توصلت حركة "فتح" وفصائل فلسطينية إسلامية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، مساء، الأحد 26 فبراير/شباط، إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار.

وأوفدت القوى الفلسطينية مندوبين من قبلها الى كل من قيادتي فتح في حي البركسات والمجموعات المتشددة في حي الصفصاف لتثبيت وقف اطلاق النار، قبل استكمال الخطوة التالية بسحب المسلحين.

وأوضحت صحيفة "الديار" اللبنانية أن الاتفاقعلى وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة تضمن إقفال مدارس المخيم غدا بانتظار عودة الحياة إلى طبيعتها.

حماس تتوسط بين فتح ومسلحين اسلاميين لوقف الاشتباكات المستمرة في عين الحلوة

واندلعت اشتباكات عنيفة، في وقت سابق من الأحد، بين مسلحين من حركة "فتح" وآخرين من فصائل إسلامية، داخل مخيم عين الحلوة.

وأفادت وكالة "سبوتنيك"، نقلا عن موفدها من موقع الاحداث، بأن المواجهات بالأسلحة الرشاشة والصاروخية استؤنفت منذ ظهيرة يوم الأحد، مشيرة إلى أن صوت دوي القذائف الصاروخية وصل إلى مدينة صيدا.

وقال مصدر ميداني بالمخيم في حديث للوكالة إن الجيش اللبناني فرض تدابير استثنائية في محيط هذا المخيم الفلسطيني، الذي هو الأكبر في لبنان، حيث يقيم فيه حوالي 85 ألف شخص، موضحا أنه أقفل أحد مداخله من الجهة التي تدور فيها الاشتباكات، لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، خصوصا بعد تسجيل انتشار ملحوظ لعدد من القناصة.

وأضاف المصدر أن حركة نزوح كثيفة للمدنيين سجلت من داخل عين الحلوة إلى مدينة صيدا، فيما تم الإبلاغ عن وقوع إصابات في صفوف الأهالي، لافتا إلى أن الاشتباكات الحالية تعد من بين المواجهات الأكثر عنفا التي يشهدها المخيم في الفترة الأخيرة.

"حماس" تدعو إلى وقف الاشتباكات وتجري اتصالات مع الفصائل الإسلامية

وعلى خلفية هذه الأحداث، دعت حركة "حماس" إلى وقف الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة، مؤكدة أنها تجري اتصالات لهذا الغرض مع باقي الفصائل الفلسطينية.

وقالت قيادة حركة "حماس" في لبنان، في بيان صحفي، إنها "تجري اتصالات مع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية ومع الجهات اللبنانية المعنية من أجل وقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة فوراً".

ودعت حماس إلى "سحب المسلحين من الشوارع ووقف إطلاق النار فورا"، معتبرة أن "هذه الاشتباكات العبثية لا تخدم إلا العدو الصهيوني وتسيء إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين التي هي جوهر القضية الفلسطينية".

وشددت الحركة على "تمسكها بالمبادرة الفلسطينية الموحدة والعمل الفلسطيني المشترك"، مطالبة بـ"إعادة تشكيل اللجنة الأمنية العليا والقوة الأمنية المشتركة، بما يحفظ الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة".

"فتح": لن يُسمح للجماعات المتطرفة بالتمادي بأي شكل

بدوره، قال المسؤول العسكري في حركة "فتح"، العميد محمود عيسى، الملقب بـ"اللينو"، إنه لن يُسمح لـ"الجماعات المتطرفة" بالتمادي بأي شكل، مشددا على ضرورة وضع حد لهذه المجموعات.

ونقلت قناة "الجديد" التلفزيونية عن العميد عيسى: "إن الدعوة إلى تكرار تجربة نهر البارد لن نرضاها، ونحن حريصون على أمن لبنان واستقراره".

وجاء هذا التصريح في إِشارة إلى تحوّل مخيم نهر البارد، في شمال لبنان، إلى بؤرة استقطاب للمجموعات الإسلامية المتشددة، التي خاضت قتالا عنيفا، استمر أسابيع، مع الجيش اللبناني، في العام 2007، قبل أن يتمكن الأخير من حسم الموقف لصالحه.

وتأتي اشتباكات اليوم بعد فترة هدوء نسبي شهده المخيم الفلسطيني الواقع عند تخوم مدينة صيدا، غداة مواجهات اندلعت أمس، السبت.

وكان التوتر عاد بشكل مفاجئ إلى عين الحلوة، حيث سجل يوم الخميس الماضي انفجار قنبلة يدوية، تزامنا مع زيارة رسمية قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، حيث التقى رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.

واحتل الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية حيّزا مهما في المحادثات التي أجراها عباس مع المسؤولين اللبنانيين.

وقد شهد المخيم، في وقت سابق، سلسلة من محاولات اغتيال مسؤولين أمنيين فلسطينيين نفذها عناصر من تنظيم "جند الشام" الذي يسعى إلى السيطرة على المخيم بدلا من حركة "فتح".

وتشهد الأوضاع في "عين الحلوة"، الذي يختبئ فيه، حسب معلومات المخابرات اللبنانية، عناصر من خلايا محلية لتنظيم "داعش"، تشهد تصعيدا في حدة توترها، لا سيما بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت في المخيم مؤخرا.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.