بعد مضي 29 عاما على إزالته، أعيد تمثال الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، إلى مكانه الأصلي في قلب العاصمة التونسية يوم الاثنين 23 مايو/أيار.

ويظهر في التمثال مؤسس الجمهورية التونسية الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، ممتطيا صهوة جواده وملوحا بيده، وهي حركة يتميز بها بورقيبة عند إلقائه التحية. ونصب التمثال على هيكل رخامي أقيم قبالة مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة.

التمثال يعود بعد 29 عاما من النفي

مع وصول الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، إلى السلطة في الـ7 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987، أزال التمثال بعد 4 أيام من توليه الرئاسة ، وتم نقل التمثال إلى مدينة "حلق الوادي" شمال تونس العاصمة، ووضعت سلطات الرئيس الجديد بن علي بدلا عن التمثال ساعة كبيرة أصبحت رمزا مميزا للعاصمة تونس.

وفي 20 مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، أنه قرر إعادة التمثال إلى مكانه الأصلي، بعد 29 عاما.

قصة التمثال

حول قصة تمثال بورقيبة المثير للجدل في الأوساط التونسية، يقول بعض الباحثين والمؤرخين أن تاريخ نحت هذا التمثال يعود لسنة 1982 بطلب شخصي من الرئيس الحبيب بورقيبة، حيث قام بنحته الرسام والنحات التونسي زبير التركي.

ويعتبر بعض الباحثين أن تمثال بورقيبة يؤرخ لحقبة تاريخية هامة، وهي تاريخ عيد النصر في الأول من يونيو/تموز 1955، عندما عاد بورقيبة من فرنسا بعد نجاح المفاوضات حول نيل الاستقلال ومنح السيادة الداخلية لتونس، وجال بورقيبة على صهوة حصانه في العاصمة ملوحا بيده للجماهير التي كانت في استقباله كمنتصر على الاستعمار الفرنسي
ويستحضر بعض المؤرخين التونسيين في تلك الفترة، أن الحبيب بورقيبة ( 1903 - 2000) كان مصرا على وضع تمثاله قبالة تمثال المفكر والعلامة الفيلسوف الشهير ابن خلدون (1332 - 1406)، في ربط معنوي لمسيرة الإصلاح الاجتماعي التي بدأها ابن خلدون في كتاباته آنذاك وواصلها بورقيبة في إطار بناء الدولة التونسية الحديثة.

التمثال مثير للجدل

وكان الرئيس التونسي الحالي، الباجي قائد السبسي، قد أعلن في خطاب ألقاه في ذكرى استقلال البلاد عن عودة التمثال التذكاري إلى شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، مؤكدا أن عودة التمثال إلى مكانه الأصلي يرمز إلى أن تونس تحررت وأصبحت دولة حرة مستقلة.

من جانب آخر، أثار قرار عودة تمثال بورقيبة إلى قلب العاصمة التونسية جدلا سياسيا وشعبيا، إذ يعتبر بعض السياسيين أن عودة التمثال هذه للعاصمة التي شهدت ثورة ضد بن علي أمر غير صائب بالمرة، وإته كان من الأجدى بأصحاب هذا القرار وضع تمثال يخلد أحداث 14 يناير/كانون الثاني 2011 (نجاح الثورة التونسية على زين العابدين بن علي)، كما تباينت ردود أفعال التونسيين على الشبكات الاجتماعية بين مؤيد ورافض لعودة تمثال بورقيبة مرة أخرى.

المصدر: وكالات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.