جددت المديرة العامة لليونسكو - منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- الدعوة لجميع الأطراف لحماية التراث الثقافي اليمني،

"إنني أُعرب عن عميق الأسى والأسف للهجمات الأخيرة التي تَعرض لها التراث الثقافي في اليمن. فهذه الهجمات إنما تُزيد من المعاناة الإنسانية وتَحرم شعب اليمن من ثقافته التي تمثل عنصراً أساسياً من عناصر هويته، ومورداً لازدهاره، فضلاً عن كونها إضافة كبيرة لانتعاش البلاد وتنميتها في المستقبل"، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا.

في 14 شباط/ فبراير الجاري، استهدفت غارات جوية مدينة "كوكبان" التاريخية، مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة ببوابتها الرئيسية والقلعة الأثرية وقبة الإمام شمس الدين وعدد من المنازل الذي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي الواقعة في منطقة حصن "القشلة". كما اُستهدف معلمان تاريخيان في محافظة عمران وهما مبنى "الشونة" (بيت مال المسلمين) وبيت الإمام سيف الإسلام محمد البدر. أما ضريح ابن إسماعيل في حضرموت فقد تم تدميره عمداً.

وأضافت "أفادت مصادر رسمية يمنية ووسائل إعلام بأن المتحف الوطني في مدينة تعز تَعرض في 3 شباط/ فبراير 2016 لقصف مدفعي. وأسفر هذا القصف عن احتراق مبنى المتحف بالكامل تقريباً الذي كان يضم مخطوطات نادرة وقطعاً أثرية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، فضلاً عن التحف التقليدية."

وتابعت المديرة العامة "إن التراث الثقافي ينتمي إلى الشعب اليمني بأسْره، كما أنه ينتمي إلى الإنسانية ككل. وإني أدعو، مرة أخرى، كافة الأطراف إلى الامتناع عن استهداف مواقع التراث الثقافي، وكذلك إلى عدم استخدام هذه المواقع والمناطق المجاورة لها كأغراض عسكرية، تقيداً بالالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية لاهاي لعام 1954 المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح".

وقالت إنه منذ اندلاع النزاع في اليمن، تتعاون اليونسكو على نحو وثيق مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومع الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن، وذلك بغرض صون التراث الثقافي اليمني. ففي اجتماع للخبراء في تموز/ يوليو الماضي، تم الاتفاق على وضع خطة عمل لحماية التراث الثقافي اليمني في حالات الطوارئ. كما أن اليونسكو استرعت انتباه الدول المشاركة في العمليات العسكرية إلى هذا الشأن وزودتها بالإحداثيات المتعلقة بالمواقع الثقافية الرئيسية في البلاد.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.