شويــل:   - الحوار ثم الحوار لأن البديل عنه الحرب الأهلية
باعلوي: - ألية الحوار ولغة التخاطب بين الزوجين تتغير بعد مرحلة الإنجاب
           - عند محاورة الزوجة يجب التخلي عن الندية والأستاذية
الهدار: - تزداد الفجوة بين الزوجين كلما ألغي الزوج دور الزوجة
          - لا يجب مصادرة حق المرأة في التعبير والمشاركة

نتائج تصويت الفيس بوك تقول أن نسبة ما يقارب 75% من الرجال هم المسؤولين عن فشل الحوارفي الحياة الزوجية وما يقارب 25% منهم فقط يرون أن الزوجة هي المسؤولة فالتصدي للحوار أهم أسباب الحروبات الأهلية ولم يعد ذلك حكراً على الصعيد السياسي فحسب بلتوطدت العلاقة وأصبح الفشل قائم على المستوى الأسري للزوجين وعدم تبني هذه الثقافة التي على أساسها لابد أن تبنى الحياة الزوجية وسوف تكون كارثة إذا كان الحوار منطرف واحد فقط بما يملكه من ثقافة أسلوب تفكير مرتفع فكثير من الأزواج يشكون من أن زوجاتهم لا يشاركنهم الحوار الفكري والثقافي وأنهن منغمسات فقط في شئون المطبخ وتربية الأطفال، ومن الزوجات من تشتكي أن اهتمامات زوجها منحصرة بالعمل والأصحاب ووو.....


المهندس صادق النجار: إن أسباب فشل الحوار يأتي فيالمرتبة الأولى من قبل الزوج خاصة إذا كان لا يجيد التعامل مع زوجته بشكل ودي وأنكلامه أوامر لابد أن تنفذ كما نرى عند الغالبية العظمى حتى وإن كان مثقف فنحن نرىكثير من المتعلمين والمثقفين يصبون أفكارهم وثقافاتهم في الجامعات والمدارس، لكنللأسف الشديد فور وصولهم منازلهم فإنهم ينسون كل هذا ويتذكرون شيء واحد فقط أنهمرجال ومن منظورهم أن رب البيت هومن يفرض كلمته فقط دون أن يحمد عقباها، وفي المرتبة الثانية أن تكون الزوجة غيرمهتمة بهذا الزوج وكل إهتماماتها تنصب في البيت وعلى الأولاد والتفرطات اليوميةوتنسى تماماً أنها مكملة لهذا الزوج وعليها واجبات تجاهه، ما يسود الحياة الزوجيةالفتور في الحوار إن لم يغيب تماماً


أما أم محمد فقد تطلقت بسبب تسلط زوجها وعدم التفاهم معه وإصراره على كلامه أن ينفذ سواءً صح أم غلط بحجة أنه الرجال، وتقول إن عدم التفاهمبيننا وصل الى عدم حل مشاكل أبنائنا أيضاً، إضافة الى ذلك أنه إذا أراد الإنتقام منها يقوم بضرب الأبناء عنداً وعندما أفكر بالحديث معه يخرج تماماً من المنزل ويقول أنا لا يعجبني اللت.


الحوار بين الزوجين


المرونـــة
يقول عبد الله شويل أستاذ الطب النفسي بجامعة صنعاء إن كثيرا من الرجال يجهلون بطبيعتهم سيكلوجية المرأة وأن المرأة بطبيعتها لا تفهم نفسية الرجل، فيبدأ كل واحد منهم يعامل الآخر بطبيعته فالمرأة تتوقع حقيقة أنالرجل يتصرف كبقية النساء معها، والرجل يتوقع أن المرأة تتصرف كبقية الرجال معه،والهدف من الحوار هو أن الرجل يفهم نفسية المرأة فيما يرتبط بالحوار وان المرأة تفهم حقيقة مالذي يريده الرجل من وراء الحوار حتى تتكون أسرة ناجحة.


وأضاف شويل إن أسباب فسل الحوار هو أنه لا توجد تربية القبول فنحن كرجال فينا عيب أنا الصح وأنا من يفهم وأنا من أوامره تنفذ وأنا وأنا....، لكن لابد ان نعرف أن هذه الزوجة كيان متكامل وخلق رباني بديع غن لم يكن مثليفلربما أفضل مني لها رؤى ومفاهيم لابد من سماعها فلماذا نلغيها ولا نستفيد منها ومن وجهة نظرها، فالأدب والطاعة ليس تقديس وإنما إحترام وأخلاق وسلوك متبادل بين الزوجين لذا لابد أن يكون هناك مبدأ المرونة بينهم.


