في تحدٍ جديد أمام مستقبل التغيير في اليمن، تصاعد جدل القوى الوطنية المختلفة في الساحة اليمنية حول جدوى الحوار الوطني الذي تجري تحركات واسعة للتحضير لخوضه، حيث ينقسم اليمنيون بين متفائل به، وبين مشكك بمدى جدواه وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع، في نفس الوقت الذي يرى فيه البعض حلاً امثلاً وبوابة سحرية تفضي باليمن إلى بر الأمان، فيما البعض الآخر ظل مشككاً وبدا مترقباً قدوم العاصفة!!الدكتور ياسين سعيد نعمان
"مركز الإعلام التقدمي" اجرى استطلاعاً ميدانياً لآراء العديد من النخب السياسية والفكرية والشبابية حول مدى تفاؤل الساحة اليمنية بالحوار الوطني، وطبيعة الرهانات المعقودة عليه، وهو ما نستعرضه فيما يلي:


• د. ياسين نعمان متفائل والجميع سيشارك
الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- وخلال رده على سؤال مركز الاعلام التقدمي حول الحوار الوطني، اكتفى بالقول: "أنا متفائل بالحوار الوطني وجميع الأطراف ستشارك ، ولن يتغيب أي طرف عن طاولة الحوار إن شاء الله"!الاستاذة جوهرة حمود


• جوهرة حمود: محاولات لإفشاله ومنعه
من جهتها، أكدت الستاذة جوهرة حمود- وزيرة الدولة: إن الحوار الوطني سيواجه صعوبات ومعوقات كثيرة لمحاولة افشاله ومنعه كحالة ضرورية للخروج  باليمن نحو مستقبل افضل لتحقيق اهداف الثورة التي خرج الشعب من أجلها.. ولكن على الجميع ان يتعاونوا لتذليل هذه الصعوبات. ولن يفشل الحوار الوطني لأنه مطلب الناس وهو ضروري لكي يتفق الجميع على رسم خطوط المستقبل.


• د. عقبات: سينجح إذا لم يتجاهل أحد
 أما الدكتور أحمد عقبات- عميد كلية الاعلام بجامعة صنعاء- فقد رد على تساؤلات "مركز الاعلام التقدمي" مؤكداً: إن الحوار الوطني مهم جدا ويعتبر ضمن النقاط الاساسية في المبادرة الخليجية وسيسلهم في تخطي المشاكل التي تعترض الزمة في اليمن.
وأضاف: الحوار يحتاج الى اتفاق مسبق يشمل جميع أطراف النزاع، وعدم تجاهل الجميع سواء في الداخل أو الخارجن وطرح كل المواضيع على الطاولة لمناقشتها ولاسيما تلك المرتبطة بالحراك الجنوبي والأزمة في صعدة، مشيراً إلى أن الحوار الوطني سيساهم في وضع خطة مستقبلية لتطوير البناء المؤسسي في اليمن والمواطنة المتساوية وتطبيق سلطة النظام والقانون.الدكتور احمد عقبات
وقال أيضاً: إن هناك مسالة تؤخذ بعين الاعتبار أيضا وهي أهمية الحوار الوطني بمشاركة الجميع وشعوره بالمواطنة المتساوية وانه ليس بمعزل عن هذه التغيرات. وأعتقد أنه من الصعب تحقيق هذه الاهداف ما لم يتم التواصل ونسيان الماضي ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ووحدة اليمن وأهمية تطوير اليمن الجديد.. فإذا كانت هذه محاور الحوار ومعالمه فسوف ينجح، أما إذا دخل البعض يحاسب البعض فسوف نصل الى طريق مسدود.. ودعا الى فتح صفحة بيضاء وتناسي الماضي ووضع كل القضايا على طاولة التحاور دون وضع شروط مسبقة!!
وبين الدكتور عقبات انه : يجب أن يسبق الحوار الوطني التنسيق ووضع جدول أعمال جيد والاتفاق على عدم وضع مواضيع تثير الفتنة والضغائن، والاعتماد على الكوادر الوسطية المعتدلة. أما بالنسبة للحراك الجنوبي فلا اعتقد أنه سيعيق الحوار إذا ما تم وضع القضية لبجنوبية بطريقة شفافة!!


