حنيني لايزال تلهث أنفاسه وراء شبح المستبقل الذي يفر منا كالظل الهارب بعيداً كلما اقتربنا منه، وهاهي تداعيات عهد جديد نرتديه رغماً عنا كي نواري أجسادنا العارية اخلاقياً تجاه كل مسائل القومية يجبرنا المتنفذون من التصفيق والرصافة بعدها لنصبح مهرقلين بقوة التهريج والعقول الفارغة المعبأة بكلماتهم المقدسة طائعين نؤمم وراءهم ونسجد بخشوع يفرغون من الصلاه ولانفرغ من الركوع ...! تطاردنا توصيفاتهم لنصبح على خانة تجسيد الأصنام وخلقهم من جديد وهم رفات، نعم أصبحنا دون إدراك نلملم رفات الهندي القديم المنثور في مجرى النيل ..هكذا نحن الشباب العربي في وطن لم يعد فيه متسع لأحلامنا التي شاخت على أيديهم كنا قديماً نتأثر ونؤثر واليوم فقاعاتنا تنفجر بسرعة البرق ولم يعد يدرك خيالنا الباهت غير احلامنا التي تتكئ على عصا الشيخوخة المبكرة .
واليوم لم يعد ذلك الشاب العربي الذي يثور ويغضب لانتهاك ستر العفاف العربي يملك غير التغني بخروجه قبل عام ونصف يحمل صور جيفارا ويردد الكلمات الحماسية بصدورهم العارية، اليوم احترقوا وذابت أجسادهم فساوت الارض المنتهكة اصلاً .
وكلّما عاودنا النهوض تعيدنا غطرساتهم للوراء .. ولم تعد من ضمن خارطة احلامنا غير العيش ونسيان الماضي المقيت والحاضر الأرعن ذي الأشباح المتساقطة على وجوهنا .
شكراً لكم أيها السادة استطعتم أن تكبّلوا العروبة والنخوة والشهامة فينا
اليوم تقصف سوريا بمباركة المرتدين رداء الثورة والحرية والتخلص من العبودية، بالأمس كان الأسد الشبيح صديق الصهاينة عندكم وطالما لعبتم على هذه الاسطوانة وأنه وأنه وأنه.. أوهمتم العالم انكم ذلك الجيش الذي سيحيي غزوات خالد ابن الوليد وصلاح الدين وها أنتم تعقدون عقد زواج متعة مع اسرائيل ..وتُشَرع في عهدكم لواط مسلم مع صهيوني انه لواط سياسي مقزز . كم تثيرون تقززنا سحقتم بقايا الهوية العربية .
فلن أصفق لكم، لن أصفق لأسرائيل، لن أصفق لمرسي ولن اصفق للإخوان المسلمين المرتدين أقنعة الكذب والزيف ،لن أصفق لتكميم الأفواه ،نعم لن أصفق على بيع عروبتنا وهويتنا .
أيها السادة فلتعلموا أن العروبة والدم العربي لا يتجزأ وما جمعته العروبة والشعوب الأبية لن تفرقه السفاهة ..
يباركون لإسرائيل قصفها سوريا بل يطالبونها بقصف أسلحة بشار وفي الغد سيطالبونهم ويُلِحون عليهم بالنوم على سرائرهم مقابل تمكين سياسي لهم هكذا هم .
لم يتبق من الشباب والعقول المخلصة إلا من هم خارج مسارح الحُكم والسلطة والنفوذ ، وها أنا أهذي هذيانات شابة تلتقط بقايا الكبرياء المنتهكة في وطنٍ اغتال كل كرامة لنا ولم يكتفوا بل مضوا يَفجُرون أصحاب الوقاحة .. بعيداً عن الأسد الشبيح وبعيداً عن الجيش الحر المُستعين بالعدو سيتحول هذا الأسد الى بطل تاريخي كلما اشتدت ضربات اسرائيل وتكبيرات الإخوان.
هكذا هي السياسة في عالمنا العربي المُتكدس فيه خنوع الحاكم العربي في أرشفة بطول عمري وتزيد ملفات مخزية تبيع كل شيء مقابل مصلحة وعد نفوذ .
فهنيئاً لكم تجريدنا من نخوتنا ، عروبتنا ، قوميتنا ، تكبيلنا لم يتبق منا غير مغروسات الفطرة في دمنا العربي الواحد ..لن تموت فهي فطرية فينا ولكن ماجدوى ذلك وكل شيء مكبل فينا؟
 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.