أكد الزعيم "علي عبدالله صالح" – الرئيس السابق، رئيس حزب "المؤتمر الشعبي العام – أن حزب "المؤتمر" عمل كل ما في وسعه لإشراك الجميع في تحمل المسؤولية (تجاه الوطن)، ولم يستبعد أحداً حتى في أحلك الظروف والانعطافات التاريخية المصيرية "الحاسمة"، التي تعرض فيها الوطن لمخاطر جدية فرضتها المغامرات والنزوات الشيطانية التآمرية لـ"بعض القوى والتيارات الانتهازية الداخلية وتحالفاتها الخارجية".

جاء ذلك في كلمة وجهها الرئيس السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام - مساء السبت - إلى كافة أعضاء "المؤتمر الشعبي العام" في كل محافظات اليمن، بمناسبة الذكرى الـ(32) لتأسيس "المؤتمر الشعبي العام" والتي تصادف اليوم الأحد.

وحيّا رئيس "المؤتمر الشعبي العام" – في كلمته – كل المؤتمريين والمؤتمريات - في هذا اليوم المجيد من تاريخ "المؤتمر الشعبي العام" - بمناسبة احتفالهم "بعيد تأسيس تنظيمهم السياسي الرائد في الساحة الوطنية, الذي ينضوي تحت لوائه كل الوطنيين الغيورون والمحبون لوطنهم، الصادقون في انتماءهم, الأوفياء في التزامهم للمؤتمر المعبِّر عن تطلعات وآمال اليمنيين والمجسد للوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح والمحبة والوئام".

وأكد الزعيم "الصالح" أن التاريخ سيسجل لـ"تنظيم المؤتمر الشعبي العام" أنه "صانع أعظم وأكبر الانتصارات والتحولات والمكاسب الوطنية الخالدة، وفي مقدمتها، مكسب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، التي ارتفع علمها شامخاً يعانق عنان السماء في مدينة (عدن) الباسلة، وفي كل أرجاء الوطن اليمني الواحد يوم الـ(22) من مايو عام 1990م، معلناً قيام الدولة اليمنية الواحدة، وانجاز أسمى وأغلى أهدافنا الوطنية التي ناضل شعبنا وقدّم التضحيات الجسيمة من أجل تحقيقه، وهو الهدف الذي تحمل (المؤتمر الشعبي العام) على عاتقه مسؤولية تحقيقه بالتعاون مع كل الشرفاء في الوطن وفي (الحزب الإشتراكي اليمني)؛ الشريك الرئيس في صنع هذا المنجز التاريخي العظيم".

وخاطب "الزعيم" أخوانه وأخواته من المنتسبين للمؤتمر الشعبي العام.. قائلاً:
"لاشك أن الأحداث مهما عظمت ومهما كانت قسوتها لم تزد المؤتمر الشعبي العام إلا صلابة وقوة، كما أنها لم تزدكم إلّا إصراراً وعزيمة على مواجهة التحديات والصعاب مهما كانت".

وأضاف: "فقد أكدتم ومعكم كل أبناء الشعب الأوفياء - في واحدة من أخطر مراحل التاريخ التي تحدد فيها مصير وطن وشعب في أن يكون أو لا يكون - أهليتكم في حمل الرسالة الوطنية الملقاة على عاتقكم، ونجحتم في إنقاذ وطنكم من كارثة محققة، وجنبتموه مآلات التشظي والاحتراب والضياع في بحر النسيان التاريخي، بعد أن قدمتم تجربة سياسية نضالية فريدة كانت - وستظل - محل اعتزاز وفخر كل اليمنيين وكل محبي اليمن في العالم".

وأردف قائلاً: "وأكدتم كتنظيم سياسي في السلطة وقائد للدولة والمجتمع، صوابية نهجكم وأصالة معدنكم وقدرتكم على تقديم التضحيات التي لا يستطيع أي حزب تحملها".

وأشار الزعيم "علي عبدالله صالح" إلى أن حزب "المؤتمر" – بقياداته ومنتسبيه – أثبت أنه لا يسعى وراء السلطة، "والتي تعتبر في أدبيات ونهج (المؤتمر الشعبي العام) وسيلة وليست غاية، لا قيمة لها ما لم تكن أداة لتنمية الوطن وازدهاره والذود عن مكتسباته وحمايته من التفكك والضياع؛ وما لم تكن أداة لخدمة الشعب وتحقيق تطلعاته، والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته وسلمه الاجتماعي، وتأمين حياة كريمة وآمنة لكل مواطن أينما كان".