• د. القاضي: ضغوط دولية لإشراك الجميع
الدكتور محمد القاضي- إعلامي ومحلل سياسي- قال: اعتقد أنه من المهم مشاركة جميع الأطراف في الحوار الوطني، وإذا كان الحراك يريد الوصول الى حل فيجب أن يشارك في الحوار.. وحسب معلوماتي من مصادر غربية أن هناك ضغوط تمارس من دول غربية على جميع الاطراف، حيث ان الاتحاد الاوروبي يحاول ممارسة ضغوط على الحراك الجنوبي للانخراط في هذه العملية السياسية. ولن يكون هناك معنى للحوار الوطني بدون مشاركة جميع الاطراف.. ولكن هناك تيار متشدد في داخل الحراك يحاول ان يصعد وينحى منحى العنف، لكن هذا لن يخدم القضية الجنوبية على الاطلاق.. من جانب آخر هناك إدراك من سياسيي وقادة الحراك في الخارج بان الحوار هو الطريق لحل كافة المشاكل، فحتى الحوثيين أعلنوا عن نيتهم المشاركة في الحوار الوطني بشروط.الدكتور محمد القاضي
واضاف القاضي: لا معنى للحوار الوطني في ظل ظروف وبيئة غير مناسبة فأنا لا أعتقد أن الوضع الراهن يساعد على الانطلاق وبدء الحوار لأن الظروف غير مهيئة وهناك انقسام في العملية السياسية فيما بين حكومة الفرقاء تزداد الامور تعقيدا والوضع الامني يزداد تعقيدا ايضا. وهذه العوامل لا تعطي مؤشر جيد. وبسبب تدهور الوضع الامني اصبح هناك مخاوف لدى الاطراف السياسية ومخاوف لدى الحراك الجنوبي في الوصول الى صنعاء والمشاركة في اي حوار ، وفي حال فشل الحوار الوطني معناه أن اليمن ستصبح مهددة بالانقسامات والتفكك ويجب على الجميع تذكر ان الحوار الوطني هو اتفاق واجماع على شكل النظام القادم.. ومن المؤشرات على حسن النوايا لانجاح المبادرة هي هيكلة الجيش وابعاد الرموز المثيرة للجدل في الساحة اليمنية، واذا رفض اي طرف الحوار فهو يضع نفسه في مرمى الكل، والشباب طرف فاعل واساسي في الحوار الوطني وضامن لانجاح العملية السياسية.
ولكن يبدو أن للشباب رايهم الخاص، فهم يرون أن لا شيء تغير والأوضاع كما هي وان هناك اطراف تلعب لعبة سياسية لا يعرفون الى اين ستوصلهم، ولكنه مترقبين ومستعدين لمواجهة اي التفاف والصمود بطول نفس بلا حدود!!


• عبد القدوس: لست متفائل
عبد القدوس- طالب جامعي- قال لـ"مركز الاعلام التقدمي": في ظل الظروف الراهنة يعتبر الحوار الوطني قضية فاشلة ولا مجال لها في ظل السياسة القائمة، رغم إننا نتمنى من الله الوصول الى المخرج.. واضاف: في ظل ما نلمسه على ارض الواقع لا بصيص نور يخرج اليمن مما هي عليه، فانا لست متفائل بالحوار، لأن الحوار عبارة عن مجموعة من النظام السابق الذي نشكو منه يحاولون الان ان يصنعوا صورة جديدة، ونحن اخذنا عنها أنها صورة مشوهة دائما وابدا ومهما صنعوا او فعلوا فلن يصلوا او يحسنوا الصورة التي في أذهاننا.


• الطالب محيي الدين: قلق من الثأرات
محيي الدين الاصبحي- طالب جامعي- قال: اعتقد اذا كانت هناك نوايا حسنة من جميع الاطراف والاطياف في الخروج بهذا الوطن من هذه الازمة الطاحنة فهذا الحوار في طريقه الى النجاح. أما اذا كانت هناك ثأرات سواء بين اطراف دينية او احزاب فان الحوار سيظل عالق بين هذه الاطراف.. وأنا كشاب متفائل بهذا الحوار فالشباب هم من يريدون التغيير وهم بالتاكيد في صف الحوار الهادف والبناء!


• الطالبة حنان: الشعب سيرضخ الجميع لرغبته
حنان المتوكل- طالبة جامعية- قالت: حالياً هناك معوقات وهذه المعوقات ستؤدي الى بعض الصدامات لكن الغرب ومن جاء بهذه المبادرة سيضغطون بثقلهم لانجاح هذا الحوار، ومادام البداية كانت جيدة وبدات بانتخابات ومرت بسلام ان شاء الله يقدمون صورة جيدة لانهاء الخلافات العالقة.. وبرايي ان الشعب اليمني الصامد سوف يجبر جميع الاطراف على الرضا والرضوخ لرغبته.


• السماوي: متفائلون إذا صدقت النوايا
محمد السماوي- طالب جامعي- قال: اذا صدقت النوايا من قبل المشترك والحوثيين ساتفاءل لانهم يشككون في الحوار الوطني وقضية الجنوب وأنا اعتقد بنسبة (70%) سوف ينجح الحوار ان شاء الله ونحن متفائلون به!!!



حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.