الإخوان من تركيا إلى مصر إلى اليمن إلى ليبيا إلى كل خزق بهذا العالم، كلهم يعيشون بوهم العظمة لا يرون بهذا العالم إلا أنفسهم.. هم الشعب والبقية مجرد خونة.. هم الحق والنهج الصحيح والباقي في ضلال وجهل.. هم وكلاء الله في الأرض وهذا العالم بوسعه يجب أن يخضع لإرادتهم ويكون تحت إدارتهم.
سقطوا بسبب هذا الداء، داء العظمة، كما سقط كل دكتاتور كان يعتقد نفسه فوق السقوط وفوق الوطن وفوق الشعب.
حتى النموذج الأرقى من هذه الجماعة سقط للمرة الأولى في اسطنبول بانتخابات ديمقراطية ولم يعترفوا بالهزيمة، فقرر سلطانهم أن يعيد الكرة مرة أخرى لأن النتيجة لم تعجبه، فأعاد الانتخابات وكانت النتيجة المرة الثانية مخزية لهم، والسقوط كان مدوياً هذه المرة!
خرج الشعب المصري بثورة عظيمة ولم يستطع الدكتاتور الوقوف بوجهه، فسقط الدكتاتور وانتصر الشعب. حينها استغلت هذه الجماعة الفراغ وقفزت إلى الواجهة. أطلقت في بداية الأمر وعوداً بأنها ستكون ضمن مكونات الثورة بمرشح توافقي، ولكن الجشع، جشع الجماعة ونهمها إلى السلطة، كان أكبر من أن تتوافق مع عامة الشعب. فأصبح الثوار في نظر الجماعة خونة والعسكر هم الثوار الحقيقيين، لتظهر بعد ذاك السيسي كبطل قومي على حساب الثوار، فانقلب السحر على الساحر وحدث ما حدث وذهبت تضحيات الشعب أدراج الرياح بسبب جشع هذه الجماعة!
أما في اليمن خرجت الجماعة من الساحة قبل سقوط الدكتاتور، وذهبت خلسة لتأكل الثمرة قبل نضوجها، فتقاسمت السلطة مع عدو الثورة وتركت الثوار وأهدافهم النبيلة. ظفرت حينها برئيس ضعيف، اختطفته وحكمت اليمن، لتقوده من انهيار إلى آخر. كان كل هدفها وطموحها هي السلطة، فأخونت الوزارات والمناصب والدوائر وأصبحت الدولة تتحدث بلسان الإخوان ومن لم يؤمن بهم أسقطوه من منصبه. هكذا سارت الأمور إلى أن أصبحت الدولة مجرد مناصب وهمية في الفندق بمعزل عن الواقع!
كثيرة هي الأمثلة عن هذه العقلية المتحجرة والشرهة للحكم، هي تريد أن تحكم بأي ثمن حتى وإن تطلب الامر أن تقيم سلطتها على أجساد الشعب أن لم يعترف بها!
*نقلاً عن موقع #نيوز_يمن