وأضاف – مخاطباً أبناء "المؤتمر" - : "سيأتي اليوم الذي تقرأ فيه الأجيال المتعاقبة حقيقة وأهمية أدواركم وتضحياتكم وإنجازاتكم الوطنية الفذة في مثل هذه المرحلة التاريخية العصيبة والمصيرية، فشتان بينكم وبين أولئك الذين جعلوا السلطة غايتهم الذاتية القصوى، ويسعون إلى بلوغها بأي ثمن، وإن كان على جماجم شعب ودمار وطن".

وأردف قائلاً: "لقد أبيتم أن تمرر مثل هكذا مشاريع تدميرية، مؤثرين صيانة وطنكم والحفاظ على سلامة شعبه وحماية حاضره ومستقبل أجياله، سواء خلال الأزمة التي افتعلها المتآمرون وتجار الحروب المتعطشون للدماء، المسكونة نفوسهم بالحقد ونزعات الإنتقام، أم بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمَّنَة، حين تجلّت عظمة (المؤتمر الشعبي) وقيادته الوطنية، وتفرده عن غيره بلجوئه إلى خيار السلم وعدم الانجرار نحو العنف، وهو ما جعلنا - واستناداً إلى الموقف المسؤول لكل المؤتمريين وحرصاً منا على الوطن وعلى دماء اليمنيين - نعمل على الانتقال السلمي للسلطة طواعية ودون فرض من أحد، وبالوسائل الديمقراطية المشروعة المجسدة لإرادة الجماهير، وبالفعل لقد انتصرتم للديمقراطية وقطعتم بذلك الطريق أمام المغامرات الانتهازية والحماقات الدنيئة التي ظل البعض – وما يزالون – يراهنون عليها في تحقيق مشاريعهم وغاياتهم الخسيسة على حساب الوطن.

وأكد الزعيم "صالح" – في حديثه لقيادات وكوادر "المؤتمر" – أن عملية "التجديد والتطوير والتغيير التي يتطلع إليها الجميع - وفي المقدمة (المؤتمر الشعبي العام) - في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ شعبنا، تواجه بحرب ضروس من قبل القوى التي تسعى لـ(انزلاق) الوطن إلى الاحتراب الأهلي، والدمار والشتات".

وشدد على أن ذلك الأمر (سعي بعض القوى لانزلاق الوطن إلى الاحتراب الأهلي والدمار والستات) مرفوض - تماماً - من حزب المؤتمر الشعبي العام.

وأكد على أن "مبدأ التغيير والتجديد والتطوير" لن يكون مجرد شعار سياسي للمؤتمر، بل سيظلُّ "نهجَ عمل، وهدفاً وطنياً سامياً، "عملنا وسنعمل على تحقيقه بدأب وثبات؛ كونه جزءًا من مشروع وطني نهضوي استراتيجي شامل حمله (المؤتمر) وعملنا على تحقيقه لأكثر من (33) عاماً"، لافتاً إلى أنه "يجب علينا مواصلة العمل من أجل استكماله وتحقيقه، من خلال البذل المتفاني والعطاء المتواصل، واختيار أكثر الطرق والوسائل فاعليه ومراعاة لمصالح وتطلعات شعبنا العظيم، والتنسيق المتواصل لجهود وطاقات وعمل كل القوى الاجتماعية المؤمنة بهذا المشروع".

وأضاف: "أن نجاحنا في تجسيد نهج المؤتمر بشكل واقعي، مرهون بقدرتنا على استقطاب وإشراك أوسع قطاع جماهيري ممكن في عملية البناء بوعي وإدراك وقناعة تامة".

وفي حديثه عن (الحوار ومبدأ الشراكة الوطنية) قال الزعيم: "لقد كان – وسيظل - الحوار ومبدأ الشراكة الوطنية مع الآخر - على أساس من التوازن والتكامل بين الحقوق والواجبات والمسؤوليات الوطنية - يمثل بالنسبة لنا وللمؤتمر الشعبي العام مبادئ وثوابت سياسية راسخة لا تتزعزع، وتحولت إلى قناعات وثقافة وسلوك ومنهج عمل لدى كل مؤتمري ومؤتمرية دون استثناء، وعملنا على تجسيدها في واقع الحياة السياسية طيلة (33) عاماً؛ من منطلق يقيننا التام أن مهمة بناء الوطن والدفاع عنه مسؤولية مقدسة تقع على عاتق كل مواطن يعيش تحت سماء هذا الوطن ويتنفس هواءه ويقتات من خيراته؛ لأن هذه المهمة لا يختص بها ولا يحتكرها طرف دون آخر.

