على الرغم من فداحة الجرائم والمذابح التي ارتكبها تنظيم القاعدة على طول البلاد وعرضها ، الا ان واقع الحال يظهر أن التنظيم واقع في ورطة حقيقية بعد مذبحة مستشفى مجمع وزارة الدفاع في الهجوم الذي نفذه مسلحوه في 5 ديسمبر الجاري ، وهي المذبحة التي قدر لها أن تكون موثقة ومشهودة عبر كمرات المراقبة مظهرة للرأي العام المحلي والخارجي مشاهد مروعة من القتل والإجرام بحق الأطباء والمرضى العزل من نساء ورجال وشيوخ ، متربعة بذلك كابشع مذبحة مشهودة في تاريخ اليمن.

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية شكلت المذبحة البشعة والمشهودة تصويرا والتي ارتكبها تنظيم القاعدة في الهجوم على مجمع وزارة الدفاع ومشفاه بالعاصمة صنعاء ، شكلت موجة غضب شعبي يمني عارم نابذ للتنظيم وممارساته المتجردة من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية ، فضلا عن ما أحدثته من تضامن شعبي عربي واسع ، وضع التنظيم الدولي وفرعه في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن مقر له ، في موضوع من كراهية "منقطعة النظير".

وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعقب الهجوم الأخير على مجمع الدفاع في صنعاء بالاعلان رسميا في بيان له عن تبنيه للعملية التي خلفت نحو ثلاثمائة قتيل وجريح، على أن ما أحدثته المذبحة البشعة التي ارتكبها بمستشفى وزارة الدفاع من ردود أفعال غاضبة ،بظهور تسجيلات كمرات المراقبة لمشاهد القتل الوحشية التي يندى لها الجبين ، دفعت بالتنظيم نحو تبرير لاحق للحدث الذي قصم ظهره وحلفئه في جماعة الاخوان المستميتين دفاعا وتبرئة لساحة القاعدة ونفي ضلوعها خلف الهجوم الدامي.

وفي ذلك خرج المسؤول العسكري لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، قاسم الريمي، أبو هريرة الصنعاني، بكلمة مرئية مساء الأمس نشرت على موقع يوتيوب حول عملية اقتحام وزارة الدفاع..جدد فيها التأكيد على تبنى تنظيم القاعدة رسميا للعملية، متبرأ مما قال انه "ارتكبه أحد المقتحمين في مستشفى العرضي"، مقدما اعتذاره لأسر الضحايا.

وجاء في الكلمة: "اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع أخونا فلم نأمره بذلك ولم نرض عما قام به بل أساءنا وآلمنا، فنحن لا نقاتل بهذه الطريقة ولا إلى هذا ندعو الناس وليس هذا منهجنا بل إننا نبهنا إخواننا وأكدنا عليهم أشد التأكيد أن في المجمع مصلى ومستشفى وعليهم الحذر من دخول المصلى والمستشفى فتنبه لذلك ثمانية من إخواننا ولم يتنبه أحد إخواننا رحمه الله وغفر له".

وأضاف "نتحمل كامل المسؤولية عما حدث في المستشفى من دفع الديات والتعويضات والعلاج وغير ذلك، كل ما يأمرنا به شرعنا سنقوم به فنحن دعاة شريعة ولسنا أدعياء".

وفيما يلي تنشر الوطن النص المفرغ للكلمة المرئية للمسؤول العسكري لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، قاسم الريمي، حول عملية وزارة الدفاع:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد:
فقد شاهدنا ما بثته القناة اليمنية، مسلح يدخل مستشفى أو المستشفى التابع لوزارة الدفاع ويصنع فيها ما صنع، ونحن هنا نقول ما قاله صلى الله عليه وسلم عن خالد رضي الله تعالى عنه حين أخطأ بقتل سبعين قال عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع أخونا فلم نأمره بذلك ولم نرض عما قام به بل أساءنا وآلمنا، فنحن لا نقاتل بهذه الطريقة ولا إلى هذا ندعو الناس وليس هذا منهجنا بل إننا نبهنا إخواننا وأكدنا عليهم أشد التأكيد أن في المجمع مصلى ومستشفى وعليهم الحذر من دخول المصلى والمستشفى فتنبه لذلك ثمانية من إخواننا ولم يتنبه أحد إخواننا رحمه الله وغفر له، ونحن هنا إذ نعترف بالخطأ والذنب نقدم اعتذارنا وتعازينا لذوي الضحايا وأننا ما أردنا ضحاياكم ولا قصدناهم وليس من ديننا هذا ولا خلقنا ونتحمل كامل المسؤولية عما حدث في المستشفى من دفع الديات والتعويضات والعلاج وغير ذلك، كل ما يأمرنا به شرعنا سنقوم به فنحن دعاة شريعة ولسنا أدعياء هذه النقطة الأولى.

أما النقطة الثانية فالهجوم كان على وزارة الدفاع ولم يكن على المستشفى فمستشفيات الوزارة ملأى في البلد ولو أردناها لهاجمنها وهي دون أي حراسة تذكر، نحن هاجمنا الوزارة وتحديداً مبنى قيادة وزارة الدفاع ، هذا المبنى الذي تدار منه غرف التحكم بالطائرات بدون طيار وهذه الوزارة التي تحولت من وزارة تدعي أنها تحمي البلاد والعباد إلى وزارة لتوزيع الشرائح للطائرات الأمريكية، في الوقت الذي هجم إخواننا على هذا المبنى كان الإعلام الرسمي يدعي كذباً وزوراً أن عبد ربه يزور المبنى لفقوا صوراً قديمة بصور حديثة كان إخواننا في هذا التوقيت يضربون هذا المبنى ، ونحن هنا نؤكد أن أي وزارة أو أي معسكر أو أي ثكنة عسكرية أو غير ذلك، أي موقع من هذه المواقع ومن غيرها ثبت لدى المجاهدين أنها تتعامل مع الطيران الأمريكي بتجسس بوضع شرائح بنقل معلومات بتقديم نصائح أمنية، هذه كلها هدف مشروع لنا، لدينا قائمة طويلة بهذه المواقع حال استمرت نحن سنستمر وسنصل إليها، نحن ندافع عن أنفسنا وسنصل إليها بإذن الله عز وجل، أخطأنا فيما قمنا به، نتحمل خطأنا ونستمر في جهادنا وبإذن الله عز وجل نصل إليهم قبل أن يصلوا إلينا والحمد لله رب العالمين.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.