كشفت مصادر محلية بمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، صباح السبت، حقيقة الأوضاع في مدينة المكلا بعد سيطرة تنظيم القاعدة عليها فجر الخميس الماضي.

وأوضحت المصادر، أن حلف قبائل حضرموت سيطر على مداخل مدينة المكلا الرئيسية حيث سيطر على نقطة عبد الله غريب الواقعة شرق المكلا ونقطة بروم الواقعة غرب المدينة.

وأضافت، أن مجموعات مسلحة تابعة لأبناء قبائل الحلف دخلوا إلى بعض الأحياء في مدينة المكلا؛ لكنهم لم يقوموا بأي أعمال قتالية إلى لحظة كتابة التقرير في الساعة الـ11 و50 دقيقة صباحاً، ضد مسلحي تنظيم القاعدة المسيطرين على المدينة لليوم الثالث على التوالي.

وأشارت المصادر إلى أن "مسلحي ومجموعات حلف قبائل حضرموت لم يخوضوا أي معركة، ويجري حالياً ترتيب وضع المدينة مع عقال وأبناء وشباب وعلماء مدينة المكلا، لطرد مسلحي القاعدة الغير مرغوبين من قبل السكان المحليين".

وذكرت المصادر أن "عناصر تنظيم القاعدة لا يزالون يسيطرون على المباني والدوائر الحكومية والأمنية التي سيطروا عليها فجر الخميس"، لافتة إلى أن " وجود أفارقة بين العناصر التابعة للتنظيم والمسيطرة على ديوان عام المحافظة والبنك المركزي وممن يحملون الجنسيات الصومالية".

وقالت: "إن هؤلاء الأفارقة يتحدّثون العربية بشكل مكسر حيث تم تبادل الحديث بين بعض السكان وأحد عناصر التنظيم الإرهابي هناك بشأن إذا جاء حلف قبائل حضرموت فهل ستقاتلونهم، فردّ بلكنة صومالية: "يروحوا يسيطروا على نفط المسيلة"، في إشارة منه أنه إذا لدى قبائل حلف حضرموت قوة فلماذا لا يسيطر على نفط المسيلة".

وبيّنت المصادر أن "مدينة الشحر بالكامل في يد حلف القبائل، فيما يسيطر حالياً على المداخل الرئيسية لمدينة المكلا، وأن ما يجري في الوقت الراهن هو التنسيق مع عقال حارات المكلا وشيوخها وشبابها من أجل ترتيب الوضع وتسليم الأحياء في حالة انسحاب عناصر القاعدة من المدينة".

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن "القوة العسكرية المتبقية في اللواء 127 ميكا رفضت تسليم أي معدات عسكرية لحلف قبائل حضرموت".

وذكرت المعلومات، أن "عمليات نهب واسعة طالت أماكن مختلفة في مدينة المكلا وأن أزمة خانقة بدأت بالظهور في المشتقات النفطية، كما أن الحركة مشلولة والمواطنين والسكان خائفين ومرعوبين كما أنهم لا يقبلون بتواجد عناصر القاعدة".

من جانبه، أكد مصدر في حلف قبائل حضرموت، أن مدينة المكلا تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق وأن الفوضى تعمّها، وأن المؤسسات الحكومية والمالية ومحطات الوقود (المحروقات مغلقة)، ولا وجود للمشتقات النفطية في ظل عدم وجود استيراد لتلك المشتقات.

وأفاد بأن "حلف قبائل حضرموت بات مسيطراً على المدخل الغربي للمدينة، وكذا نقطة بروم باتجاه الشحر ووادي حضرموت".

وأشار إلى أن "مدينة المكلا فيها خليط من أبناء القبائل وكذا من أبناء المدينة".

وقال: "إن من يسمون أنفسهم بـ"أنصار الشريعة" أو أنصار القاعدة، هؤلاء هم سرق و"محبّبين" ولا يمتون للإسلام بأي صلة".

وكشف المصدر في سياق حديثه ، أن عناصر من التنظيم حاولوا السيطرة ثلاث مرات على إدارة الجمارك والمعهد الفني والصيدلات والوحدات الصحية في منطقة جول مسحة شرق المكلا؛ إلا أن الحلف منعهم من ذلك.

وأضاف: "صدرت تحذيرات وإنذارات لعناصر القاعدة من المواطنين الذين بدأوا بالتجمع وأبلغوهم بأن عليهم الخروج من مدينة المكلا؛ لأنهم غير مقبولين وغير مرغوبين بتواجدهم هناك".

وقال: "إذا أصر عناصر تنظيم القاعدة بالبقاء في المدينة فإن الناس جميعاً سيتحملون مسؤولياتهم في إخراجهم بالقوة وعدم السماح لهم بالسيطرة على مصالح الناس والمحافظة والدوائر الحكومية".

واستبعد المصدر "وقوع مواجهات بين عناصر التنظيم الإرهابي ومسلحي قبائل حضرموت داخل المدينة، مؤكداً بأن التواصل جاري مع أهالي المدينة لطردهم بأي طريقة".

وتوقّع المصدر أن "يقوم السكان والأهالي بطرد عناصر التنظيم اليوم السبت أو غداً؛ كون السكان عرفوا حقيقتهم بأنهم سرق ويقومون بالنهب والسلب".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.