قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير لمجلس الأمن الدولي، الجمعة 26 يوليو/تموز 2019، إن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن قتل أو أصاب 729 طفلا خلال 2018، فيما يمثل نحو نصف إجمالي عدد الضحايا من الأطفال.

و ذكر غوتيريش في التقرير الذي أدرج التحالف ضمن قائمة سوداء للعام الثالث أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا أو جُرحوا العام الماضي على يد القوات الإسرائيلية بشكل أساسي كان الأعلى منذ 2014 على الرغم من عدم إدراج أي طرف في القائمة السوداء في ملحق التقرير السنوي الخاص بالأطفال في الصراعات المسلحة.

و لا يفرض التقرير اجراءات ضد الأطراف التي يتم إدراجها في القائمة السوداء، و لكنه يفضح أطراف الصراع على أمل دفعها لتنفيذ إجراءات لحماية الأطفال.

و يعد التقرير محل جدال منذ فترة طويلة حيث يقول دبلوماسيون إن كلا من السعودية و إسرائيل مارست ضغوطا في السنوات الأخيرة في محاولة لعدم إدراجها في القائمة السوداء.



و في عام 2015 استبعدت الأمم المتحدة إسرائيل و حركة حماس من القائمة السوداء بعد ضمهما في مسودة أعدت في وقت سابق، لكن انتقدت إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في 2014.

و نفت إسرائيل الضغط على بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت بشأن هذه القضية.

و قال عبد الله المعلمي سفير السعودية بالأمم المتحدة إن التقرير يعترف بالخطوات التي اتخذها التحالف لحماية الأطفال.

و أشار إلى أن “حياة جميع الأطفال غالية”. لكنه تساءل أيضا عن مصادر التقرير و مدى دقته و وصف الأعداد بأنها “مبالغ فيها”.

و أضيف التحالف للقائمة السوداء لفترة وجيزة في 2016 ثم استبعده الأمين العام للأمم المتحدة السابق، بان جي مون، لحين إجراء مراجعة.

و اتهم بان في ذلك الوقت السعودية بممارسة ضغوط ”غير مقبولة“ و لا مبرر لها.

و قالت مصادر لـ”رويترز” إن الرياض هددت بقطع بعض تمويل الأمم المتحدة. و نفت السعودية تهديد بان.

في محاولة لوقف الجدال المحيط بالتقرير قُسمت القائمة السوداء التي أصدرها غوتيريش في 2017 إلى فئتين. الأولى تدرج أسماء الأطراف التي طبقت إجراءات لحماية الأطفال و الأخرى تضم الأطراف التي لا تفعل ذلك.

و أوردت القائمة السوداء التي قُدمت لمجلس الأمن، الجمعة، التحالف العسكري الذي تقوده السعودية و القوات الحكومية اليمنية في القائمة الأولى.

كما أوردت الحوثيين و فصيلا مؤيدا للحكومة اليمنية و قوات الحزام الأمني و تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في القائمة الثانية.

و قال تقرير الأمم المتحدة إن الحوثيين قتلوا و أصابوا 398 طفلا كما أن القوات الحكومية اليمنية مسؤولة عن سقوط 58 ضحية من الأطفال.

و قال غوتيريش في التقرير الذي أصدرته فيرجينا جامبا مبعوثة الأمم المتحدة للأطفال و الصراع المسلح، و صدر باسم غوتيريش: “أدين هذا العدد المتزايد من الضحايا من الأطفال الذي غالبا ما يكون نتيجة وقوع هجمات في مناطق ذات كثافة سكانية و ضد أهداف مدنية من بينها مدارس و مستشفيات”.

و قال التقرير إن “ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال الذي يعزى للقوات الحكومية و التحالف و استمرار المقاومة الشعبية في قتل و تشويه الأطفال أمر يبعث على القلق بشكل متزايد”.

و تحقق التقرير في العام الماضي من مقتل 59 طفلا فلسطينيا منهم 56 بيد القوات الإسرائيلية و إصابة 2756 آخرين في حين أصيب ستة أطفال إسرائيليين.

و وجد التقرير أن القوات الإسرائيلية أصابت نحو 2674 طفلا “في سياق المظاهرات و الاشتباكات و عمليات التفتيش و الاعتقال”.

و حث غوتيريش “إسرائيل على أن تطبق فورا إجراءات وقائية و حمائية لوقف الاستخدام المفرط للقوة” و “كل الأطراف الفلسطينية على الامتناع عن تشجيع مشاركة الأطفال في أعمال العنف”.

و يتم إصدار التقرير السنوي للأطفال و الصراع المسلح بناء على طلب مجلس الأمن الدولي.

و قال التقرير “ظل عدد الضحايا من الأطفال في أفغانستان أعلى عدد من نوعه في التقرير الحالي (3062) كما شكل الأطفال 28 في المئة من كل الضحايا المدنيين.

و في الجمهورية العربية السورية أدت الهجمات الجوية و البراميل المتفجرة و القنابل العنقودية إلى سقوط 1854 ضحية من الأطفال.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.