قال الشاعر اليمني الشاب/ أسامة المحوري إنه يستعد حاليا لإصدار أول دواوينه الشعرية، حاملا عنوان “هدهد وألف نبأ”، وتوقع أن يرى النور قريبا.

وقال المحوري لـ”رأي اليوم”، إن روح الشعر وحقيقته تقودني لأخذه من أصوله والغوص في أعماقه ونفض الغبار عن جواهره، والعربي بطبيعته يطرب لسماع الحرف المطرب فيهتز نشوة ويميل طربا، ولا وجود للشعر والشعراء إن لم يتفاعل معهم المتلقون فيصفقون حرارة ويقومون إعجابا، وحين تيقنت أن ذلك لن يكون إلا بأخذ الشعر من منابعه فعلت ولعلي وفقت بإذن الله مرددا لقول أمير الشعراء:

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه

فليس حريا أن يقال له شعر

أسامة المحوري المولود في جنوب اليمن عام 1985، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة عدن، كان يتحدث مساء أمس لأعضاء جروب “عدن تقرأ” في حوار مفتوح على شبكة الإنترنت، وقال إن موهبة الشعر ظهرت لديه في وقت مبكر جدا في مرحلة الدراسة الأساسية، وكانت عبارة عن محاولات طفولية نمت وأينعت بالتشجيع والتصحيح والقراءة والاطلاع على تجارب الشعراء قديما وحديثا، ويضيف قائلا: ربما تأثرت بجرير قديما، وبنزار والبردوني وبدوي الجبل وعمر أبو ريشة وغيرهم حديثا، ترعرعت في أسرة محبة للعلم والأدب وعشت في بيت مكتظ بالكتب.. مشيرا إلى أنه قرأ في المرحلة الثانوية سيرة عنترة بن شداد وقصائده، وكتاب جواهر الادب اكثر من عشر مرات، يقول المحوري: “عشت مع ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء، مسافرا مع سليك ابن السلكة في البراري ومطاردا الغزلان مع شيبوب في الوديان، ناقشت أبا زيد القرشي مرارا حول كتابه جمهرة شعراء العرب، ومن أول من قال الشعر، عشت لحظاتها مع الشعر والشعراء، فبدأت تتكون لدي موهبة شعرية تنضج يوما بعد يوم، وما زلت أسقيها قراءة وشعرا لعلها تنمو وتنمو في قابل الأيام.

وفي حديثه يقول إنه طور موهبته من خلال القراءة ومتابعة الجديد في الشعر والشعراء، بالإضافة إلى الإصرار الذي يرى أنه “يوقد موهبته بين كثبان الرماد”،

وعن العقبات التي تقف في طريق المبدعين في اليمن، قال المحوري إنها كبيرة بحجم الطموح، منها عدم وجود مؤسسات ثقافية حقيقية في عدن على وجه الخصوص، وعدم وجود شخصيات ثقافية كبيرة تحتضن طموح الشباب المبدع وتقيم مسيرتهم الإبداعية، ناهيك عن غياب دور الدولة في رعاية المبدعين وإيجاد فرص ظهور وعطاء وتنمية لهم، وطغيان صوت السياسة على صوت الأدب والفن والثقافة، فضلا عن ضعف مستوى الإعلام الورقي والمرئي  وتصدر شخصيات لا علاقة لها بالأدب واليراع.

لكنه يستدرك بالقول: الطموحات عالية كعلو الأفق، عميقة كعمق المحيط ، وإن كانت العقبات كبيرة فأنا غارق في التفاؤل مع هذه النهضة الشبابية التي أراها اليوم أمامي في عدن، وما “عدن تقرأ” و”آفاق الثقافية” إلا ثمرة يانعة من ثمارها، وهي مبادرات طوعية شبابية تهتم بالثقافة والأدب وتشجيع القراءة.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.