وأضاف: "ولا يستطيع أحد أن ينكر أن المؤتمر - كتنظيم قيادي في البلاد - عمل في مرحلة تاريخية كل ما في وسعه لإشراك الجميع في تحمل هذه المسؤولية، ولم يستبعد أحداً حتى في أحلك الظروف والانعطافات التاريخية المصيرية الحاسمة التي تعرض فيها الوطن لمخاطر جدية؛ فرضتها المغامرات والنزوات الشيطانية التآمرية لبعض القوى والتيارات الإنتهازية الداخلية وتحالفاتها الخارجية، التي طالما تسامحنا معها وكان انفتاحنا السياسي عليها نابعاً من ثقتنا بالنفس ومن صلابتنا وثباتنا ورسوخ مبادئنا في الدفاع عن الوطن والتصدي لتآمراتهم ونزواتهم، ففي كل المنعطفات والأحداث كان سلوكنا وتعاملنا وعلاقتنا مع الجميع تسمو فوق الجراحات والثأرات الشخصية والسياسية.

وأردف بالقول: "ولهذا يحق للمؤتمريين والمؤتمريات أن يفخروا بأنهم ظلوا - على الدوام - منزّهين من كافة النزعات والقناعات العصبوية الممقوتة، لا يحملون الكراهية لأحد ولا يضمرون الحقد على أحد، ولا يحاولون الانتقام من الآخر، أو يسعون إلى إقصائه بالقدر الذي يسعى فيه الآخرون ويعملون على إقصاء المؤتمر.

وأكد "رئيس المؤتمر الشعبي العام" أن أخلاقيات المؤتمريين "مثلت - على الدوام - مكامن قوة المؤتمر ورسوخ وثبات جذوره في نفوس ووجدان الشعب، فلم نساوم حول المبادئ، ولم نهادن في مواقفنا من القضايا الوطنية، ولم نتاجر بالقيم والمبادئ وبالثوابت الوطنية، وكان المؤتمر على مسافة واحدة من الجميع يرفض الإقصاء أو الاستحواذ، أو الاصطفاف مع طرف ضد طرف آخر، فالمؤتمر داعية سلام ووئام ويعمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، التي - في ظلها - نحفظ للوطن سيادته وسلامته ووحدته واستقراره.

وأوضح الزعيم أن "القوى المتضررة من التحديث والتغيير ستظل تحيك مؤامراتها الدنيئة - التي لا تستهدف المؤتمر الشعبي العام وقياداته وكوادره - وإنما تستهدف الوطن والشعب"، وتعمل على "الإضرار بالمصالح الوطنية العليا"، وتسعى إلى "الزج بالبلاد في أتون حروب وصراعات لا طائل منها، ولن تخلّف سوى الدمار والخراب والقتل وإسالة الدماء وإقلاق الأمن والاستقرار، وانتشار أعمال العنف والإرهاب وتمزيق الوطن".

وبرهن على ذلك بـ"مؤامرة الأزمة المفتعلة في 2011م، التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم من أوضاع مأساوية وصراعات وحروب عبثية، بالإضافة إلى العمل الإجرامي الإرهابي الخبيث الذي استهدف قيادة الدولة والحكومة وجموع المصلين؛ في مسجد (دار الرئاسة) وهم يؤدون فريضة صلاة أول جمعة من شهر رجب الحرام، الموافق للثالث من شهر يونيو 2011م، وما تعرّض له أبناء القوات المسلّحة والأمن من اعتداءات على معسكراتهم ومواقع مرابطاتهم، والتي بسببها استشهد وجرح المئات منهم وذلك من قِبل (قوى التآمر الظلامية)، التي استولت على أسلحة الجيش والأمن وآلياته وعتاده، واستخدمتها لخدمة أهداف وغايات حزبية غير وطنية، وأخيراً المؤامرة الإرهابية، المتمثلة في عملية النفق الذي كانوا يحاولون به ليس استهداف حياتي الشخصية وأُسرتي وكل أعواني وزملائي في قيادة المؤتمر الشعبي العام وكل المخلصين الأوفياء، وإنما نسف التسوية السياسية الجارية في البلاد، بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمَّنَة وكذلك الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني، والتي ما كان لها أن تنجح إلّا بفضل التنازلات التي قدّمناها وقدّمها المؤتمر الشعبي العام وحرصاً على سلامة الوطن وحياة المواطنين".

وأكد الزعيم على أنه ورغم كل ذلك "فإن مثل تلك المؤامرات الدنيئة لن تزيدنا إلّا إيماناً بالله - سبحانه وتعالى - وبقدره وقضائه، كما أنها لن تثنينا - في المؤتمر الشعبي العام - عن مواصلة دورنا الريادي في الحفاظ على الوطن، والنهوض به وإخراجه إلى بر الأمان, وتجاوز كل الصعوبات والعراقيل, غير آبهين بما تفرزه نفوس الحاقدين والمتآمرين من سموم، هي مردودة على أصحابها.. وهم الذين سيخسرون ولن يكون لهم مكاناً في صفوف اليمنيين، الذين يمقتون الحقد والتآمر، وينبذون من صفوفهم كل المتآمرين وتجَّار الحروب والعابثين بمقدرات الوطن والشعب".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.