توسم جماعة الإخوان المسلمين بصفتي التقية والخبث، ففي جوهرها ومنهجها لا تعترف بالدولة أو الأوطان، ويشهد تاريخها ومنذ تأسيسها، وحيثما ارتحلت وحلّت، أنها منظمة تتبع القالب الماسوني الهرمي، كما خطط لها حسن البنا، للتغلغل في المجتمعات والمؤسسات بما يعرف اصطلاحياً بـ«الأخونة».
يؤمنون كـ«ميكافيللي» أن الغاية تبرر الوسيلة، فلا مانع من استخدام الدين كبساط يرتقون به إلى عقول الشباب، وحديثاً استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لإحكام القبضة والتهديد والوعيد لكل من يعترض على نشاطاتهم الإرهابية.
ومنذ توغلت هذه الجماعة في اليمن، خلال القرن الماضي، في عهد الإمام يحيى، بدأت فوضى تمثلت في منظومة ضخمة من الانقسامات والاغتيالات والفتنة العارمة.
ومن هناك، ومن رحم هذه البؤرة من الإرهاب المجتمعي والسياسي، خرج حزب التجمع اليمني للإصلاح، في بداية التسعينيات، على عتبة الوحدة اليمنية، وبتركيبة جهنمية وخطة التحالف مع الخصوم، والخصومة مع الحلفاء، والعمل بسياسة فرق تسد، فتحالفت مع المؤتمر الشعبي العام ثم انقلبت عليه ثم تحالفت مع ثورة الشباب اليمنية، تماهياً وتوافقاً لما حدث بمصر وتونس وليبيا.
لا نستطيع القول إن حزب التجمع اليمني للإصلاح، لم يستطع خداع الشعب اليمني بالعباءة المتلونة التي يرتديها، فقيادته مع الوطنيين وطنيون، ومع الشرعية شرعيون، ومع الحوثية حوثيون، ومع المتدينين مراجع دينية، ومع الجماعات الإرهابية الأخرى داعشيون حتى النخاع، أما الأكثر خطراً فهو أنهم مع الفاسدين، شركاء في كل الصفقات.
حملات التغطية الإعلامية والتسويقية للإصلاح، وتحت شعارات دينية ووطنية برّاقة، تجيد التهديد والوعيد من جانب، وتتفنن في قطع الوعود التي لا تنفذ، للشعب اليمني، من جانب آخر؛ ضمنت التصاق الإخوان في جدار اليمن للأبد، وبالتقية الإيرانية الخبيثة، تمكنوا من رد أي هجوم أو محاولة تفكيك لنواياهم ومخططاتهم، فبقي قيادات الإخوان المنتفعة ذاتها، مع تغيّر الحلفاء عشرات المرات، وتبدل الخصوم مثلها.
منذ ذلك الوقت، أي يوم سيطر الإخوان على الثورة اليمنية، في عام 2011، فإن النتائج الحالية تثبت تورطهم في بيع اليمن لإيران.
فالمشهد كما يعرفه الجميع، سيطرة للحوثيين على صنعاء، وعلى مناطق عدة، باستثناء الجنوب، وكذلك ومع دعم وإسناد حقيقي مُشرّف من التحالف العربي للشرعية اليمنية، بالجنود والمال والعتاد، ولكن الحال، وبسبب الإخوان فقط، بقي على ما هو عليه، والدليل أن رئيس الهيئة العليا للإصلاح، محمد عبدالله اليدومي، قال في لقاء متلفز، وعند سؤاله عن العلاقة مع الحوثيين قال: علاقتنا مع الحوثي هم يحددونها وكما يريدون..!
النتائج بعد ثلاثين عاماً من تأسيس جماعة الإخوان في اليمن، ولأنهم يعدون أنفسهم أكبر التجمعات السياسية، فإن الخراب والفوضى واحتلال صنعاء، والأوضاع الإنسانية المتردية، تقع على عاتق هذا الحزب، ولا أحد غيره، أما محاولات الطعن والتشويه وإلقاء المسؤوليات على أطراف أخرى، داخلية وخارجية فهي محض هراء.
التحالف العربي، وبدعم مطلق للشرعية اليمنية، ما زال يعمل جاداً لتخليص اليمن من ويلات الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، فدعا عدة مرات، لتوحيد الصفوف والحوار في جدة، بين الشمال والجنوب، لكن الإخوان هناك، وقفوا كشوكة في حلق هذا الحوار، بل تمادوا في التصعيد، بالتعاون مع القاعدة، على الجنوب، خدمة مدفوعة الأجر لأجندات خارجية، تنشط في تركيا وقطر وإيران.
سيكون اليمن سعيداً، مرة أخرى، حين يقتنع الشعب، بأن التخلص من الإخوان، هو الحل.
* نقلاً عن صحيفة (البيان) الإماراتية