وصف تقرير صادر عن فريق ميداني حقوقي الوضع في عاهم محافظة حجه بانه صراع سياسي بحت تحاول بعض القوى من خلاله أن تبعث بقرائن إلى أطراف وطنية وإقليمية على حساب الدم اليمني وهي تتاجر بالقيم الإنسانية لتحقيق مقاصد سياسية واتهم التقرير طرفي الصراع بالزج بالأطفال للمشاركة بالتواجد في مسرح الأحداث عبر القيام بتسليحهم والعمل على مرافقة القيادات الميدانية لكلا الطرفين الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفولة بصورة تتنافى مع كافة النصوص الدستورية والوطنية والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وقال التقرير الميداني للفريق: لوحظ وجود مشاعر استياء لدى العديد ممن التقينا بهم من أعضاء المجلس المحلي ومشائخ وأعيان ووجاهات ومواطنين بمديرية مستبأ جراء ما وصفوه بالتدخل في شئون مديريتهم والاعتداء عليها من قبل بعض قبائل كشر تحت مبرر طرد جماعة الحوثي وهو الأمر الذي سيكون له أثره في المستقبل على النسيج الوطني والترابط الاجتماعي كما ان السلفيون يرفضون التعايش مع الحوثيين .
ونورد فيما يلي نص البيان الصادر من الفريق الميداني:


بسم الله الرحمن الرحيم
بيــــان صادر عن ناشطين محليين بمحافظة حجة الزائرين لمنطقة الأحداث التي شهدتها مديريتا مستبأ وكشر
شهدت محافظة حجة وتحديداً منطقة أبو دوار وعاهم بمديرتي مستبأ وكشر مواجهات مسلحة أودت بحياة المئات وشردت الآلاف وتركت أثراً أخلاقياً مدمراً وجرحاً غائراً في العمق النفسي وتشوهاً في النسيج الاجتماعي، وأيقظت المشاريع الصغيرة من خلال تجزئتها للهوية الوطنية والمحلية المشتركة، وقد ساهمت تلك الحرب في إحداث الفراغ الوجداني وعززت من الشعور بغياب الدولة الأمر الذي جعل الجميع أمام فاجعة وطنية قادمة يتوجب عليهم استشعار مسئوليتهم الأخلاقية والإنسانية والوطنية تجاهها والوقوف على حقيقة ما يجري وما هي بواعثه وقرائنه ورموزه وما هي رسائله.
هذا وفي الوقت الذي ينبغي التأكيد فيه على أهمية بث قيم السلم والحوار والتعايش وحق الجماعات في التعبير عن نفسها ومواقفها وأهمية أن تتحمل السلطة المركزية والمحلية مسئوليتهما في تفعيل دورهما بقوة القانون والدستور وتحقيق مبدأ الحقوق العادلة والمواطنة المتساوية وتفعيل وظائف الدولة بعد أن تجاوزنا حالة الغياب بالتوافق والانتخابات الرئاسية كما ويتوجب أيضاً على أطراف العملية السياسية في الصراع إلى تأكيد مصداقية الخطاب وتجاوز البواعث وإرسال الرسائل السياسية لهذا الطرف أو ذاك على حساب أنهار وشلالات دماء المئات من القتلى والجرحى ومعاناة ومآسي غيرهم من المعاقين والمشردين.
وانطلاقاً من قيم الحب والخير والسلام واستشعاراً للمسئولية الوطنية فإن الفريق الموقع على هذا البيان والذي يضم عدداً من الناشطين المحليين بالمحافظة قد تداعى إلى الوقوف على ما يحدث في عاهم وأبو دوار بدواعي إنسانية ووطنية بحته مؤكداً انحيازه المطلق إلى الحقيقة ويعلن أنه توصل من خلال زيارته الميدانية التي قام بها إلى مسرح الأحداث يوم الجمعة الموافق: 19/3/2012م توصل الفريق إلى الحقائق الآتية:
1)    يرى الفريق أن ما يحدث في عاهم وجبل أبو الدوار ليس أكثر من صراع سياسي بحت تحاول بعض القوى من خلاله أن تبعث بقرائن إلى أطراف وطنية وإقليمية على حساب الدم اليمني وهي تتاجر بالقيم الإنسانية لتحقيق مقاصد سياسية.
2)    تبين أن حالة الهدوء التي تشهدها منطقة الصراع بعاهم وأبو دوار بمديريتي مستبأ وكشر منذ اسبوعين من تاريخ زيارة الفريق جاءت نتيجة إبداء رغبة الطرفين وموافقتهما في العمل على تنفيذ بنود الصلح الأخير والموقع من قبل قيادات في جماعة الحوثي وقيادات بحزب الإصلاح بتاريخ: 27/1/2012م.
3)    تبين أن من يقوم بخرق اتفاقات السلام والتعايش هو طرف واحد ويتمثل في التيار السلفي حسب إفادات لجنة الوساطة وما يزال رافضاً لاتفاق السلام والتعايش ويتمترس في مواقعه ويقول أن الاتفاق بين الأطراف السياسية لا يعنيه وهو الاتفاق الذي تم بموجبه إيقاف إطلاق النار والموقع بين الأطراف في تاريخ: 27/1/2012م.
4)    لاحظ الفريق انعدام حضور الدولة وتفعيل دورها بقوة القانون والدستور وغياب وظيفتها في منطقة المواجهات بما يحقق الأمن النفسي والاجتماعي ويلبي متطلبات الاستقرار ويضمن الحقوق العادلة لكل الأطراف دون تمييز أو مصادرة للحريات.
5)    لاحظ الفريق قيام طرفي الصراع بالزج بالأطفال للمشاركة بالتواجد في مسرح الأحداث عبر القيام بتسليحهم والعمل على مرافقة القيادات الميدانية لكلا الطرفين الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفولة بصورة تتنافى مع كافة النصوص الدستورية والوطنية والمواثيق والمعاهدات الدولية.
6)    يرى الفريق أن ثمة إشكالية اجتماعية وثقافية هيأت المناخات العامة للصراع وعززت من قيمته وتناميه وتلك الإشكالية ترتبط ارتباطاً جذرياً بالثقافة الثأرية وبالقلق النفسي من التفوق بالعتاد والسلاح فيما بين فئات قبائل المجتمع الأمر الذي أجبرها على دخول الصراع مجبرةً بحثاً عن التوازن فيما بينها وهي على وعي كامل بأن لا مصلحة لها من الصراع وإراقة الدماء.
7)    لوحظ وجود مشاعر استياء لدى العديد ممن التقينا بهم من أعضاء المجلس المحلي ومشائخ وأعيان ووجاهات ومواطنين بمديرية مستبأ جراء ما وصفوه بالتدخل في شئون مديريتهم والاعتداء عليها من قبل بعض قبائل كشر تحت مبرر طرد جماعة الحوثي وهو الأمر الذي سيكون له أثره في المستقبل على النسيج الوطني والترابط الاجتماعي.
8)    توصل الفريق إلى يقين مطلق أن روح السلام والتعايش تعمر قلوب الأطراف المتصارعة مما بعث في ذهنه التساؤل التالي: لماذا تحدث الحرب طالما وهناك لغة مشتركة للتعايش والسلام؟ ومن مشعلها؟ ومن المستفيد منها؟


