أكد الدكتور عبد الحميد شكري القيادي بالحراك الجنوبى ونائب رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لاستعادة دولة جنوب اليمن، أن اليمن يشهد تحالفا بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وعدد كبير من الجماعات التكفيرية لتقسيم اليمن، مشيرا إلى أن ثورة 30 يونيو في مصر أسقطت الجماعة الام وكسرت معنويات أنصارهم في ارض اليمن السعيد.
وأوضح شكرى في حواره مع "البوابة نيوز" أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنتبه لأزمة الجنوب والشمال لإدراكة مدى خطورة تعرض باب المندب لمشاكل حقيقة قد تأثر على أمن مصر الإقتصادى وحركة قناة السويس، مشيرًا إلى أن الإخوان في اليمن ضلعوا في أحداث تفجيرات وزارة الدفاع اليمنية وكذلك العمليات التي تحدث في مدن الجنوب سواء في عدن أو محافظة الضالع ولحج وأبين.
وإلى نص الحوار:
** في ظل المواجهات الطاحنة بين الحوثيين وآل الأحمر الذين يعدون من الإخوان المسلمين في اليمن، هل ترى أن الصراع في الشرق الأوسط تغير خاصة بعد التقارب الأمريكي الإيرانى والتخلص من الإخوان المسلمين التي فقدت أمريكا فيهم أسلوب المصالحة؟
أعتقد أن عملية الاقتراب من اليمن وبالذات في الجمهورية العربية اليمنية في الشمال هي عبارة عن حرب قائمة بين جماعة الحوثيين المعروفة باسم "أنصار الله" والمتهمون أنهم مدعمون من إيران وبين الإخوان المسلمين والذين تم دعمهم أيضًا من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين ومازال يدعمهم ونتيجة هذه الصراعات والحروب هزم الإخوان المسلمين في عقر دارهم في آل الأحمر باليمن وهذا يعنى تقدم كبير لتيار الحوثيين، خاصة بعد سلسلة طويلة من الخسائر التي تعرض لها الإخوان المسلمين في المنطقة وخاصة في مصر.
** إذًا ماهى النتائج التي ينتظرها الجنوب بعد تلك الصراعات وهزيمة الإخوان المسملين المتمثل في آل الأحمر وهل سنشهد خريطة توازنات جديدة بدعم من الولايات المتحدة؟
بالطبع هناك نتائج كثيرة ولكن علاقات التقارب تكون حسب الحاجة والجميع يعلم أن الولايات المتحدة تتقارب مع جميع الأطراف للاستفادة وتحقيق مصالحها الشخصية.
** ذكرت من قبل أن الإخوان يمتلكون أسلحة كثيرة في اليمن وأن القاعدة تساعدهم من الحين للآخر فلماذا لم تتحرك القاعدة الآن لمساعدتهم.. وهل ضعفت القوة الإخوانية في اليمن بعد سقوط الإخوان في مصر وزيادة الحرب بين الحوثيين والسلفيين والإخوان..
وهل تخلى السلفيين عن الإخوان في اليمن؟
لابد أن أشير أن هزيمة الإخوان في اليمن هي هزيمة معنوية وآتت بعد إسقاط الإخوان المسلمين في مصر والتمكن منها بشكل كامل، وأكثر المناطق التي شهدت سقوط للإخوان وهزيمة معنوية لهم كانت في مدينة صنعاء، ومن جانب آخر علينا أن نحذر من أن جماعة الإخوان في اليمن لازلت تمتلك السلاح فهى والجماعات التكفيرية والإرهابية منتشرة في اليمن وتقوم بإعمال غير معلنة عديدة بالإشتراك مع الجنرال على آل الأحمر للسيطرة على أماكن شاسعة في الجنوب، وعلي الاخص منطقة باب المندب وعدن وكل الجنوب للضغط على المجتمع الدولى وعلى الجيران لتحقيق مكاسب في صنعاء، ولتخفيف الضغط الدولى على التنظيم وبالأخص في مصر، ومازالت الإخوان المسلمين تمتلك السلاح والإمكانيات ويساعدهم في ذلك السلفيين.
 
** في وسط التشحنات في اليمن وفى ظل مخرجات الحوار الوطنى هل يمكن التدخل الأمريكى أو الأممى برعاية مجلس الأمن بوضع قوات في الجنوب للحد من الحرب الدائرة في الشمال ووقف قضية الجنوب؟
في الحقيقة الحوار الوطنى هو عملية إجرائية تعمل على إعادة السلطة من جديد لعلى عبدالله صالح وللإخوان المسلمين وحلفائها وبالتالى من البداية لم يكون الجنوب طرف في المباردة أو طرف في الحوار، لذلك الحراك الجنوبى رفض هذا الحوار الذي لم يعبر عنه في شئ ولم يرض طموحاته لأنها ببساطة تشرع للعنف الذي يجرى في الجنوب منذ 1994.
** لماذا لم يقوم الحراك الجنوبى بالمواجهة وفرض رغباته وطموحاته خلال مؤتمر الحوار الوطنى بدلًا من الإنعزال ورفض المشاركة؟
المؤتمر عبارة عن ورشة عمل كبيرة وللإسف لم يظهر خلال المؤتمر أن الجنوبيين يتحاورن مع الشماليين فلم يظهر أبدًا أننا طرفين لكن الشماليين أثبتوا أنهم صوت واحد فقط ولابد أن تنفذ رغباتهم ويبقى الوضع كما هو عليه.
 
