تقوم فكرة الربع ببرنامجه "عاكس خط" على تقليد ركيك لطريقة المبدع باسم يوسف في برامجه الكوميدية السياسية التى نالت شهرة واسعة بعد 2011، خصوصاً في مواجهته للإخوان أيام مرسي ثم بدء مواجهته للسيسي التى انتهت سريعاً وتوقف مؤخراً بعد أن أصبح يوسف نجماً لامعاً ومؤثراً دولياً.
ليس ثمة مشكلة في نقد الربع لهادي فهكذا هي حرية الرأي والإعلام في البلدان المتقدمة وقد يكون أغلب ما قاله عن هادي صحيحاً، لكن المشكلة بأنه كلام حق يراد به باطل.
نقد الربع لهادي، ليس رأيا يُحترم مهما كان صحة أو خطئه وحرية إعلام مستقل، فهو أده إخوانية لخدمه أهداف الجماعة والمشكلة الأكبر بأن الأخوان "يرعوا مع الراعي ويأكلوا مع الذئاب"، فالربع موظف بالتوجيه المعنوي لهادي كإحدى انتصارات الإخوان بالسيطرة على الشرعية وارهاقها بالوظائف لأعضائهم بطريقة وضع "الأشخاص الخطأ في الاماكن الخطأ"، وهذا أحد أسباب إعاقة الشرعية وعدم قدرتها على القيام بمسؤليتها، ليس بسبب التحالف وإنما لأن لا موظفين جديرين بمهامهم من الرئاسة حتى الجيش.
وللأمانة فليس موظفو الأخوان وحدهم غير مؤهلين ومجرد عبء وإرهاق للشرعية واستغلال رخيص واستنزاف خبيث للتحالف، ولكن لهم نصيب الاسد بالشرعية وحتى من المؤتمر واليسار نفس الأمر.
لن يجرؤ الربع والإخوان على محاربى هذا الفساد والعبث والعجز والفوضى والذي يدفع التحالف مليارات على مؤسسات شكلية متخمة بالوزراء والوكلاء ومدراء العموم والموظفين، وجيش عبارة عن كشوف واعتمادات وراتب فقط، ولا أحد يقوم بأدنى ما يمكن مما هو واجب عليه، ولا أحد ينجح بأبسط مهاهمه، بل الكل يفتعل مشاكل أخرى ويفتح معارك جانبية.
وبالتالي فالنقد لهادي ليس مواجهة الأخطاء كموقف وطني وإنما ابتزاز هادي وترويضه أكثر ليكون أداة طيعة بيدهم وينفذ لهم كل رغباتهم وليفتح لهم المجال لوظائف جديدة تعيق الشرعية أكثر وتستنزف التحالف.
*المقال منقول عن نيوز يمن