عندما تلجأ كبرى القنوات الإعلامية الأمريكية والعالمية إلى قراءة المشهد المصري قراءة مليئة بالمغالطات وبانحياز مقزز لجماعة الإخوان المسلمين بعيداً عن ملايين الشعب المصري الذين امتلأت بهم الميادين والساحات فماذا يعني ذلك؟!..
أن تقول هذه القناة الفضائية أن من يتواجد في رابعة العدوية يمثلون الشعب المصري، دون الإشارة لملايين المصريين المتواجدين في ميدان التحرير والميادين والساحات الأخرى في عموم محافظات مصر فماذا يعني ذلك؟!..
قناة الـ»CNN« الأمريكية ظهرت مؤخراً من خلال تحليلاتها وقراءتها للمشهد المصري شبيهة بقناة الجزيرة وهي تروج للكذب والإسفاف والمغالطات لما يحدث في مصر، ولما يحدث أيضاً في سوريا وما حدث في ليبيا واليمن!..
أن تذهب القناة الأمريكية صوب تشويه الصورة المصرية فليس غريباً عليها ذلك كونها تنفذ سياسة أمريكية تستهدف النيل من الأمن والاستقرار المصري وإثارة الفوضى واستهداف الجيش المصري كما استهدف في ليبيا واليمن وسوريا..
ـ السياسة الأمريكية تجاه البلدان العربية واضحة، ولا يمكن أن تتغير، ومواقف السفيرة الأمريكية في مصر المحروسة ومواقف إعلامها تجاه الشعب المصري وما تعيشه مصر اليوم لا تعني دفاعاً عن الديمقراطية وعن إخوانها في مصر، وإنما تعني إثارة الفوضى في مصر وتكرار نفس المشهد الذي يحدث الآن في سوريا..
الأمريكيون دعاة الديمقراطية وهم ينقلون المغالطات يدركون أن الشعب المصري خرج بالملايين للمطالبة بعزل مرسي وشاهدوا ذلك بأم أعينهم إلا أن السياسة هنا لها موقف مغاير وبلا أخلاق!..
متى كانت أمريكا تدافع عن إرادة الشعوب العربية ليكون اليوم موقفها متضامن مع المصريين؟!..
متى ثبتت السياسة الأمريكية على مواقف واضحة ومحددة تجاه الشعوب العربية وقادتهم؟، ومتى كانت أمريكا صوتاً للشعوب المقهورة المطالبة بالحرية والعيش بكرامة؟!..
ـ السياسة الأمريكية واضحة وجلية وفلسطين المغتصبة شاهد حي.. والسياسة الأمريكية تجاه الشعوب والبلدان العربية تدميرية وما حدث في العراق وما زال يحدث حتى الآن شاهد حي..، والسياسة الأمريكية تجاه العروبة والإسلام لا تحتاج إلى تحليلات وقراءة متفحصة بقدر ما تحتاج إلى إرادة شعبية عربية قوية تقول لأمريكا كفى.. فالشعوب العربية اليوم لا يمكن استغفالها!!..
مواقف الولايات المتحدة الأمريكية التي قد يراها البعض مبهمة وغير واضحة هدفها الرئيسي إثارة الصراعات بين الشعوب العربية بعضها البعض وفرض هيمنتها أكثر..، وحماية إسرائيل من كل الاتجاهات التي قد تتعالى فيها ذات يوم صرخة الموت لإسرائيل!..
والغريب في الأمر أن يكون الإخوان المسلمون إخوان أمريكا في مصر وفي غيرها هم الأداة التي تتخذهم الولايات المتحدة الأمريكية وسيلة لتدمير بلدانهم وإثارة الصراعات بين شعوبهم..
لعبة أمريكا وسياساتها التدميرية في الأقطار العربية اليوم أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى تفسيرات وتأويلات..
أمريكا لا تريد الخير للبلدان والشعوب العربية.. ولكن كيف لجماعة الإخوان المسلمين اللاهثة وراء السلطة والهيمنة والاستبداد أن تدرك ذلك؟!..

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.