التوصيــــات:
1)    يوصي الفريق وسائل الإعلام إلى تحمل مسئوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه ما يحدث وأخذ الحيطة والحذر من توظيف الدم والمآسي الإنسانية لمقاصد سياسية لأطراف بعينها.
2)    يوصي الفريق السلطات المركزية والمحلية إلى تفعيل دور الدولة للقيام بوظائفها الدستورية والقانونية دون تحيز بما يكفل التوازن بين الاستقرار والحريات.
3)    يدعو الفريق السلطة المركزية والمحلية للقيام بواجباتها تجاه المآسي الإنسانية وعودة النازحين إلى منازلهم وتعويضهم مع مراعاة الدقة والمنهجية في تحديد الأعداد الحقيقة للنازحين وحجم معاناتهم بعيداً عن روح الاستغلال للجوانب الإنسانية.
4)    يوصي الفريق الأطراف المتصارعة إلى الجنوح للسلم واحترام الحريات ومبدأ التعايش واللجوء إلى الحوار كقيمة حضارية مثلى والخروج من دائرة التصورات المسبقة لكل طرف عن الآخر والإبتعاد عن الزج بالأطفال في ساحات وميادين الأحداث احتراماً لحقوقهم وحفاظاً على براءة طفولتهم.
5)    يوصي الفريق بضرورة استمرار وبقاء لجنة الوساطة في منطقة الأحداث للإشراف والمتابعة على تنفيذ بنود الصلح وبما يكفل عدم تجدد المواجهات.
6)    يوصي الفريق بضرورة تشكيل فريق ميداني محايد للنزول إلى مناطق الصراع للقيام بعملية حصر الأضرار وتحديد حجمها وتكوين قاعدة بيانات عنها.
7)    يوصي الفريق بضرورة قراءة ودراسة الأبعاد الاجتماعية والثقافية في منطقة عاهم واقتراح الحلول والمعالجات اللازمة لها.
8)    يوصي الفريق بتشكيل لجنة عسكرية متخصصة للتأكد من حقيقة زرع الألغام والقيام بنزعها.
وإذ يتمنى الفريق الاستجابة لصوت الحق والعدل من كل الأطراف ليؤكد على أهدافه الوطنية المحضة من وراء هذا البيان.
والله من وراء القصد
صادر بتاريخ: 22/3/2012م.


الموقعون أعضاء الفريق
1)    عبد الرحمن مراد                 كاتب ومحلل سياسي
2)    منصور حسن أبو علي                 صحفي وناشط حقوقي   
3)    محمد علي عناش                كاتب ومحلل سياسي
4)    سمير النمر                    كاتب صحفي
5)    محمد عبد الودود غالب            صحفي


صورة مع التحية:
للأخ/ رئيس الجمهورية.
للأخ/ رئيس حكومة الوفاق الوطني.
لقيادة السلطة المحلية بمحافظة حجة.
لقيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.
لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.