لم يكن المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته حزبا مناطقيا أو شلليا ، كما لم يكن وجوده مرتبطا بقيادة معينة ، وانما حزبا شعبيا انشئ على الديمقراطية ومضى طيلة مسيرته الوطنية يعزز هذا النهج في مفاهيمه ومبادئه التنظيمية العامة وعلى الواقع التنظيمي بشكل عام، هكذا ارادته الجماهير وهكذا اختط الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح طريق المؤتمر..
المؤتمر رغم الضربات القاسية والمؤامرات التي تعرض لها منذ العام 2011م وخاصة بعد رحيل الشهيد الزعيم القائد المؤسس علي عبدالله صالح ورفيقه المناضل عارف الزوكا رحمة الله عليهما في نهاية العام 2017م - بقي شامخا ثابتا على مبادئه محروسا بعناية الله وحكمة قيادته التي رفضت الانزواء والابتعاد عن تحمل مسئولياته واصرت على حماية تنظيمنا الرائد ..؛ والاستمرار في تأدية مهامها الوطنية والتنظيمية رغم الجرح والألم..
لقد اعادت القيادة التنظيمية الشرعية ممثلة بالشيخ صادق أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام ورفاقه ترتيب أوراق المؤتمر وإعادة الروح إلى جسده بكل الصدق والمسئولية ، من منطلق أن المؤتمر ولد كبيرا ومضى كبيرا وسيستمر كبيرا ولن تؤثر فيه كل صور واشكال التآمر التي لا تزال تتواصل منذ ثمان سنوات مضت!!
المؤتمر هويته وطنية محضة، وهذا ما يميزه عن سائر المكونات السياسية الأخرى وخاصة صاحبة الفكر الايدولوجي والعقائدي الضيق او تلك التي تشكل امتدادا لتنظيمات اقليمية او خارجية عموما، وهي المكونات التي تشن حملة شعواء على المؤتمر وقياداته وتستهدف تفتيته وتجزئته والوصول إلى اجتثاثه كونه التنظيم الجماهيري الوحيد الذي يشكل لها خطرا وبوجوده لم ولن تتمكن من المضي صوب تحقيق اهدافها ومشاريعها الصغيرة.!!
هذه هي الحقيقة التي تخشى تلك المكونات من الاعتراف بها أمام الشعب ونراها تلجأ إلى اساليب المكر والخداع التي تعتاش عليها للنيل من المؤتمر واستهداف قاعدته الجماهيرية الواسعة وبالتالي الوصول لأهدافها ، التي لم ولن تصل إليها ما دام المؤتمر موجود ونحن موجودين.
علي عبدالله صالح هو القائد المؤسس الذي انشأ تنظيما ليبقى وليس ليموت وينتهي.. وعلي عبدالله صالح هو المعلم الذي اخرج الآلاف من القيادات المؤتمرية وارسى معالم واضحة للمؤتمر ليتولوا قيادته في كل الظروف والمراحل .. وإن رحل علي عبدالله صالح فتلك القيادات ما زالت موجودة وهي من ستقود المؤتمر في المرحلة المقبلة وتعيده إلى ما كان عليه واقوى واشد بإذن الله، فلا تعتقد تلك القوى المتآمرة بأنه باستشهاده تخلصت من المؤتمر وكتبت نهايته.. وإن اعتقدت ذلك فهي لا تجيد السياسة ولا قراءة الواقع السياسي بشكل عام!!
ولا شك بأن المؤتمر الشعبي العام وهو مقدم على عقد دورته الإعتيادية للجنة الدائمة في ظل هذه المرحلة العصيبة من عمر الوطن والمؤتمر على حدٍ سواء يؤكد بأنه التنظيم الجماهيري الذي يستمد قوته وديمومته من جماهيره العريضة التي ظلت وستبقى وفية لمبادئ مؤتمرنا الشعبي العام وقائده المؤسس وكل قيادته..
نعم .. تمثل هذه الدورة ضرورة ملحة يفرضها الواقع الراهن للمؤتمر ، لاسيما وانها تأتي عقب تفعيل الهيئات المؤتمرية منذ أكثر من عام ، وكبداية حقيقية نحو تعزيز العمل التنظيمي ، وترجمة طموحات المؤتمريين..
ولا نبالغ عندما نقول إن المؤتمر تنظيم جماهيري شعبي لم ولن يموت ولن يتم القفز عليه او تجاهله الآن وفي المستقبل ، ويمثل قارب نجاة لما يمر به الوطن كونه الجامع لكل اليمنيين .. والتنظيم الذي يحمل فكرا وسطيا شاملا يحوي الحلول والمعالجات لكل الاشكالات التي تواجهنا ارضاً وشعباً..
وسيتم عكس وترجمة هذه الحقيقة التاريخية التي لا يمكن التشكيك بها بما ستحققه إعتيادية الدائمة الرئيسية من نجاح وما تعكسه من وحدة وتماسك المؤتمر كرد على كل مشاريع التمزيق والتشظي التي لم ولن تنتهي من قاموس صناع المؤامرات وتجار الحروب ومشعلي الحرائق ومثيري الفتن..
هذا هو المؤتمر.. الذي سينعكس بوضوح في هذا الاجتماع التاريخي ..؛ وعلى كل المتآمرين أن يفهموا ويعوا أن المؤتمر هنا وسيبقى هنا بقيادته ومضامينه ومبادئه ..؛ وقيمه الحية التي لم ولن تموت.
سنبقى على مبادئنا التي زرعها فينا الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ، و سنبقى اوفياء لقيم وانظمة حزبنا العريق المدنية التقدمية ، وسندافع ماحيينا عن سيادة و وحدة و استقرار الجمهورية اليمنية.
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام