الذي عقد أخيراً في الرياض، والتصويت ضد انقلاب الحوثيين بالإجماع في نيويورك، مخاضان يتسقان ليؤكدا عزلة "الحوثي" ويسهما في تحقيق المزيد من العزلة".

و شدد المصدر، على أن التدخل العسكري غير وارد الآن تماماً، فـ"الرهان" على العقل، وكل مسار مضاد فهو الجنون بعينه، وإذا سارت الأمور اليمنية إلى مآلاتها غير المجندة، فإن المنظمات المعنية، سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الدولي، ستقرأ القضية اليمنية قراءة جديدة، وتتخذ ما تراه مناسباً بشرط الإجماع، وحساب النتائج بحيث لا تسهم الخطوات المتخذة في تعقيد مشهد لا ينقصه التعقيد.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.