إن قضية المعلومات من أهم قضايا العصر الذي نعيشه والتي تتزايد مع مرور الأيام والسنون حتى أطلق عليها البعض ثورة المعلومات ، وقد أصبح نجاح أي مؤسسة على ما تمتلكه من معلومات.
ومن الملاحظ أن نمو المعلومات وتطورها زادت بصورة ضخمة نتيجة الأبحاث المتطورة فالمعلومات تنمو بنمو العلم والبحث والدراسة وتتجدد بتجدد الكشف والاختراع ، وقد ساعد تطور التقنية والاستخدام المتزايد للإنترنت على تحويل المكتبات التقليدية إلى مراكز للمعلومات. كما أن الاستخدام الفعال للتقنيات الرقمية وزيادة فرص الحصول على الموارد والخدمات الرقمية جعل مؤسسات التعليم العالي أكثر كفاءة وإنتاجية وتنافسية.
إلا انه وعلى مدى السنوات الماضية ظلت جامعة صنعاء تفتقر لمكتبة رقمية متخصصة تلبي احتياجات الطالب وتمده بكل جديد،إلا ان بارقة الأمل لاحت في الأفق في ظل إصرار المتميزين لتجاوز العقبات والصعاب وتحويل الحلم حقيقة. وهذا ما قامت به المهندسة غادة الأسدي، معيدة في كلية الهندسة بجامعة صنعاء والتي إستطاعت تحويل فكرتها الى واقع من خلال تنفيذها لأول مكتبة رقمية في كلية الهندسة، ويسر "الإعلامي التقدمي" أن يجري معها هذا الحوار لكي تطلع القارئ الكريم على خطوات هذا الانجاز الفريد الذي قامت به.
# المهندسة غادة الأسدي نرحب فيك في موقع " مركز الإعلام التقدمي" ، وهل لك أن تعطي القارئ الكريم نبذة تعريفية عنك؟!
-- غادة محمد الأسدي، عمري ٢٦ عام، مهندسة كهرباء بتخصص في الإتصالات والإلكترونيات ووزيرة الإتصالات وتنقنية المعلومات في حكومة شباب اليمن، تخرجت من كلية الهندسة بجامعة صنعاء الأولى على دفعتي، وعملت كمعيدة في الكلية في قسمي هندسة الكهرباء وهندسة الميكاترونكس، وكذلك في أعمال أخرى كبرمجة وتصميم وإدارة الموقع الإلكتروني الرسمي للكلية وعضوية لجنة التعاون المشترك بين الكلية والمعهد العام للإتصالات، وأخيراً الإشراف على تنفيذ مشروع المكتبة الإلكترونية بالكلية.
# هل ممكن تبيني لنا متى تولدت لديك الفكرة الأولى لإنشاء المكتبة، وما هو دورك في اطلاق المكتبة الالكترونية بكلية الهندسة جامعة صنعاء ؟
-- فكرة المكتبة الإلكترونية ليست جديدة ولطالما راودت الكثير من الأكاديميين في الكلية منذ سنوات طويلة ولكن لم يبادر أحد بإعداد دراسة واقعية ومتكاملة لإنشائها وتنفيذها، وفي كلمة وزير الإتصالات وتقنية المعلومات المهندس مسفر النمير في ورشة عمل أقيمت العام الماضي في الكلية أبدى إستعداده بدعم الكلية لإنشاء مكتبة إلكترونية و رحبت عمادة الكلية بهذا العرض الذي جعل تحقيق هذا الحلم ممكن في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها بلادنا، وقمت بعدها مباشرة بإعداد دراسة فنية شاملة لجميع التفاصيل والخطوات والتجهيزات اللازمة لتنفيذ المشروع، وبعد تقديم الدراسة لوزير الإتصالات و توجيهه بتقديم الدعم المالي اللازم بدأت مرحلة التنفيذ وكلفت بالإشراف عليها بجميع مراحلها وساهم في ذلك بعض منتسبي الكلية من المهندسين والفنيين والاساتذة كلاً بحسب خبرته ومجاله بمتابعة متواصلة وجهود كبيرة من عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد البخيتي.
