أكثر فكرة إبداعية للشيطان -لا تزال تدمر حياة البشر وتوقع بعضهم في بعض- هي فكرة (الدولة)، التي تعني: «جغرافيا خاصة لمجتمع خاص بنظام حكم خاص».
فهي التي حولت الأرض (التي وضعها الله للأنام) إلى مجرد زواريب، يعيش في كل منها فريقٌ من الناس، يرون أنهم جنسيّة خاصة، لمجرد أنهم وجدوا أنفسهم هناك، وبالتالي يتعاملون مع غيرهم على أساس أنهم شيء مختلف، وليس لغيرهم أن يمر من دولتهم أو يعيش فيها إلا منقوص الحق.
وفي ضوء ذلك تقطّعت الروابط الإنسانية وتنكّر البشر لبعضهم، وبات الكل يحشِّد ضد الكل، والجميع يقاتل الجميع، إن لم يكن بالحديد والنار فبالكيد السياسي والاقتصادي والتضليل الديني والثقافي.
لقد جمَعَت فكرة الدولة -بمفهومها اللا إنساني هذا- بين مختلف قَذَارات العصبيات القديمة (عصبية العِرق والجغرافيا والدين والثقافة)، وأضافت إليها عصبية الأطر السياسية ومنظومات الحكم، التي صارت منصّة للصراعات وامتهان كرامة الإنسان، ووسيلة لاستبداد المتغلبين واستحواذ القَتَلة المتوحشين على خيرات الأرض وأسباب العيش الكريم!
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)