حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون من أن هناك 775 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لا يستطيعون القراءة أو الكتابة ونحو مليون طفل في سن التعليم الأساسي لم يلتحقوا بعد بالمدرسة، فضلا أن هناك الملايين من الطلبة الذين يتخرّجون بمهارات غير كافية من حيث القراءة والكتابة، وأن النساء تمثل ثلثي سكان العالم من الأميين.
ونقل راديو الأمم المتحدة عن الأمين العام الليلة الماضية في رسالة له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يصادف اليوم السبت دعوته إلى التحرك بسرعة للوصول إلى الفئات الأكثر تهميشا والعمل على تنفيذ جدول أعمال محو الأمية، مشيرا إلى أنه سيطلق في وقت لاحق من الشهر الجاري مبادرة جديدة بعنوان "التعليم أولا"، تركز على ثلاث أولويات هي: إلحاق كل الأطفال بالمدارس، وتحسين نوعية التعليم، وتعزيز المواطنة العالمية.
وأشار بان إلى أن هناك خطوات واسعة بذلت خلال عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية الذي ينتهي هذا العام، حيث مدّ الأفراد والمجتمعات والبلدان أيديهم إلى الشباب والأطفال والكبار لتمكينهم من القراءة والكتابة وتغيير مسار حياتهم ،فأصبح أكثر من تسعين مليون شاب وشابة وبالغ ملمّين بالقراءة والكتابة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الجميع إلى العمل للمضي قدماً في تنفيذ جدول أعمال محو الأمية، حيث إن العالم القادر على القراءة والكتابة يعد عالما أكثر سلماً، وعالم أكثر وئاماً وصحةً.
وفى سياق متصل ذكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) في بيان لها أمس أن نسبة الأمية في الوطن العربي ما زالت من أعلى النسب في العالم وان تفاوتت الأوضاع من دولة عربية إلى أخرى، موضحة أن الجهود التي بذلتها الدول العربية مقارنة بحجم المشكلة لا تزال متواضعة ولم تحقق المأمول منها.
وأكدت المنظمة في بيان لها الجمعة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية أن مسؤولية محو الأمية في الوطن العربي لم يعد شأنا تتولاه الحكومات والجهات الرسمية فقط بل هو مسؤولية المجتمع عموما وخاصة المنظمات والجمعيات الأهلية والخيرية والاتحادات وغيرها.
وأوضحت أن تحقيق أهداف خطة تطوير التعليم في الوطن العربي تمثل إحدى الوسائل الأساسية الكفيلة بالقضاء على الآفة وتعزيز برامج تعليم الكبار، داعية جميع المهتمين بالتنمية العربية من مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وأفراد إلى المساهمة الفاعلة في كل الجهود العربية من اجل محو الأمية والعمل على تعميم التعليم الأساسي وتوفير الفرص والامكانيات لجميع الأطفال للوصول إليه.
ومن الجدير بالذكر أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو ) هي إحدى منظمات جامعة الدول العربية وهي معنية بالحفاظ على الثقافة العربية وتتخذ من تونس مقرا لها.
وفى نفس الاتجاه دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة / الايسيسكو/ دول العالم الإسلامي إلى اعتماد سياسات جديدة لمحو الأمية تسخر جميع الإمكانات التربوية المتوافرة بما في ذلك المدارس العربية والإسلامية والمساجد.. موضحة أن تضافر جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والإقليمية وغيرها من شأنه إعطاء المزيد من الزخم لبرامج محو الأمية في البلدان الإسلامية.
وأوضحت /الإيسيسكو/ بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف اليوم السبت في بيان لها أن الأمية تنتشر على نطاق واسع في بلدان العالم الإسلامي سواء في أوساط البالغين أو الأطفال البالغين سن الدراسة الذين لا يملكون فرصة للذهاب إلى المدارس وإن برامج محو الأمية التي تنفذ لا تستجيب في الغالب لاهتمامات المستفيدين ما يؤثر على الأداء الداخلي والخارجي لنظم محو الأمية.
وحثت الايسيسكو الدول الأعضاء على وضع الخطط والبرامج ذات الصلة وتنفيذها بما يتلاءم وواقعها الاقتصادي والثقافي مع الحرص على الإفادة من التجارب الدولية الناجحة.
وأوصت المنظمة بالتركيز على محو الأمية الرقمية من خلال استثمار الإمكانات التربوية التي تتيحها تقانات المعلومات والاتصال.
كما دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة /إيسيسكو/ في بيانها إلى تسخير الموارد المالية الخاصة ببلدان العالم الإسلامي من خلال الزكاة والوقف مع الإفادة من مداخيل الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية وتسخيرها لتحسين تمويل برامج محو الأمية في العالم الإسلامي مؤكدةً حرصها على مواصلة تنفيذ برامج محو الأمية من خلال تنفيذ أنشطة منسقة ومتكاملة لمحو أمية الكبار والتربية غير النظامية للأطفال غير المتمدرسين والمنقطعين عن الدراسة وتعاونها مع المنظمات الدولية في مجال محو الأمية.



حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.