في اشد رد فعل عربي على اعلان الرئيس الاميركي ان حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لتسوية النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي، اكد الرئيس المصري والعاهل الاردني الثلاثاء ان اقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل “من الثوابت القومية التي لا يمكن التنازل عنها”.

ويأتي هذا الموقف المصري الاردني المشترك بعد ايام من من نشر صحيفة هآرتس الاسرائيلية الاحد معلومات عن لقاء سري جمع قبل نحو سنة وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس المصري والعاهل الاردني، وهي معلومات اكدها مسؤول اميركي سابق ولم تنفها عمان او القاهرة.

واكد بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب لقاء عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء في القاهرة، ان المباحثات تطرقت الى “بحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها”.

واضاف البيان ان السيسي وعبد الله بحثا “سبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة مع تولى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة”.

-حل الدولتين الحل الوحيد-

وفي عمان، اصدر الديوان الملكي بيانا اكد فيه ان الرئيس المصري والعاهل الاردني أكدا “ضرورة ان تقود الجهود المستهدفة تحريك عملية السلام إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفق حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع″.

واضاف البيان انهما شددا “في هذا السياق، على أن أية طروحات لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها”.

وتابع البيان انه “بالنسبة للقدس، تم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس وعدم المساس به، لما سيكون له من انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة”.

وقال البيان ان العاهل الاردني “شدد على استمرار المملكة، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، بممارسة دورها، وفي مختلف المحافل، لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وتثبيت أهلها، وبما يحافظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها”.

وأثارت تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء الماضي التي قال فيها إن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حماسة التيار اليميني في اسرائيل وحفيظة الفلسطينيين.

وادلى ترامب بهذه التصريحات خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤكدا انه أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام متمايزا بذلك عن عن جميع الرؤساء الاميركيين السابقين الذين دافعوا على الدوام عن حل الدولتين.

وجاء لقاء السيسي وعبد الله الثاني قبل اسابيع من القمة العربية السنوية المقرر عقدها في الاردن نهاية اذار/مارس المقبل.

واكد البيان الرئاسي المصري ايضا انه “في إطار الإعداد للقمة العربية”، اعرب الرئيس المصري عن “تطلعه للمشاركة في القمة مؤكداً ثقته في نجاح المملكة في استضافة هذا الحدث الهام وفي خروج القمة بقرارات ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية”.

واشار بيان الرئاسة المصرية الى اتفاق السيسي وعبد الله الثاني على “أهمية دعم الجامعة العربية، لاسيما وأنها إحدى أهم آليات العمل الجماعى العربى، سعياً لتوحيد مواقف الدول العربية والتصدي للمخاطر التي تواجهها في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة”.

وشدد بيان الديوان الملكي الاردني على “اهمية” انعقاد القمة العربية المقبلة “في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات، ما يستوجب تعزيز ومأسسة العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف لضمان التوصل لحلول سياسية لها”.

كما اكد البيان الرئاسي المصري “توافق رؤى البلدين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية” مشيرا الى ان المحادثات تناولت الاوضاع في سوريا والعراق وليبيا اضافة الى العلاقات الثنائية ومكافحة الارهاب.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.