# يا ترى ما هي الأهمية التي تمثلها المكتبة الالكترونية، لطالب كلية الهندسة بجامعة صنعاء؟
المكتبة الإلكترونية مشروع متكامل يضم ٣١ جهاز كمبيوتر من أحدث الأجهزة، ومنظومة تحكم وإدارة وربط تشمل سيرفر بمواصفات عالية من أجود النوعيات و سويتشات وراوترات عالية السرعة والكفاءة لربط أجهزة الممبيوتر وإدارة الشبكة بأكملها، وتم تزويد الشبكة بخط إنترنت عالي السرعة وبالاصدار الجديد من عناوين الانترنت IPv6 والتي لم تطبق في الجمهورية اليمنية بعد و بهذا أصبحت شبكة المكتبة تمتلك أحدث المواصفات الفنية والتقنية بكل معنى الكلمة، بالإضافة إلى منظومة طاقة شمسية بقدرة عالية لتغطية كافة تجهيزات المكتبة بالطاقة الكهربائية اللازمة، وشبكة نظام مراقبة أمني من ٩ كاميرات بجودة عالية. أخيراً تم ربط شبكة المكتبة الداخلية ببرامج عالمية عن طريق توقيع عقود رسمية معها تتيح لرواد المكتبة الدخول الكامل والمجاني عبر أي جهاز ممبيوتر في المكتبة للعشرات من دور النشر التابعة لجامعات عالمية ككامبردج وأكسفورد وغيرها من الجامعات والمراكز البحثية المشهورة، و تضم دور النشر الالاف من الكتب والمراجع والمجلات العلمية التي يكلف الإشتراك السنوي في الواحدة منها مبالغ كبيرة. بهذا تم فتح الباب لطلاب كلية الهندسة وباحثيها على ثروة علمية ضخمة تمكنهم من الحصول على المعلومات من أدق وأحدث مصادرها مما يمكنهم من إنتاج أبحاث علمية راقية تخدم الوطن وترتقي بمستواه العلمي لنواكب النهضة العلمية والتكنولوجية العالمية المتسارعة. وكل هذا بإجراءات قانونية رسمية تجعل من جميع هذه المصادر مصرحة للإستخدام والتحميل لرواد المكتبة وليس عن طريق مراجع تم تحميلها من شبكة الانترنت بطرق غير قانونية كما يتم في بعض الجامعات المحلية تحت إسم( مكتبة إلكترونية) لهذا إعتبرنا مكتبتنا الإلكترونية أول مكتبة إلكترونية حقيقية رسمية في اليمن.
# من المعلوم أنه لا يمكن للفرد النجاح الا اذا وجد تعاون وتشجيع يعزز من ثقته ويدعمه معنوياً .. ياترى من كان له السبق في ذلك؟!
-- على الصعيد العام حظيت بدعم وتشجيع وإهتمام دائم من والدي ووالدتي، وبالنسبة لمشروع المكتبة كان لتعاون ودعم وتشجيع وثقة عميد الكلية الدور الأكبر في تمكني من المساهمة في تحقيق هذا الإنجاز بنجاح.
# ماهي النصيحة للطلاب والطالبات التي تقدميها لهم، للإستفادة من هذه المكتبة النوعية؟
-- المكتبة توفر البحث العام في أياً من المواضيع الهندسية والإستفادة منها مؤكده لكن أنصح طلاب وطالبات الكلية وخصوصاً الباحثين بمتابعة المواضيع العلمية الجديدة في تخصصاتهم بصورة مستمرة ليتمكنو من مواكبة المسار العالمي فيها ويصبحوا جزءاً منه ليتمكنو من تكوين فكره واضحة عن توجهاتهم البحثية ليركزوا عليها عند إستخدامهم للمكتبة ويحققو فيها نتائج ملموسة. فالكثير من الطلاب والطالبات غالباً يحتار عند عمل مشروع أو بحث في تحديد مايبحث عنه ويريد الوصول إليه بالتالي يكون الإلمام المسبق بمحاور تخصصه والتفريق بينها خطوة مهمه في تحديد مساره البحثي.
# كلمة أخيره تقدمها المهندسة غادة:
أشكر كل من ساهم في إنجاح المشروع وأتمنى أن يستمر دعمه من الجهات الراعية بل وتوسعته مستقبلاً، وأتطلع لأن تساهم هذه الخطوة في رفع الوعي العام بأهمية البحث العلمي والإهتمام به بشكل عام في بلادنا.