لا خلاف.. الحوثيون سيئون لدرجة لا تُطاق. لكن ماذا عنكم أنتم، كبدائل مفترضة للموت والخراب والقهر والاستلاب والهمجية الكهنوتية المسلحة؟!
ليس مطلوباً أن تكونوا ملائكة، ولا مشكلة في أن تكونوا سيئين بدرجة مقبولة تصب في صالحكم، بمعيار أن السياسة هي عملية مفاضلة بين بدائل سيئة.
من حيث المبدأ: الحوثيون حركة إسلام سياسي مسلح، تسخّر كل جهودها وإمكاناتها لخدمة أيديولوجيتها الشمولية، ونموذجها الثيوقراطي للنظام السياسي.
أنتم كذلك بالضبط، نظرياً، أما عملياً، فتكشفه المقارنة، على الأقل بين وضع الجزء الذي تسيطرون عليه من مدينة تعز، ووضع الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون في الحوبان.
هناك فرق.. هم يحاولون تحويل العصابة إلى دولة، وأنتم قمتم بتحويل ما يُفترض أنه الدولة إلى عصابة.
للتفصيل: هم ينهبون المال العام.. وفي المقابل يوفرون الأمن في الشوارع العامة.
أنتم تسرقون فقط.. تتهافتون على الغنائم والمصالح والوظائف والمناصب.. وتتهربون من الالتزامات والمسئوليات والواجبات.
أصبحتم دولة الواقع، ومع ذلك تحمّلون دولة المنفى مسئولية حتى تراكم النفايات في الشوارع.
أصبحتم الجيش.. ومع ذلك لا تعبأون بقناص حوثي يحصد أرواح الأطفال كل يوم.
أصبحتم الأمن.. ورغم ذلك تحمّلون المحافظ الطريد "مسئولية الانفلات الأمني".
بالمناسبة هذا هو المحافظ الثالث، الذي رفض أن يكون مجرد واقٍ ذكري لنزواتكم الزنيمة.
رحل مضطراً، كسابقيه، أمام حالتكم المستعصية من الازدواجية والانفصام.
أليس من المفارقة الهازلة:
- أن تطردوه من المدينة، وتنتقدوا إقامته بعيداً عن المحافظة!
- أن تجردوه من أدواته ومهامه، وتطالبوه "بتحمل وأداء مسؤولياته القانونية والأخلاقية".!
- أن تطنشوا كلامه، وتنتقدوا "صمته غير المفهوم".!
- أن تشكلوا ميليشيات، وتطالبوه بالوقوف في وجه المليشيات الأخرى!
- أن تكونوا سلطة أمر واقع، وتتحدثوا عن دولة النظام والقانون..!
- أن تتحدثوا باسم الشرعية، وتتصرفوا بحكم الانقلاب..!
إجمالاً: ما الذي فعله الانقلاب الحوثي، ولم تفعلوا أسوأ منه باسم الشرعية والدولة والمدنية والتحرير؟!
لا شيء.. للأسف أو للسخرية التي تعيد للأذهان طرفة "النباش" الابن الذي أضاف إلى رذيلة سرقة الأكفان، إهانة أجساد الموتى، ما جعل الناس يثنون على أبيه.
الحوثيون لهم وجه بغيض واحد، وأنتم لكم عشرات الوجوه، ومئات الجيوب، وآلاف الأرصدة والحيل والأعذار والعاهات والمتاهات.
نقلاً عن #نيوز_يمن