بالنسبة لي لا أقرأ ثورة ال26 من سبتمبر من زاوية تحقير ما قبل الثورة، وهي زاوية ينظر منها كثير فيحدثون جرحاً في صورة اليمني واليمن قبل الثورة وفي القيم السبتمبرية أيضاً، لأن اليمن كان قبلها شكلاً من أشكال الدولة في محيط عشائري وبدوي لم يصل لمصافي اليمن إلا بعد 48م.
وكان اليمن متفوقاً على جواره حتى قبل ثورته، بل أنظر إليها من زاوية الحضور المبكر لليمنيين وبراعتهم وقدرتهم على تحديث نضامهم السياسي بما يساير العصر ويستوعب تطور الأمم، هذه هي الزاوية التي يجب أن ينظر من خلالها ل26 من سبتمبر كيوم منح اليمنيين حقهم السياسي وفي ذات الوقت لم يسلبه حتى من الحكام قبل ذلك التاريخ.
تلك اللحظة التي استلهمها اليمنيون وأدركوا ركب العصر باكراً لم يدركها جيرانهم حتى اللحظة، وهم ما بين ناقص مواطنة أو ناقص مواطنة وهوية.
ال26 من سبتمبر ثورة كل اليمنيين، وامتلاكهم حقهم السياسي ميزة لا يدركها بعضهم كما يدركها مواطنو الجوار، وهي ميزة يفاخر بها اليمن المتآمر تاريخيا عليه من جواره إذا فاخر الجوار بثرواته.
وجوهرياً كل المشاريع التي تتصارع هي مشاريع تفرد ونفوذ وليست جمهورية بأي حال من الأحوال.
هناك من يفهم الجمهورية على أنها الانتقال من تفرد السيد إلى تفرد الشيخ أو تفرد الفندم.
لكل هؤلاء نقول الجمهورية هي جمهورية الشعب جمهورية كل منا فردا فردا، هذا ما قضت به مبادئ السادس والعشرين من سبتمبر، وسنكون ضد كل من يحاول استلابنا هذا الحق بأي صورة من الصور.
سنقاوم مسخ الجمهورية، ولن نقبل لا بجمهورية سيد، ولا بجمهورية شيخ، ولا بجمهورية فندم، ولن نسلم لحاكم إلا من نختاره نحن المواطنون.. فالجمهورية جمهورية الشعب.
أما الذين يديرون الشأن الاقتصادي مجموعة غير مؤهلة على الإطلاق، وما يمارسونه هو خطير وضرب للإتمان في مقتل، وضرب الإتمان بهذه الصورة تعريض لانهيار اقتصادي مريع. إنهم لا يعرفون طبيعة اقتصاد البلد كاقتصاد ائتماني بالدرجة الأولى، ولا يفهمون حتى طبيعة ما يقررونه ويمارسونه بأكثر من فهم زيادة جمع "زلط" ولا يدركون الآثار الاقتصادية التي تترتب على ما يقررونه ويمارسونه.
أعني ما أقول تماماً، استمرار هذا النوع من الإدارة سيوردنا لكارثة محققه وسيجد هؤلاء "المشعبين" أن الاقتصاد قد خرج من يدهم تماماً وأنهم فعلوا "فعله" ما عد تتلفلف عليهم وعلى غيرهم.
فهناك ضرائب جزافية وما يسمى ربط تقديري وغرامات أشكال وألوان، وسعر مرتفع للبترول وللغاز وللديزل، ورفع الإنترنت وجمركة المجمرك، وغرامات متعددة المسميات، وتحاصيل في كل زاية، وجبايات ما أنزل الله بها من سلطان، وزكاة خبط عشوائي، وجبايات من كل شكل ولون، ورسوم مختلفة، ونهب التجار العملة الجديدة، وعاد البرلمان يناقش فرض جبايات جديدة.
لا يجد من يراقب الوضع وصفاً لهذا النوع من الإدارة الاقتصادية، ولكني أعرفها تماماً أنها سياسة سعد صالح القوع!!!
سعد صالح القوع هذا مجنون من حق ريمة، وكان هذا المجنون قوي البنية ومكرض بعنف يسنب باب السوق وفي يده حديدة والذي ما يستمع له ممكن يلمخة بالحديدة وأحيانا كان يشعب ويقفز يمسك أحد مرتادي السوق ويفتشه يشوف كم في جيبة ويصيح "اللي بجيبه قرش يسلم أربعة".
... هذا الذي تشاهدونه هو سياسة المجنون سعد القوع و"اللي معه قرش يسلم أربعة".
* آخر منشورات للكاتب على حسابه في الفيسبوك قبل تعرضه للإختطاف