ابتدأت الفوضى الخلاقة في الدول العربية بحجة ان امريكا تريد نشر الحرية والديمقراطية ضد الانظمة العربية المتواجدة ، ولكن الحقيقة تختلف تماما عن هذا المنظور ، فأمريكا هدفها ارساء الفوضى الخلاقة وهو مصطلح سياسي معقد ، وهو عبارة عن تكوين حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الاحداث نتيجة قيام اشخاص معينة بدون الكشف عن هويتهم من اجل تعديل الامور لصالحهم ، وأمريكا نجحت في خلق هذا المفهوم في الدول العربية من خلال ادارة امريكية وبأهداف صهيونية وبقواعد وبروتوكولات صهيونية .

فالإدارة الامريكية استخدمت بروتوكولات  صهيونية لتحقيق اهدافها في تقسيم الشرق الاوسط الى شرق اوسط جديد ، فمثلا استخدمت البروتوكول الذي ينص " نحن اليهود لسنا إلا اسياد العالم ومفسديه ، ومحركي الفتن وجلاديه " كما قاله الدكتور اوسكار ليفي (1867 - 1946 ) في مقدمة كتاب بروتوكولات صهيونية ، استخدمته امريكا لنشر الفوضى الخلاقة ودعم ثورة العميان لتخريب البلاد ومن ثم تتبعه حكم الغوغاء والذي يؤدي الى الفوضى والاستبداد وإفشاء المؤامرات لإضعاف حكام العرب ليعلنوا بعدها بعدم قدرتهم على مواجهة شعوبهم رسميا وينقلوا سلطتهم الى سلطة امريكية حتى  يظلوا على كراسيهم وممالكهم فيضطر حكام العرب الى الموافقة لنشر تلك الفوضى الخلاقة بأموال عربية لذا ظهرت الاحزاب المختلفة داعش والنصرة والقاعدة وغيرها من المسميات المختلفة ولكن بهدف واحد زعزعة البلاد وتحويل البلاد الى حدود دماء وإضعافها ومن ثم تقسيمها .

نجحت امريكا بخلق تلك السياسة عن طريق خلق ثورات طائفية ومذهبية ودينية او باستخدام دولة اخرى كالفزاعة لتشن حربا على غيرها ، مثل ما حدث في العراق نشأت حربا بينها وبين ايران حتى ضعف الجيش العراقي ودخلت امريكا بحجة نشر الديمقراطية والحرية فقتلت صدام وأفشت النزاعات المذهبية بين سني وشيعي وخلقت صراعات طائفية بين السنة والأكراد ، ادى الى تقسيم العراق الى سني في بغداد وشيعي في البصرة وأكراد في الشمال العراقي .

وابتدعت تلك السياسة في مصر من خلال مجموعة من الشباب بخلق فوضى بحجة الديمقراطية والحرية ،  وهذا ما تفعله الان في سوريا  تنشر الدمار والقتل ما بين داعش والجيش وحزب الله وغيرهم من الحركات  ليصب في مصلحة امريكا وتحقيق هدفها بتقسيم سوريا . وهذا ما تنوي العمل به امريكا لتقسيم السعودية  من خلال اضعاف الجيش السعودي في حربه على اليمن فعند اضعاف الجيش السعودي سيتسنى لأمريكا بتقسيم السعودية بكل يسر .
ومن طرق امريكا لنشر الفوضى الخلاقة هو دعمها للإعلام الذي يساعد في نشر تلك السياسة من خلال اقناع الشباب ان هناك ديمقراطية ستغير البلاد فتستورد الشباب وتبرمجهم هلى هواها من خلال مشاريع حقوق الانسان ومناهضة التعذيب وضد العنف وإرجاء برامج لخلق جيل جديد يتكيف على اجندات امريكا .

ناهيك عن قدرة امريكا بإضعاف الانظمة العربية من خلال اقتصادها من خلال شراء براميل النفط بأسعار منخفضة جدا وذلك يؤدي اضعاف الاقتصاد المحلي ومن ثم رفع اقتصاد امريكا ورفع قيمة الدولار الامريكي كل ذلك عن طريق نشر الفوضى الخلاقة الفكرية والسياسة والاقتصادية ، والتي نجحت بخلقها من خلال انقسام الشعوب الى طوائف وفرق وأحزاب وطوائف وحركات وائتلافات ولجان شبابية غير واعية ،لاستكمال التقسيم الجديد وتحقيق ارض الميعاد لبني اسرائيل .
علينا ان لا نصدق كلمات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لان الديمقراطية ستكون فخا ستنصبه امريكا للدول العربية للوقوع في شباك الفوضى الخلاقة ..

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.