الحوار بين الزوجين


اختلاف وائتلاف
وأشار شويل الى أن أثر فشل الحوار بين الزوجين قد يصل بالأبناء للعداء فيما بينهم وعدم الثقة بسبب غياب القدوة، لذا فالإختلاف بين الزوجين يمكن أن يدمر الحياة الأسرية كما يحصل في حالات كثيرة ويمكن له أن يثري الحياة الأسرية ويكون مدخلاً للشعور بالتعاون والتكامل على قاعدة ( نختلف لنأتلف).


وأوضح شويل أبجديات للحوار الناجح في عدة نقاط هي:
   ·أثناء الحوار لا يجب التمسك برأي واحد من طرف واحد حتىلا نضيع أنفسنا في مشاكل لأن الحوار عبارة عن وسيلة للخروج من المشاكل وليس للدخول فيها.


   ·الهدف من الشراكة الزوجية هو السعادة فإن كنت تريد تحقيقها لابد من مقومات أساسها التنازل والتسامح وما يساعد على ذلك هو الإنصاتوالتفهم والتعاطف.


   ·إختيار التوقيت والمكان المناسب والأسلوب الألطف والكلمات الغير جارحة وعدم التقبيح أثناء الحوار.


   ·تأمل الحياة بعد الإنفصال وتخيل الصور السلبية المعاشة في الوطن العربي حتى تكتشف أنك مضطر للرجوع الى الحوار ثم الحوار لأن البديل عنهالحرب الأهلية.


   ·أيتها الزوجة أثناء الحوار إعطي الزوج فرصة ليعبر عننفسه.


   ·أيها الزوج لا تدع حياتك العملية تؤثر سلباً على حياتكالأسرية وأنصت الى زوجتك تكسب قلبها وعقلها.


الحوار بين الزوجين


دراســـــة
أجريت دراسة على مجموعة من الأزواج كلاً على حدة بتركيبأجهزة مسجلة لوقائع الحال الموجودة بينهم في الحياة اليومية مفادها الحصول علىالمعدل الطبيعي للحوار بين الأزواج السعداء، وتوصلت الدراسة الى أن الحواراتللأزواج السعداء معدلها خلال اليوم لا يزيد عن 28 دقيقة مالها علاقة بالتواصل بشكلمباشر.


وأحد علماء النفس المتخصصين بالعلوم الإنسانية وهو ماركجنجر فسر وشرح هذه العملية بأن دماغ الإنسان الرجل يختلف عن المرأة، فدماغ المرأةيعمل بشكل عنكبوتي بحيث أن كل مواضيعها في اليوم مرتبطة مع بعضها البعض، في حين أن الرجل لديه لكل موضوع صندوق ومن ضمن هذه الصناديق يوجد صندوق يسمى اللاشيء ، فيحب الرجل أن يذهب 90% من أوقاته الى هذا الصندوق، لا لشيء معين وإنما لأنه لا يوجد شيء يقوله بالفعل.


وتقول الدراسة إن طبيعة الإختلاف الموجود بين سيكلوجية المرأة والرجل في عملية التواصل هو أن الرجال يمرون بثلاث مراحل أولها التفكير وأثناء التفكير يلجأ بطبيعة الحال الى الصمت لكي يخزن المعلومات الموجودة حتى يرىما إذا كان هذا التفكير سيقود الى مجال أم لا، ومن خلال التفكير والصمت ينتقي منبين البدائل المتاحة ما هي أفضل الخيارات للرد، إن رأى فيها رد مناسب يواصل وإلا فلا، بعكس المرأة تماماً فإنها عندما تتحدث بطبيعتها تفكر بصوت عالٍ كي تعبر عن حالتها النفسية ومدى حاجتها عن الحديث، فحوار المرأة وطلبها للحوار ما هو الا رغبة تقول ( إستمع إليَ ) وبطبيعة الرجل من تكوينته يميل الى الصمت.


المرحلــة الحرجـــة
وقال الدكتور علي باعلوي أخصائي علم الإجتماع بجامعة صنعاء أن الفشل في الحوار يأتي أثناء مرحلة التعارف الحرجة بين الزوجين وهيالسنوات الأولى من الزواج، حيث نرى الزوج والزوجة تسودهم المجاملات فلا تفهمالشخصية الحقيقية لكلاً منهما لذا يجب خلع هذه القبعة والنزول الى أرض الواقعوالتقليل من التوقعات حتى لا نصطدم بصخب وعبء الحياة الزوجية.


واكد باعلوي أن آلية الحوار ولغة التخاطب بين الزوجينتتغير بعد مرحلة الإنجاب حيث يصبح الإنسان تلقائي وعفوي، لأن المرأة عندما يصبحلديها أبناء فإن بعض الأزواج لا يفهمون هذه العلاقة بأن جزء من قلبها يكون منصبللأبناء، لذا فإن مسألة الحوار القديم تتغير فيبدأ الزوج يأخذ مواقف مسبقة للمرأةحتى يثبت لها تغيرها وأنه لم يعد ذلك الزوج بالنسبة لها وحتى يبرر أخطائه في البحثعن البديل وتكوين علاقات جديدة وعدم التحاور مع زوجته والإنصات لها


أستاذيـــــة
وأضاف باعلوي إن بعض الرجال أثناء الحوار يناقشون في إتجاه واحد ما يدل أن الحوار فيه أستاذية حيث يعتقدون أن رب البيت أوامره لابد أن تنفذ فينتقل هذا السلوك للأبناء وللأسف هذا أخطر ما في الموضوع وينتقل للمرأة فتبدأ تعامل الرجل بندية، لذا لابد عند محاورة أي شخص سواء الزوجة أم غيرها التخليعن الندية وعن الأستاذية وإختيار أسلوب الطرح حتى نصل الى إنسجام.


الديــن والحيـــاة
يوضح الشيخ/ حسين الهدار وكيل وزارة الأوقاف لقطاع التوجيه والإرشاد أن من أهم أسباب الفجوة الزوجيه إن كان أحد الزوجين أمياً وتزداد هذه الفجوة إتساعاً كلما كان الزوج ملغياً دور الزوجة في معالجة الإختلالات الزوجيه التي تحدث عادة وتتضاعف في ظل مصادرة الزوج لحقوق زوجته بناءً على نظرة الزوج للفكر المتواضع الذي تحمله زوجته كونها غير مؤهلة علمياً لخوض ما قد يطرأ من مشاكل وبالتالي عجزها عن تقديم الرأي وإبداء وجهة النظر الخاصة بها.


وقال الهدار الى جانب ذلك قد يكون الزوج سيئاً في تفاقمالأوضاع الزوجية إما بجهله بالدور الأساسي للمرأة في الحياة الزوجية وكونهاالشريكة الأساسية في صنع القرار داخل الإطار المنزلي وإما للنظرة الإستغلائية للرجل تجاه المرأة في المجتمع اليمني بناءً على المفهوم العرفي عند البعض الذي من خلاله تقدم المرأة على صوره المتبوعة المسيرة في مختلف مجالات الحياة.


ويضيف الهدار الى ذلك غياب الوعي الصحيح لدور المرأةوغياب تام للرسائل الإرشادية المؤثرة كونها مربية الجيل وعلى عاتقها نضمن صلاحوفلاح الأولاد بناءً على حسن تربيتهم الذين سيكونون الضحية الأولى لإختلاف الزوجين.


وأوضح الهدار عدة سلوكيات للحوار الناجح منها: الاحتراموالتقدير والقبول بالآخر في إطار العقلانية والإتزام، إضافة الى الفهم الصحيحللنصوص الشرعية بإعتبار القوامة الشرعية المتمثلة في عدم مصادرة حق المرأة في التعبير والمشاركة، كذلك القناعة بوسيلة الحوار الثري على أنه الوسيلة الوحيدة لكل الأمور وإزالة الإشكاليات وتقريب وجهات النظر للوصول الى الإنسجام بين الطرفين


أخــــيراً
فالرجل والمرأة كالمرسل والمستقبل ولأن الإرسال للأقوى لابد أن يكون الرجل هو المبادر فإذا كانت رسالته جميلة سيأتي جواب المستقبل بالأفضل والأجمل أما إذا كانت الرسالة مشوهة وجارحة وغير معبرة فإن المستقبل إما أن يجهلها أو يرد بأقبح منها.


 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.