** في الفترة الأخيرة ظهرت شائعات حول مساعدة إيران وبعض الدول للشمال ضد الجنوب، فهل هذا صحيح؟
بالفعل سمعنا في الفترة الأخيرة شائعات كثيرة حول مساعدة إيران للشمال على حساب الجنوب وإمدادهم بالسلاح والأموال ولكن الأمر الواضح أن هناك صراع إقليمى في المنطقة تحاول جميع الإطراف استغلاله بشكل كبير، كما أن كل دولة إقليمية في المنطقة لها أطماعها في أهم ممر تجاري بين الشرق والغرب، فاليمن على مر العصور كانت محل أطماع لكثير من الإمبرطوريات ومنها إمبراطورية فارس التي سيطرت عليها سابقًا، إضافة إلى تركيا وبريطانيا وتأثير الممكلة العربية واضح لأنها تتأثر بالأوضاع الأمنية في اليمن.
** بعد تلك المشاهد المأسوية الذي يعيشها الجنوب ما رؤيتكم للفترة المقبلة؟ وهل تتوقع مزيدًا من الدماء وتدمير للبنية التحتية في بعض محافظات الجنوب؟
مخرجات ما سمى بالحوار الوطنى والذي أشرفت علية الدول الراعية مثل الولايات المتحدة فرنسا الصين ألمانيا وروسيا ودول عربية خرج بنتائج لتقسيم اليمن لأربعة أقاليم والجنوب إلى إقليمين وهذا مرفوض جملة وتفصيلًا من شعب الجنوب وتصدى لتلك العملية وسيواصل نضاله حتى تحرير الجنوب، وكل ما حاول المؤتمر عمله ضمان أمن واستقرار للمنطقة ألا أنه لم ينجح فيه فالمواجهات مازالت مستمرة وستكون هناك حروب كثيرة وما يجرى الآن بعد الحوار هو الحروب الشرسة بين الحوثيين والإخوان وهم الآن على مشارف العاصمة في صنعاء كما أن الجنوب مليئة بالإخوان والجماعات الجهادية التكفيرية الإرهابية الراغبة في الضغط على المجتمع الدولى.
** وهل تقوم الدولة العربية خاصة مصر بدعم قضية الجنوب أم تدير ظهرها لكم نظرًا لإنشالغها بمشاكلها وملفاتها هنا وهناك؟
أذكر أن مصر في عهد الرئيس الأسبق مبارك ذكر أن ما يحدث في الجنوب إحتلال كما أذكر أن وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل قال أن دخول جيش عربى لمدينة عربية لن يأتى إلا بمزيد من الأحقاد والكراهية في المنطقة، وما ثبت بالفعل أن الأحقاد والكراهية كبيرة جدًا بين الشمال والجنوب وأصبح هناك عدم قبول بين الشعبين ونحن نتحرك مع الكثير من الدول العربية ولكن أغلبية تلك الدول مواقفها غير واضحة حتى الجامعة العربية اليوم تعمل على مزاج من يدرها لكن الحراك الجنوبى سيواصل نضاله السلمى حتى يقوم بإنتفاضة شعبية عارمة لتحسين الوضع في الجنوب والتخلص من هذا الإحتلال.
 
** وهل يتحرك الجيش اليمنى لمحاربة تقدم الحوثيين لصنعاء؟
 
الجيش اليمنى أصبح اليوم ضعيفًا وغير قادر على مواجهة المليشات الموجوده خاصة قوات الحوثيين والتي قامت في ظل الدولة بستة حروب، وتغلبت خلالها على الجيش وبالتالى الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لا يستطيع أن يدخل حربًا مع تلك القوات وأن دخل ستكون هناك هزيمة ساحقة للجيش، كما أن هناك تصريحات لقادة في الجيش يقولون فيها أن الجيش اليمنى سينضم للحوثيون في حالة نشوب أي حرب وبالتالى الجيش لن يدخل في أي موجهات معهم.
** كيف يقرأ المواطن الجنوبى ما يحدث في مصر الآن وكيف تلقيتم خبر سقوط الإخوان؟
بصراحة شديدة المواطن الجنوبى رأى أن ماحدث في مصر خلال 30 يونيو نصرًا للشعب المصرى وأن المشير السيسي وضع مصر على الطريق الصحيح وكلنا في الجنوب مؤيدين لتلك الثورة لأن الإخوان المسلمين مثلما فعلوا في مصر يفعلون الآن في الشعب الجنوبى باليمن وبالتالى الشعب الجنوبى ينظر بتفائل شديد لما يحدث في مصر وأن المرحلة القادمة ستعود بها مرة أخرى للعب دورها الإقليميى في المنطقة.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.