أعلنت الحكومة المالية حالة الطوارئ في كل أرجاء البلاد لمدة 10 أيام بدءا من ليلة الجمعة على السبت 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد الهجوم الدموي على فندق فخم في باماكو أسفر عن 27 قتيلا.


وصرحت الحكومة في بيان عبر الإذاعة الرسمية بأنه خلال جلسة طارئة لمجلس الوزراء ترأسها رئيس الجمهورية إبراهيم بوبكر كيتا، تقرر "إعلان حال الطوارئ في كل أرجاء البلاد لمدة عشرة أيام" اعتبارا من ليلة الجمعة على السبت، كما تم "إعلان الحداد الوطني ثلاثة أيام".


وأعلن مصدر عسكري مالي لوكالة "فرانس برس" مقتل 27 شخصا على الأقل من النزلاء والموظفين، إلى جانب "ثلاثة قتلى على الأقل من الإرهابيين أو الذين فجروا أنفسهم" دون تحديد جنسيات الضحايا.


وكان رئيس مالي أعلن عبر التلفزيون الرسمي في وقت سابق مقتل 19 شخصا وإصابة 7 آخرين بجروح الجمعة في الهجوم الذي شنه متشددون على فندق "راديسون" في باماكو عاصمة مالي، مشيرا إلى مقتل متشددين اثنين كذلك في الهجوم.


جماعة "المرابطون" تتبنى الهجوم 


تبنت جماعة "المرابطون" بزعامة الجزائري مختار بلمختار الهجوم، والذي نفذه مسلحون على فندق فخم في باماكو الجمعة حيث استخدموا الأسلحة واحتجزوا أكثر من 100 شخص رهائن.


وقال متحدث باسم الجماعة في مقطع مسجل "نحن في جماعة المرابطون نعلن تبنينا بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون". وطالب المتحدث في بيان يبدو أنه سبق انتهاء العملية، بإطلاق سراح "مجاهدين في سجون مالي" ووقف ما سماه "العدوان على أهالينا في شمال مالي"، كشرط للإفراج عن الرهائن.


تفاصيل الهجوم...


ويعتقد أن المسلحين دخلوا الفندق الذي يضم 190 غرفة في باماكو في سيارة تحمل لوحات أرقام دبلوماسية صباح الجمعة، بينما كان العديد من النزلاء في غرفهم.


وأعلنت شركة "Rezidor" المالكة لفندق "راديسون بلو" في باماكو، وقتها أن 125 من نزلاء الفندق و13 موظفا، كانوا داخل المبنى لحظة الهجوم، فيما أعلنت السلطات المالية احتجاز 170 شخصا.


وأشار شهود عيان إلى وجود نحو عشرة مسلحين، بينما تحدثت مصادر أمنية عن مهاجمين أو ثلاثة.                   


وأوضحت الإذاعة المالية أن المسلحين تحصنوا في الطابق الثامن من الفندق، فيما واصلت القوات الخاصة تحرير المبنى طابقا بعد طابق، ما أسفر عن إنهاء عملية الاحتجاز بعد نحو 9 ساعات من بدئها.


وصرح وزير الدفاع المالي الكولونيل سليف تراوري بأن القوات المالية نجحت بإنهاء عملية الاحتجاز بعد الهجوم، مضيفا "لم يعد هناك حاليا رهائن بين أيديهم والقوات تطاردهم".


من جهتها أعلنت قوات حفظ السلام الأممية أنها أحصت عدد 27 جثة في فندق راديسون في باماكو، عقب الهجوم، مؤكدة استمرار البحث والتفتيش في الفندق، علما أن السلطات المالية أعلنت أن 170 شخصا احتجزهم المسلحون في الفندق منذ صباح الجمعة.


وباشر موظفو الحماية المدنية بإزالة الجثث في أكياس خاصة. وساعد اثنان من عناصر القوات الأمريكية الخاصة تصادف وجودهم في السفارة الأمريكية المجاورة لحضور اجتماع، في عملية إنقاذ 6 أمريكيين.


جندو فرنسيون في موقع الهجوم

جندو فرنسيون في موقع الهجوم

من جهتها أرسلت السلطات الفرنسية نحو 40 ضابطا من وحدة الشرطة شبه العسكرية المتخصصة في معالجة احتجاز رهائن، علما أن أكثر من ألف جندي فرنسي موجودون في مالي.


إدانات دولية في مقدمتها من الأمم المتحدة وموسكو وواشنطن


وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بالهجوم الإرهابي الرهيب" في مالي معتبرا أن هدفه نسف جهود السلام في هذا البلد.


وقال ستيفان دوجاريتش المتحدث باسم بان كي مون إن الأخير "يأسف لأي محاولة لنسف تطبيق الاتفاق" الموقع في يونيو/ حزيران بين فصائل متناحرة. وأعرب بان كي مون عن "دعمه الكامل للسلطات المالية في معركتها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة.


هذا وعزى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره المالي إبراهيم بوبكر كيتي إثر الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا في العاصمة باماكو. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن بوتين قدم  التعازي لحكومات وشعوب الدول التي قتل مواطنوها على يد إرهابيين.


من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت إن الهجمات التي وقعت على فندق في مالي رفعت عزيمة بلاده وحلفائها للتصدي لهذه التحديات، مضيفا أن بلاده "لن تتساهل في قتال هؤلاء الذين استهدفوا المواطنين ولن تسمح بوجود ملاذ آمن لهم".


وأشار أوباما إلى أن واشنطن تحاول معرفة مصير الأمريكيين الذين ربما كانوا في الفندق، في وقت تم فيه تحديد ما لا يقل عن أمريكي واحد بين القتلى الذين بلغ عددهم 19. وأضاف أن القوات الأمريكية في مالي ساعدت في منع وقوع خسائر أكبر في الأرواح.


إخراج جثة أحد ضحايا الهجوم

إخراج جثة أحد ضحايا الهجوم

ضحايا من جنسيات مختلفة


وسارعت بعض الدول إلى إصدار بيانات تؤكد وجود عدد من مواطنيها في الفندق لحظة الهجوم. 


وأكدت السفارة الصينية في مالي مقتل ثلاثة من مواطنيها في الهجوم. وقال مسؤولون في السفارة إنه تم إنقاذ أربعة مواطنين صينيين آخرين من فندق "راديسون بلو" في باماكو.


من جانبها أعلنت شركة China Railway Construction Corporation أكبر شركات البناء في الصين مقتل 3 من كبار مدرائها في الهجوم.


وقال البرلمان البلجيكي إن مسؤولا في البرلمان المحلي كان متواجدا في مالي لحضور مؤتمر، قتل في الهجوم، فيما ذكرت الهند أن 20 من مواطنيها كانوا من بين الرهائن.


وذكرت شركة "إير فرانس" للطيران أن 12 من موظفيها كانوا في "مكان آمن"، بينما تم تحرير سبعة من موظفي شركة الخطوط التركية.


كما تم تحرير سبعة جزائريين وألمانيين، بينما لا يزال مصير أربعة بلجيكيين مجهولا.


المصدر: وكالات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.