حين نتذكر أن أول قرارات سلطة الاحتلال الأمريكي بعد غزوها مع حلفائها للعراق عام 2003 كان قرار حل الجيش العراقي ندرك كم كان ذلك الجيش الباسل يشكل خطراٍ على أعداء الأمّة..
لم يكن القرار مجرد انتقام من جيش عربي له شهداء مزروعون في أكثر من أرض عربية، من فلسطين إلى الاردن،الى سورية ،إلى مصر، ومن جيش امتلك الجرأة ذات يوم وقصف الكيان الصهيوني بالصواريخ عام 1991، ومن جيش هبّت قواته للمشاركة مع الجيش العربي السوري ، و ارسل أسراب طائراته للمشاركة مع الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، ومن جيش قام ضباط منه بحركة ضد الاستعمار البريطاني قي عام 1941، ثم قاموا بثورة 14 تموز 1958 التي أسقطت حلف بغداد..
القرار أيضاً كان إعلان حرب على الجيوش العربية باعتبارها أعمدة أوطانها، فإذا تم تدميرها يتم تدمير الوطن والمجتمع معاً، كما حاولوا في الجزائر في تسعنيات القرن الماضي، وكما حاولوا في سورية وليبيا واليمن ثم مصر فيما سمي بالربيع العربي..
فالفوضى التي وعدنا بها جورج بوش الأبن إثر غزوه للعراق عام 2003، باسم الشرق الأوسط الجديد إنما تبدأ بتدمير جيوش المنطقة خدمة للكيان الغاصب ولكل عملائه وشركائه في المنطقة..
لذلك كله فعيد الجيش العراقي في السادس من يناير كل عام، ورغم حله منذ أكثر من 17 عاماً، ما زال عيداً للعراقيين جميعاً ومعهم كل عربي، وما زال دعوة من أجل مراجعة يقوم بها كل المعنيين بالشأن العراقي، عراقيين وغير عراقيين، لإخراج هذا البلد العربي العظيم من كل المصائب التي يواجهها عبر وحدة لا تقصي أحداً، وعبر مقاومة لا تبقى على أرض العراق محتلاً أو غازياً لاسيّما المحتل الأمريكي.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.